-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

أيها المفسدون.. الله لا تربّحكم!

جمال لعلامي
  • 1245
  • 0
أيها المفسدون.. الله لا تربّحكم!
ح.م

كان واضحا قبل سنوات، حسب ما لاحظه آنذاك شيوخ مخضرمون، أن من يدشن “غار” بوزقزة بأغنية “جيبوها يا لولاد”، لا يمكنه إلاّ أن يكون “بانيها على الخدع”(..)، وقد أثبتت الأيام، أن الطريق السيار، ليس “مشروع القرن”، بقدر ما هو في نظر مسافرين وعابرين له “احتيال القرن”، خاصة عندما كان الجميع شاهدا في بداية تدشين مقطع العاصمة – الأخضرية، على منع الشاحنات من عبوره وإبقاء سيرهم عبر المسلك القديم للطريق الوطني رقم 5!

بعد سنة من قرار الغلق الغريب، تمّ فتح المقطع أمام مركبات الوزن الثقيل، وبدأت علامات الاستفهام والتعجب تتطاير مع الزفت الذي بدأ هو الآخر يتطايرن يوما بعد يوم، وبدأت عجلات الشاحنات تحفر الطريق وترسم شكلا فضائحيا، ليتبين بعدها، بأن الغلق كان إلى غاية انتهاء “فترة الضمانة” الموكلة على الشركة المنجزة، وانتهت المهلة، وتمّ فتحه، لكن الفضيحة كانت “بجلاجل”، والشركة لم تعوض الخسائر، لأن “الضمانة” انتهت!

وغادر “الغول” الحكومة، وشرعت الحكومة في ترميم الطريق المزيّف، بمنحه لشركات المناولة، وإلى اليوم الأشغال متواصلة على مستوى بعض المقاطع، والأضرار مستمرّة أيضا بشكل دوري ومتنام، ليفضح “البازقة” ويكشف بأن “جيبوها يا لولاد”، ما كانت إلاّ لذرّ الرماد في العيون، ومخادعة المواطنين والمسؤولين معا، في مشروع أكل ما أكل من ملايير!

“الغول” ترك الطريق “مخروبا”، وهو الآن في السجن، في قضية متعلقة بالنقل، في انتظار فتح ملف الأشغال العمومية، الملف الذي يُنتظر أن يعرّي فضائح بالجملة والتجزئة ويصدم الجزائريين المصدومين أصلا بالنصب والخداع والاحتيال الذي كان مقياس إنجاز مشروع قيل انه للقرن، فأثبتت الأيام أنه مشروع “الهفّ” وضرب الخزينة بالكفّ بعد تدشينه بالدفّ!

لسان حان المواطنين الذين يدفعون فاتورة الفساد وفضائح التسيير: “الله لا تربّحكم”، أيها المفسدون والغشاشون والسرّاقون والمحتالون والنصّابون.. “الله لا تربّحكم”، وقد أكلتم القديم والجديد من بيت مال الجزائريين، وعثتم في مناصبهم وحقائبكم فسادا.. “الله لا تربّحكم”، وقد ساهمتم في “تكريه” كلّ شيء لدى المواطنين، وتسبّبتم في ميلاد ظواهر لم تكن موجودة أو ساهمتهم في تنميتها مثل “الحرقة” والانتحار وتقنين الفساد وتبرير الإفساد!

عامة الناس، لا تطلب المستحيل، لكنها تطلب محاكمات عادلة ومنصفة، وقد قالها “الغول” ذات مرّة بالفمّ المليان بشأن الطريق السيار: “ألـّي دار الله لا يبقيه”(..)، وهذا ما يتمناه كل الجزائريين “ألّي دار الله لا يبقيه”.. “الله لا يرفد عليه”.. “الله يجازيه”.. “الله يردّ الحقّ لمّاليه”.. فاللهم حوالينا لا علينا.. اللهمّ إنّا لا نسألك ردّ القضاء، وإنّما نسألك اللطف فيه.. آمين يا ربّ العالمين.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!