-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

أيُّ صراعٍ وهميٍّ بين الهويّة والمواطنة

ناصر حمدادوش
  • 1147
  • 16
أيُّ صراعٍ وهميٍّ بين الهويّة والمواطنة
ح.م

أثار التصريح الذي أدلى به السّيد أحمد لعرابة رئيس لجنة خبراء تعديل الدستور لإحدى الصّحف المفرنسة جدلاً واسعًا، أخلّ بالحياد وبمصداقية وموضوعية مسار المراجعة الدستورية، وفجّر مخاوف جديّة من الخلفية الفكرية والإيديولوجية لأعضاء هذه اللّجنة وحقيقةِ استهدافها لعناصر الهويّة الوطنية، وكأنّ الشّعب الجزائري يعيش هويّاتٍ متعدّدة ومتناقضة، متهمًا إياه ضمنيًّا بأنه لم يرقَ بعدُ إلى مستوى التّمتع بالمفهوم الحقيقي للمواطنة، وهو بذلك يترجم لنوعٍ من الأمراض المزمنة لدى بعض النّخب المتغرّبة والتي تمارس نوعًا من الوصايا الأبوية على الشّعب بروحٍ استعلائيةٍ ممجوجة، إذ يقول: “الدستور موجّه لمواطنين وليس لمؤمنين، وبالتالي عناصر الهويّة يمكن إبعادها عن الدستور، ليصبح بإمكانك أن تكون جزائريًّا دون أن تكون عربيًّا ولا أمازيغيًّا ولا مسلمًا، لكنّ مجتمعنا غير مستعدٍ لهذا المفهوم من المواطنة، وبالتالي علينا التقدّم بالتدريج، وسترون أنّ هذه العناصر المكوّنة للهويّة ستختفي من الدستور مستقبلا”.

وتُعرّف الهويّة بأنّها الخصوصية الدّينية والتاريخية والثقافية لشعبٍ معيّن، في جغرافيةٍ محدّدة، تميّزه عن غيره، ينتج عنها الشّعور بالانتماء إلى الأمّة الواحدة والارتباط بالوطن الواحد والولاء إلى الدولة الواحدة، مع كلّ تلك الاستجابات العاطفية والرّوحية بينهما.

وتتحدّد الهويّة – عادةً – بعناصرها المعروفة، وهي: الدّين واللّغة والثقافة والتاريخ المشترك، إلاّ أنّ ذلك لا يمنعها من التداخل مع هوياتٍ أخرى ذات مستويات مختلفة في الجغرافيا الواحدة، وهو ما يثير جدلية العلاقة التشابكية بين الهويّة والمواطنة.

وتُعرّف المواطنة على أنّها الصّفة التي تُمنح للمواطن، وفق حقوقٍ وواجباتٍ محدّدة، وفي علاقةٍ واضحةٍ بأركان الدولة ضمن القانون المعمول به فيها، مع الاعتزاز بالانتماء إليها والالتزام بقيم المجتمع فيها، وهي بذلك تختلف عن الجنسية، والتي تمنح للمواطن حقوقًا إضافية. فهل هناك تناقضٌ بين التأكيد على الهويّة وبين التمتّع بحقوق المواطنة؟

لقد أخذ مفهوم العلمانية لدى نخبنا التغريبية – وباستعارة مضامينها الغربية – بُعدًا تصادميًّا مع الدّين كأحد أهمّ عناصر الهويّة الوطنية، فتحوّلت العلمانية من مفهومٍ حداثيّ معاصر إلى مؤامرةٍ لتصفية أبعاد الهويّة والقضاء عليها، إذْ لم يدقّقوا في الفروق الجوهرية بين الإسلام والمسيحية التي ثارت العلمانية ضدّها في عصر التنوير بأوروبا، وأنّ البُعد السّياسي لها بفصل الدّين عن الدولة – ناهيك عن فصله عن الحياة – يتناقض جوهريًّا مع طبيعة الإسلام ووظيفته في سياسة الدّنيا بالدّين كمنهجٍ ربّانيٍّ غير مُحرّف، فهو ليس مجرد عقائد لاهوتية وشعائر تعبديّة فرديةٍ في علاقةٍ خاصّةٍ بين العبد وربّه، بل تشمل شعائرُه وشرائعُه الدّنيا والآخرة، والغيب والشّهادة، والرّوح والجسد، والحياة الخاصّة والعامّة، وتعمُّ أحكامُه الفرد والمجتمع والدّولة، كما قال تعالى: “ما فرّطنا في الكتاب من شيء.”(الأنعام:38).

وإنّ المتأمّل في طبيعة الدولة التي نشأت في رحاب الإسلام بالمدينة المنوّرة بعد الهجرة، يجدها تتمتّع بأسمى معاني القيم السياسية التي تجمع في إبداعٍ فريدٍ بين الاعتزاز بالهويّة وبين التمتّع بحقوق المواطنة، والتي لم تصل إليها الدول الغربية في أزهى مباهاتها بالديمقراطية الحديثة، ويكفي أن تطّلع على وثيقة المدينة (دستور المدينة المنوّرة) لتكتشف النموذج السياسي للدولة، وأنّه لا معنى للدولة بدون هوية، وأنه لا مستقبل للدّين بدون دولة، وأنه لا عداوة حتمية بينهما.

وعند التأمّل في القيم السياسية الإسلامية الصّافية، مثل الحرّية والشورى والبيعة نجدها تؤسّس للشرعية السياسية المستمدّة من الإرادة الشعبية، بربطها بحرية الاختيار وبرأي الأغلبية في الأمّة، وهي القيم التأسيسية الأصلية قبل أن تنحرف في المنعطف التاريخي للحضارة الإسلامية بالانقلاب عليها، عبر الانتقال من الحكم الشّوري (الديمقراطي) في الخلافة الرّاشدة إلى المُلك العضوض بعدها (الحكم الفردي الوراثي الشّمولي)، وفق الحقيقة النّصّية التنبُّئية في الحديث الشّريف: “الْخِلاَفَةُ فِي أُمّتِي ثَلاَثُونَ سَنَةً، ثُمّ مُلْكٌ بَعْدَ ذَلِكَ.”.

إنّ الجهل بهذه الحقائق الدّينية والتاريخية هي التي تجعل بعض العلمانيين عندنا يخلطون بين حقّ الأغلبية في أبعاد هويتها وبين المزايدة بحقوق المواطنة للأقلية المفترضة، وهو ما جعل مفهوم العلمانية عندهم يتحوّل من مفهومٍ تقدّميٍّ يحترم الأغلبية والهويّة والمواطنة وبين الانحراف بها وتحويلها إلى أداةٍ في يد الدّولة الحديثة لإقصاء الدّين وازدراء عناصر الهوية ومصادمة مشاعر الشّعب وعدم التسليم بالخصوصية الحضارية له، فلم تعُد العلمانية دعوةً محايدة، بل أصبحت عنوانًا صراعيًّا يحمل مشروعًا إيديولوجيًّا ومضمونًا فلسفيًّا إقصائيًّا، يتمّ استدعاءَها استدعاءً غير ناضجٍ من مضامينها الغربية، لتتحوّل إلى ديانةٍ من أجل الخروج عن الدّين، ممّا يفسّر حساسيتهم المفرطة اتجاه كلِّ ما له علاقة بالهوية والثوابت، وهو ما يطرح دائمًا إشكالية الأزمة المفتعلة بين الهويّة والمواطنة.

فالحقيقة التاريخية تثبت أنّ الشّعوب العربية والإسلامية كانت تحكمُها الشّريعة في ظلّ الخلافة الإسلامية، ولم تُطرَح إشكاليةُ اللُّبس بين الهوية والمواطنة في ظلّ الدولة الواحدة، وقد صنعت حضارةً إسلاميةً وإنسانية كأطوَل حضارةٍ في تاريخ الإنسانية بين القرن 08 و 15 ميلادية، لا تزال آثارُها ومعالمُها شاهدةٌ عليها إلى الآن، فقد قامت أوّلُ دولةٍ إسلاميةٍ مدنيّةٍ في المدينة المنوّرة في واقعٍ يطبعه التعدّد القبلي (المهاجرين والأنصار، الأوس والخزرج)، والتعدّد الدّيني (المسلمين واليهود)، ولم تشهد حضارةٌ في تاريخ البشرية مثلما شهدته الحضارة الإسلامية من استيعاب كلِّ أشكال التعدّدية: العرقية والدينية واللغوية والثقافية، وما ضمنته من حقوق المواطنة الكاملة داخلها.

فممارسة السلطة في الإسلام تقوم على أساس الشرعية السياسية، كقوله صلى الله عليه وسلّم: “إذا كنتم ثلاثةٌ فأمّروا عليكم أحدَكم.”، وعلى التحذير من خطورة غياب واجب الولاء والانتماء والبيعة، فقال: “مَن مات وليس في عنقه بيعةٌ مات ميتةً جاهلية”، وأثبت أنّ شرعية القيادة لا تقوم إلاّ على الحرّية والاختيار والرّضا، فقال: “ثلاثة لا ترتفع صلاتُهم فوق رؤوسهم شبرًا، ومنهم: رجلٌ أمَّ قومًا وهم له كارهون.”، وأنّ الشرعية السياسية لا تكون إلا عبر إرادة الأمة بالشورى والبيعة، فقال تعالى: “وشاورهم في الأمر، فإذا عزمت فتوكّل على الله..”(آل عمران:159)، مع التأكيد على القيم الإنسانية مثل الحرّية كحرية الفكر بجعل الإرادة والعقل مناط التكليف، والارتقاء بها إلى عبادة التفكير، مثل قوله تعالى: “الذين يذكرون الله قيامًا وقعودًا وعلى جُنُوبهم، ويتفكّرون في خلق السّماوات والأرض..”(آل عمران: 191)، والتأكيد على حرية الرّأي، فأعطت حقوقًا فرديّة وجماعية بل وألزمت بها كواجباتٍ تعبّدية وسياسية، مثل الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر والنّصح لكلّ مسلم، وتضمّنت حرية المعتقد، وظلّلتها بالنّصوص الثابتة، مثل قوله تعالى: “لا إكراه في الدّين.”(البقرة:256)، وقوله لنبيّه صلى الله عليه وسلّم: “أفأنت تُكرِه النّاس حتى يكونوا مؤمنين..”(يونس:69).

كلُّ ذلك يؤكّد على حقوق المواطنة في الإسلام، وأنّ مفهومي الهوية والمواطنة يثبتا الاتصال وعدم الانفصال بينهما، وأنّ التركيز على أبعاد الهوية في الدستور – والتي تعلو على الهويات الجزئية – هو مَا يعزّز قيم التمتّع بحقوق المواطنة الحقيقية لا العكس، وأنّ محاولة توتير العلاقة بين الهويّة والمواطنة هو أسلوب خطير لتفجير صور الصّراع بين مكوّنات الوطن الواحد وتهديد الوَحدة الوطنية والترابية له.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
16
  • حكيم

    هناك بشري سارة لكل المسلمين بالجزائر وتونس والمغرب ...... الا وهي قرار محمد بن سلمان الوهابي ولي العهد السعودي باقامة الخلافة الاسلامية -كانت من قبل بتركيا باسطنبول - بمدينة نيوم بشمال السعودية .
    نيوم هو مشروع سعودي لمدينة مخطط لبنائها عابرة للحدود، أطلقه الأمير محمد بن سلمان آل سعود، ولي العهد السعودي في يوم الثلاثاء 4 صفر 1439 هـ الموافق 24 أكتوبر 2017 ويقع المشروع في أقصى شمال غرب السعودية، ويشتمل على أراضٍ داخل الحدود المصرية والأردنية، بمساحة إجمالية تصل إلى 26,500 كم2، ويمتد 460 كم على ساحل البحر الأحمر. ويهدف المشروع ضمن إطار التطلعات اسرة ال سعود لاقامة الخلافة بجزيرة العرب

  • تصحيح المغالطات

    العلمانية هي الفصل بين المؤسسة الدينية و السلطة الحاكمة يعني أنها ترفض الكهنوت و تدعو لاستقلالية الفكر الديني عن السلطة السياسية حتى لا يتم توظيف الدين لأغراض ضيقة كما يفعل مراجع الشيعة و كما تفعل الهيئات الدينية المرتبطة بالسلطة ، أما اللادينية فهي رفض الدين و الكفر به و معاداته بوصفه سببا للتخلف و شكل من أشكال الجهل , فالأولى ترفض ارتباط المؤسسة الدينية بالسلطة و تدعو لتحرير الدين منها و لا تدعو لإقصائه و فصله عن الحياة و الثانية فتحاربه و ترفض وجوده من الأساس و تدعو للفصل بين الدين و الحياة , لهذا من المهم التفريق بين الدين والمؤسسة الدينية حتى نفهم الفرق بين العلمانية و اللادينية

  • حقيقة العلمانية

    الديمقراطية تحترم إرادة الشعب و الحريات الفردية , و العلمانية تحترم الدين و تحميه من الإستغلال السياسي , هي رفض الكهنوت و سلطة رجال الدين و هي الوقوف ضد احتكار الخطاب الديني من طرف السلطة السياسية او من طرف فئة معينة من اجل مصالح فئوية ضيقة . فالتوظيف السياسي للدين و احتكار الحقيقة الدينية باب من أبواب الاستبداد .

  • الدستور التركي 2

    الجمهورية، العلمانية، الانقلابية، الوطنية، القومية والدولانية. وهي مفصّلة في ميثاق نشره أتاتورك عندما ألغى الخلافة ، فإن “الجمهورية التركية الحديثة” ما هي إلّا دولة مفصّلة على مقاس أتاتورك وأفكاره ، و جميع المؤسسات التركية تعمل وفق هذه المبادئ. بل وتحترمها وتقدّسها وتستشهد بها في كلّ مناسبة. لا بدّ أن يكون هناك مقولة لمصطفى كمال أتاتورك عند افتتاح أي مشروع كبير في تركيا. صورة مؤسس الجمهورية الحديثة التي انخلعت من قيود الخلافة البائدة لا بدّ أن تجدها في كلّ دائرة حكومية في الدولة.

  • جلال

    إن الهوية الدينية (بالمعنى السوسيولوجي) ليست من لوازم الدين.الدين الإسلامي بمعنى أدق جاء لتنظيم علاقة الانسان بربه وببقية الناس وهو ليس عالمي فقط بل كوني( وله أسلم من في السموات والأرض) نحن نعيش في عصر الدساتير والمؤسسات علينا أن نفكر بلغة العصر ونعيش روح العصر وبناء دولة المواطنة حيث الحرية والقدرة على الاختيار والنقد للجميع وما جاء في المقال أعلاه أثبت عكس المراد منه. إن تسييس الدين والهوية هو الذي يهدد وحدة الوطن ولنا في لبنان وغيره حيث أصبح القتل على الهوية هواية) يجب أن نميز بين فصل الدين عن السياسة، وبين فصله عن المجتمع. من الطبيعي أنه لا يمكن فصل الدين عن المجتمع الإسلام مُثُل عليا

  • الدستور التركي 1

    وفقا لدستور الجمهورية التركية الصادر عام 1982 والذي ما يزال يحتفظ بشكله إلى اليوم مع تعديلات طفيفة في 2011 و2017، فإنّ تركيا في النظرة الرسمية للدولة هي:
    الجمهورية التركية جمهورية ديمقراطية علمانية اجتماعية، تقوم على سيادة القانون؛ في حدود مفاهيم السلم والعلم والتضامن الوطني والعدالة، مع احترام حقوق الإنسان، والولاء لقومية أتاتورك، وتقوم على المبادئ الأساسية الواردة في الديباجة.أي أنّها ليست مجرّد علمانية، بل موالية “لقومية أتاتورك“. ولمن لا يعلم، فالأتاتوركية أو الكمالية هي 6 مبادئ كتبها مصطفى كمال أتاتورك لتكوّن أيديولوجية الجمهورية التركية الحديثة، وهي على الترتيب :

  • هل تعلم ؟؟

    هل تعلم بأن هناك ( 15 ) دولة كلها ذات أغلبية سكانية من المسلمين و تنص دساتيرها على أن “الدولة علمانية ديمقراطية” أو على أنها “دولة محايدة دينيا ليس لها دين رسمي”. وهذه الدول الـ15 هي:
    تركيا، السنغال، ألبانيا، بوركينا فاسو، كوسوفو، مالي، أوزبكستان، تشاد، غينيا – كوناكري، قرغيزستان، كازاخستان، أزربيجان، بنغلاديش، طاجيكستان، تركمانستان. وتتوزع هذه الدول العلمانية الـ15 على قارات أفريقيا وآسيا وأوروبا. ويبلغ مجموع عدد سكان هذه الدول العلمانية الـ15 أكثر من 400 مليون نسمة. وهذا دون احتساب إندونيسيا (حوالي 258 مليون نسمة) التي تملك دستورا لا يعترف بأي دين رسمي، بل ولا يذكر أي دين بالاسم.

  • سؤال وجيه

    سؤال هام جدا موجه إلى المتشدقين ببيان أول نوفمبر الذين لا يعلمون عن محتواه :
    لماذا لا يتحدث أحد عن البند الثاني من هذا البيان الذي ينص على ما يلي :
    ( احترام جميع الحريات الأساسية دون تمييز عرقي أو ديني ) ؟
    هذا البند الذي يعني أن الجزائريين يعاملون على قدم المساواة بغض النظر عن انتماءاتهم العرقية والدينية و قناعاتهم العقائدية ؟

  • سايروس

    اتهام كل من يطالب بحقوقه اللغوية و الثقافية و الهوياتية بأنه يزعزع أركان المجتمع هو خطاب اليمين المتطرف الذي يرى الإستقرار في فرض لون واحد فقط و فكر واحد و راي واحد . لذا من الضروري اولا الاعتراف بالحقوق ثم التحذير من أي انحراف في طبيعة المطالبة بهذه الحقوق .
    الدولة الواحدة الجامعة لا تعني الأحادية و فرض تصور واحد للهوية و إلغاء البقية , الحقيقة هي ان الجزائر بلد لا يتكلم سكانه لغة واحدة ؛ و كل من يتحدث بلغة الإقصاء و النفي هو يزيد في الفتنة و يصب الزيت على النار ، و لا يوجد اكثر إقصاء و نفيا من ان تنفي وجود لغة اخيك و ثقافتة .

  • إلى المذعورون

    لماذا كل هذا الذعر من حذف الدين و اللغات الرسمية من الدستور ؟ هل كانت هاته المواد في الدستور خلال الإستعمار الفرنسي ؟ و هل إلغائها يحذف الإيمان من قلوبكم و يمنعكم من التحدث بلغتكم ؟
    هناك مسلمين يقيمون في دول علمانية و ملحدة يصلون و يصومون و يقيمون الشعائر الإسلام و يمارسون الدعوة إلى الإسلام و يوزعون المصاحف و يصومون و يصلون في المساجد فهل منعتهم علمانية أو إلحاد الدول التي يقيمون فيها من الإيمان بالله و التشبث بالإسلام ؟
    الأتراك أغلبيتهم مسلمين رغم أن دولتهم علمانية فهل نعتبرهم كفار خارجين عن ملة الإسلام لمجرد أن نظام دولتهم علماني ؟

  • حيادية الدولة

    الدولة ليست إنسانا حتى نقول أنها كافرة او مسلمة بمعنى أنها مؤسسة محايدة ، سيكون الامر كما لو اننا نصف شركة بالكفر ، الدولة مؤسسات تقوم بتدبير شؤون المواطنين ، و سلوكها يتحدد عبر معايير سياسية صرفة، نقول دولة ديمقراطية او دكتاتورية او ليبرالية او اشتراكية او دولة متقدمة او متخلفة و غير ذلك من المفاهيم و التصنيفات السياسية، اما من يصف الدولة بأنها مسلمة أو كافرة فهم تجار الإسلام السياسي و سببه اولا : إنهم ايديولوجيا متخلفون عن عصر ظهور مفهوم الدولة لأنهم لا زالوا عالقين في عصور الجماعات والقبيلة و بعد ذلك الامة، والسبب الثاني هو ان لهم اطماع سياسية في الوصول للسلطة و التحكم في هذه الدول

  • مفهوم الهوية ج 2

    تكملة:
    هل تدخل اللغة ضمن الهوية : -الجواب : لا.
    فاللغة تدخل ضمن الثقافة وليس الهوية لأنها تتغير مع الزمن ،كما أنها قابلة للانتشار خارج أرضها الأصلية ولا تتطلب من متكلميها الجدد التخلي عن هويتهم الأصلية ،كما أن اللغة الواحدة يمكن أن تكون مشتركة بين شعوب ذات هويات مختلفة دون أن تتخلى هذه الشعوب عن هوياتها..مثلا :يشترك الإسبانيون والارجنتينيون والمكسيكيون في لغة واحدة لكن هوياتهم مختلفة ،و المفكر الجزائري مالك بن نبي فرنكوفوني كتب و تحدث وعاش في فرنسا وتزوج فرنسية إلا أن هويته جزائرية و ليست فرنسية ، وعليه فإن اللغة و الدين لا يدخلان ضمن الهوية لأنهما يتغيران بينما الهوية ثابتة لا تتغير.

  • مفهوم الهوية ج 1

    تعريف الهوية :
    -هي الصفة أو الصفات و الخصائص الذاتية الثابتة الأصيلة الفردية المستمرة و الخاصة بشيء أو شخص أو مجموعة من الأشخاص التي تميزهم عن الآخرين.
    هل الدين و اللغة يدخلان ضمن الهوية ؟
    الجواب هو : لا
    -لدين : يدخل ضمن الثقافة و ليس ضمن الهوية، لأنه ينتشر عبر الحدود و لا يستدعي من معتنقيه الجدد تغيير هوياتهم، يمكن لشعوب متباعدة ذات هويات مختلفة أن تتشارك في دين واحد دون أن تتخلى عن هوياتها، كما يمكن لشعب واحد أن يكون متعدد الأديان ، مثلا : البريطاني ( يوسف إسلام ) مسلم لكنه إنجليزي الهوية .
    يتبع

  • ثانينه

    لعرابه علي حق ..وتونس خطت مشوار عملاق نحن بحاجه اليه وهو نزع التوجه الديني للدوله التونسيه وهدا لاينزع الهويه التونسيه لكل تونسي مسيحي او بودي او يهودي وهدا جميل يخلق التسامح بين البشر والاديان ان هدا التفكير راق يستجيب الي تطور الحريات اما انك تغلق الهويه في العروبه المزوره والاسلام فهدا اضطهاد للاخر وغير مقبول ويعد من الفكر العنصري التعسفي الاقصائي وهناك دول ليس لها دستور ولكن لها فكر سادج تسير فيه شان البلد

  • جاكو

    المواطنة شيء والدين شيء اخر فلا داعي للتلاعب بعقول المغفلين

  • جزائري

    الصراعات كلها تدور حول العجل الذهبي .عجل السامري اللذي له خوار ! ما فيها لا اسلام ولا ديمفراطية ولا عربية ولا امازيغية . اللذين يدعون الى الاسلام لا يطبقونه على انفسهم قبل دعوة غيرهم . واللذين يدعون الى الديمقراطية والله ما شفت دكتاتور كيما هوما بداية من ديمقراطية اسيادهم في امريكا وفرنسا . واللذين يدعون الى العروبة والعربية والله ما شفت واحد ما يخدم والو لقضية ينادي بها مثل هؤلاء . واخيرا والله ما حسيت مرة واحد امازيغي يدافع على الامازيغية باش يتعلمها هو والا يعلمها لاولاده . اذن عندنا شعب مسرحيات لذلك حسب رايي الخاص لا اعتقد ان الله يبارك لاحد في ما يطالب به لانه كذب في كذب الا ما رحم ربي .