-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

أَسرى الإطراء.. وأَسرى الذم!

أَسرى الإطراء.. وأَسرى الذم!

لا تجد في الجزائر هذه الأيام سوى إطراء بلا حدود لما هو موجود أو نقد بلا حدود أيضا لكل ما هو موجود. وبينهما يقل الحديث إن لم ينعدم.. في الوقت الذي كان يجب أن يكون كل الحديث بينهما وأن تنصب عليه كل الجهود.
نحن اليوم لسنا في حاجة إلى مدح أو إلى ذم. كلاهما لن يُصلِح الأمور، إنما في حاجة إلى تفكير واعٍ عن مستقبل هذا الوطن، وكيف نصنعه له الآن، لا كيف نتوقع أن يكون.
مشكلتنا هي بالتحديد هذه وعلى مدار عقود من الزمن، إما أن نكون أسرى الإطراء أو أسرى الذم. قليل ما استطعنا التعامل مع الواقع بموضوعية، أو استطعنا التفكير في كيفية تحسينه بما نملك من إمكانات وقدرات…
هذه الأيام نكاد نغرق في متابعة قضايا الفساد التي غطَّت وسائل إعلامنا، طرف يريد أن ينتصر لنفسه معلنا أنه يحارب الفساد، وآخر يريد أن يكون النقيض له معلنا أنه لا يمكن محاربة الفساد بالفساد! وبينهما يضيع السؤال المركزي الذي كان يُفتَرض أن يكون محط أنظار الناس: وماذا يمكن للجزائر أن تفعله في الخمس سنوات القادمة؟ وكيف يمكن أن تتقدم في ظل معطيات الوضع الراهن والمستقبلي؟ ومَن بإمكانه القيام بذلك؟ وكيف؟
مثل هذه الأسئلة ومثل هذا النقاش غائبان اليوم، ونحن على مقربة من تاريخ مفصلي في تاريخنا الوطني ربما يتعلق بانتقال السلطة من جيل الثورة إلى الجيل الجديد.
هل هذه هي المسائل الجوهرية التي ترافق مثل هذه الانتقال الكبير: فساد ومخدرات تشد أنظار الرأي العام؟
ومَن يطرح إذن المسائل الجوهرية المتعلقة بمستقبل هذا الوطن؟ ومَن يبدأ ذلك؟
أليس مستقبل الدولة الوطنية سؤالا جوهريا؟ أليس مستقبل القاعدة الفكرية التي تحكم هذه الدولة وهذا المجتمع مسألة جوهرية؟ أي إطار حضاري سيحكم هذه الدولة في العقود القادمة؟ أي انتماء لها؟ أيُّ ثقافة وأيُّ هوية؟ أم أننا سنعيش كما كان الحال فقط على توزيع السكنات، وتوفير الخبز وحليب الأكياس المدعمين وبعض الفتات، لمن استطاع إليها سبيلا من المال العام؟
يبدو لي أننا اليوم، في وقت طرح الأسئلة الصحيحة، وإثارة القضايا المصيرية، وعلينا أن ننتبه إلى هذا التوجُّه الخاطئ المتعلق بقضايا تحمل من الإثارة أكثر مما تحمل من الحقيقة لمنعنا من التفكير الصحيح في المستقبل.
ومشكلتنا منذ استعادة السيادة الوطنية هي بالدرجة الأولى هذه؛ بدل أن نطرح الأسئلة الصحيحة لنحصل على الأجوبة الصحيحة، نُدفَع دفعا لطرح الأسئلة الخاطئة التي مهما كانت الإجابات بشأنها “جيدة”، ستكون خاطئة… ومعها لن نحقق التقدُّم المطلوب ولن تَحدث المعجزة التي ينتظرها الناس ليعمَّهم الأمل ويعودوا بالفعل إلى ميدان العمل والبناء.. وسنبقى نعيش على وهم التظاهر بالمدح غير المحدود لما هو موجود أو الذم غير المحدود الذي لا يعترف بأي شيء ولو كان شبه موجود.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • Mohamed-tlm

    En construisant un État de droit tout s'enchaine au développement durable La justice sociale était le défi de la période post coloniale et même avant pour fonder une nation de principe qui rassure la souveraineté du peuple Le niveau d'instruction était marginalisé autour d'une classe révolutionnaire qu'avait la responsabilité de protéger et de construire le pays Maintenant et dans un monde concurrentiel ouvert avec des économies de planification à court et long thermes le soulèvement est participatif de plusieurs acteurs qui regroupe des liens d'entente et de solidarit int/ext

  • RG

    الحل في تغيير النظام الحالي بنظام أفضل منه
    لأنها السلطة الحالية هي جزء لا يتجزء من الصهيونية
    طبعا هذه وجهة نظري تقريبا في كل الأنظمة العالمية
    و الصهيونية تعتني بالبلدان التي تجد فيها مصلحتها المستقبلية على أراضيها
    يعني في إمكان الصهاينة بناء الجزائر دولة عالمية كما هي أمريكا اليوم
    بالمناسبة أنا أقول صهاينة كمثال فقط
    على أساس الصهاينة مهندسين الوضع الحالي في العالم
    فمن الممكن جداً أن تكون هناك مجموعة مجهولة تسير شؤون العالم

  • كسيلة

    لا أظن أن انتقال السلطة من جيل الثورة إلى الجيل الجديد حاضرا في "جدول أعمال" أصحاب القرار، وبالعودة لقضايا الفساد قال الهامل (الذي تم إقالته) في تصريحه حول فضيحة الكوكايين " لي يحب يحارب الفساد لازم إكون نظيف !هذا التصريح رسالة مشفرة منه إلى جهات معينة ،هو كلام خطير وهي جملة تطرح عديد الإستفهامات! وأنا أتساءل هل هو صراع بين مؤسسة الشرطة من جهة و الدرك و الجيش الوطنيين من جهة أخرى ؟ وهل له علاقة بمسلسل العهدة الخامسة ؟