-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

عطلة الدورة الشهرية تثير جدلا واسعا في المغرب

جواهر الشروق
  • 14335
  • 5
عطلة الدورة الشهرية تثير جدلا واسعا في المغرب

أثار الحديث عن عطلة الدورة الشهرية جدلا واسعا في المغرب، خاصة بعد مقترح القانون الذي تقدمت به مجموعة العدالة الاجتماعية الذي يقضي بالسماح للنساء بالتغيب عن العمل رأفة بهن.

وجاء في مقترح القانون أنه “يمنح للموظفات، بناء على تصريحهن، إذنا بالتغيب مدة لا تتعدى يومين في كل شهر مراعاة لحالتهن الصحية خلال فترة المحيض”.

وأضاف أن “الوضعية الصحية للنساء الموظفات بمناسبة فترات الحيض تشكل أحد الإكراهات التي تواجهها المرأة في مجال العمل، وتشكل الصعوبات الصحية التي تواجه النساء خلال هذه المرحلة عوائق أمام المساواة المهنية والارتقاء بمكانة المرأة في الإدارة، مما يتعين معه مراعاة هذه الصعوبات في تدبير الالتزامات المهنية للنساء وتشجيعهن على ولوج المناصب الإدارية وتحمل المسؤوليات الوظيفية”.

وقال مصطفى الدحماني، منسق مجموعة العدالة الاجتماعية التي قدمت المقترح، إن مسألة الحيض مسألة مسكوت عنها و”تابو” داخل المجتمع.

وأشار إلى أن المجموعة البرلمانية التي يرأسها تهدف من وراء هذا المقترح إلى “فتح النقاش حول سبل إزالة كل العوائق التي تعترض النساء في الحياة العامة، ومراعاة خصوصيتهن، وتصحيح التشريعات المبنية على أساس ذكورية الفضاء العام حيث تمت هندسة الفضاء على أساس معايير تراعي فقط خصوصيات الرجل من دون خصوصيات النساء”.

وأضاف الدحماني أن المقترح يهدف إلى وضع سند قانوني يمكّن رؤساء الإدارات من منح ترخيص في الموضوع لفائدة النساء الراغبات في ذلك، وهو ترخيص بالتغيب لا يحتسب ضمن العطل المعروفة باسم الرخص الإدارية أو الرخص الصحية.

ويراهن المقترح بحسب تقارير إخبارية على طرح الأساس القانوني الذي يمكن الموظفات اللواتي يواجهن صعوبات خاصة خلال مرحلة الحيض، من الاستفادة من إذن بالتغيب بناء على تصريح للإدارة دون الحاجة إلى الإدلاء في كل مرة بشواهد طبية.

وبعد تقديم الفريق البرلماني مقترحه في مجلس المستشارين، فإنه ينتظر رأي الحكومة فيه، وفي حال قبوله سيعرض على اللجنة المعنية من أجل المناقشة والمصادقة وفق النظام التشريعي المعمول به، وفي حال رفضه فليس أمام البرلمانيين سوى التمسك بالمقترح أو سحبه.

إجازة “الدورة الشهرية” التي سخر منها عمرو أديب!

تتعالى عديد الأصوات النسوية على استحياء، وفي مجموعات مغلقة، للمطالبة بعطلة الدورة الشهرية التي اعتمدتها بعض الدول مراعاة لطبيعة الأنثى، تحت مسمى “عطلة الفترة المرهقة”، نظرا للحالة النفسية التي تمر بها المرأة نتيجة تغير الهرمونات، والآلام التي تعتريها والتي شبهها الأطباء بآلام السكتة القلبية، لكن في مقابل هذا قابلت دول أخرى هذه السياسة بحملات سخرية واسعة كما حصل في مصر العام الماضي حين اعتمدت شركة اتصالات هذه العطلة وقوبل القرار بالازدراء الكبير لدرجة اتهام النساء المؤيدات للمبادرة بعدم الحياء، أما الإعلامي عمرو أديب فلم يفوت أي مناسبة للسخرية، حتى أنه قال على المباشر: “إن كان للمرأة دورة شهرية فللرجل مصاريف شهرية”.
وعلى الرغم من مباركة الأئمة ورجال الدين والأطباء لمبادرة الرأفة بالنساء من خلال منحهن يوما أو أياما للراحة حال حيضهن، وعلى الرغم من أن الجمعيات المدافعة عن حقوق النساء قد بحت أصواتهن من المطالبة بعطلة الدورة الشهرية للمرأة، إلا أن دعاة المساواة لم يرقهم الأمر وقالوا أن هذا يعتبر تمييزا جنسيا وإقرارا بضعف المرأة وعدم قدرتها على العمل مثل الرجل، وطالبوا هم أيضا بعطلة مشابهة على اعتبار أن بعض الدراسات تقول أن للرجل دورة شهرية أيضا لكن من دون نزف!!!
للذكر بدأ مفهوم إجازة الحيض في اليابان في أوائل القرن العشرين. في العشرينات، بدأت النقابات العمالية اليابانية في طلب إجازة (سيري كيوكا) لعاملاتها. وفي عام 1947، بدأ نفاذ القانون من قبل معايير العمل اليابانية التي سمحت للنساء الحائضات بأن يأخذن أجازات أثناء فترة الطمث. ثم صدر تشريع فريد من نوعه، يُعمل به حتى الآن في عدد قليل من البلدان. وتستمر المناقشة فيما إذا كان هذا ضرورة طبية أو تدبيرًا تمييزيًا.
من جانب آخر تعتبر الهند رائدة في هذا الأمر، حيث تعطي إجازات للعاملات في الشركات المختلفة خلال فترة الحيض منذ العام 1947، وهي مبادرة أطلقتها شركتين هنديتين لمحاربة العادات والتقاليد الهندية المتعلقة بالمحرمات على السيدات خلال فترة الدورة الشهرية، وتمنح تلك الإجازات في أول أيام الدورة الشهرية، مدفوعة الأجر كاملا.
وأدرجت شركة نايكي إجازة الطمث في مدونة قواعد السلوك في عام 2007، ونُفذت في جميع أنحاء العالم أينما تعمل فروع الشركة. تلزم شركة نايكي الشركاء التجاريين باتباع مبادئ مدونة قواعد السلوك من خلال توقيع مذكرة تفاهم. بدأ الاتحاد الأسترالي لعمال التصنيع حملة لإجازة الطمث للموظفات في تويوتا (تويوتا). وطالب الاتحاد ب 12 يومًا مدفوعة الأجر من إجازة الطمث للمرأة في السنة.
وتوجد سياسات تحدد إجازة الطمث في بعض البلدان الآسيوية، على الرغم من أن الشركات الفردية في البلدان التي ليس لديها قوانين وطنية قد تختار تنفيذ هذه السياسات.
في إندونيسيا، يحق للمرأة، بموجب قانون العمل لعام 1948، أن تحصل على إجازة طمث بصورة شهرية لمدة يومين.
وفي اليابان، تنص المادة 68 من قانون معايير العمل على أنه “عندما تطلب المرأة التي يصعب عليها العمل أثناء فترات الحيض إجازة، لا يجوز لصاحب العمل أن يجبر هذه المرأة على العمل في أيام فترة الحيض”. على الرغم من أن القانون الياباني يقضي بأن يسمح للمرأة التي تمر بمرحلة حيض صعبة بشكل خاص بالحصول على إجازة، فإنه لا يطلب من الشركات توفير إجازة مدفوعة الأجر أو أجر إضافي للنساء اللواتي يخترن العمل أثناء الحيض.
في كوريا الجنوبية، ليس فقط الموظفات اللواتي يحق لهن الحصول على إجازة طمث وفقًا للمادة 71 من قانون معايير العمل، ولكنهن يضمنن أيضًا أجرًا إضافيًا إذا لم يأخذن إجازة الطمث التي يحق لهن الحصول عليها.
وفي تايوان، يمنح قانون المساواة بين الجنسين في العمل المرأة ثلاثة أيام من “إجازة الحيض” في السنة، ولن يتم حسابها في غضون 30 يومًا من “الإجازة المرضية المشتركة”، مما يمنح المرأة 33 يومًا من الإجازات المتعلقة بالصحة سنويًا. لا يتم احتساب نصف ما يُدفع للمرأة في الأيام الثلاثة الزائدة بعد تعديها فترة الثلاثين يومًا.
في أوروبا، لا يوجد حاليًا بلد لديه سياسة وطنية لإجازة الدورة الشهرية، وقيل أن هذه الإجازة تصنِّف النساء الحائضات بأنّهُنَّ كالمرضى وتخلّد التحيُّز الجنسي؛ وأن مثل هذه السياسة يمكن أن تزيد من التحيز في توظيف النساء وترقيتهن.
في 2017 أثار اقتراح البرلمان الإيطالي بإدخال سياسة إجازة الدورة الشهرية جدلا حولَ كيفية تأثير صحة الدورة الشهرية على النساء في القوى العاملة.
في زامبيا، اعتبارًا من عام 2015 ، أصبح من حق المرأة قانونيَّا قضاء يوم عطلة كل شهر بسبب سياسة إجازة الحيض، والمعروفة باسم “عيد الأم”، وإذا تم حرمان الموظفة من هذه السياسة، فيمكنها مقاضاة صاحب عملها.

ما يقوله الأطباء: تقلصات الدورة لدى النساء تعادل آلام النوبة القلبية!

خلصت أبحاث حديثة إلى أن الألم الذي يصاحب فترة الدورة الشهرية لدى المرأة يشبه الألم الذي يحدث عن الإصابة بالنوبات القلبية، خاصة وأنه يداهم المرأة كل شهر، ما يعكس مدى الألم والوجع الذي ينتباها بصورة منتظمة بحسب مواقع علمية.
ونوه أطباء بهذا الخصوص إلى أن موضوع الألم الذي ينتج عن الدورة الشهرية لم يسبق أن نوقش أو تم تناوله بمحمل الجد، ولم يتم التطرق إليه كما ينبغي على مدار قرون، ولهذا طالب الباحثون بضرورة مراجعة الأمر لأن “ثقافة الصمت” لم تعد مجدية، حيث يجب إجراء بحوث طبية مناسبة للوصول لعلاج يريح النساء من هذا الألم.
وفيما يلي بعض الحقائق عن تلك الآلام التي تصيب المرأة في دورتها الشهرية:
– الألم يشبه ألم الطعن وما يصاحبه من حالة عدم ارتياح، وهو الشعور الذي يسهل على أي امرأة أن تدركه نظرا لصعوبته وقسوته، ففي كل مرة تحدث فيها التقلصات، تجد المرأة نفسها تتلوى من فرط الوجع، لاسيما إن كانت تتواجد في مكان عام.
– ربما لا يمكن للمحيطين بك، باستثناء النساء، أن يشعروا بقدر ومدى الألم، حيث يكون الأمر غاية في الصعوبة في واقع الأمر، ولن يشعر به إلا من مر به وجربه بالفعل.
– الألم الذي ينتج عن تشنجات وتقلصات الدورة الشهرية يشبه الألم الذي يحدث عند الإصابة بالنوبة القلبية، وهو أكبر دليل على مدى قوة ذلك الألم وقسوته بالفعل، وهو ما أكده دكتور جون جيلبود، أستاذ الصحة الإنجابية بكلية لندن الجامعية، بقوله إن آلام الدورة الشهرية التي تمر بها النساء كل شهر مؤلمة كما النوبة القلبية.
– ثقافة الصمت التي تحيط بالموضوع، وهي ثقافة ربما حان الوقت لتغييرها، حيث يجب أن يهتم الباحثون بفحص تلك الآلام ومحاولة إيجاد آليات للتخفيف من وطأتها وشدتها حين تداهم المرأة، وهو ما تحدث عنه أطباء نساء لضمان تعزيز صحة المرأة.
– تقول إحصاءات إن ألم الدورة الشهرية هو السبب الرئيسي وراء تغيب النساء عن أعمالهن، دراستهن أو عن أي من المناسبات الاجتماعية الأخرى، لاسيما وأن هناك دراسات تبين أن ذلك الألم قد يؤثر على الأنشطة اليومية لما يصل إلى 20 % من النساء.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
5
  • عزالدين

    لتشمل الذهاب إلى الحلاقة والحمام كعطل شهرية مدفوعة الأجر ،وإدراج أيام غسل الصوف واقتناء تجهيزات العروس ( الشورة ) ضمن عطلة الزواج ... ولو أسلمنا فرضا بحق المرأة في هذالمطالب لطبيعتها الفيزيولوجية والنفسية فكم يوما سيبقى لها للعمل خلال السنة ؟ وما أثر ذلك من الناحية الإقتصادية والإجتماعية و... ؟و لو أن المشرع لبى طلبات المرأة اللآ متناهية في العطل لكن بدون اجر لما تغيبت المراة ساعة في السنة عن العمل ولآثرت المكوث في البيت ورعايةعائلتها على أن تصبح رجلا تنافس الرجال في المصانع.

  • عزالدين أستاذ متقاعد

    إن العطل في عالم الشغل استثنائية كانت أم دورية مرتبطة بتشريعات تضمن للموظف حقه في الراحة والترقية وواجباته في أداء مسؤولياته المهنية وتحمل تبعات ما يترتب على الإخلال بهذه المسؤوليات من تهاون في العمل وغياب غير مبرر و...ونتائجه السلبية في تدني الإنتاج والمردودية ... ومن المفروض أن يعامل الرجل والمراة على قدم المساواة امام قانون تشريعات العمل الذي اجحف في حق الرجل الذي اعتبره حمارا يتحمل كل الأثقال بينما راعى طبيعة المراةالضعيفة وأنوثتها الهشة وأغدق عليها بالعطل : عطلة الأمومة وعطلة الإرضاع ، والغريب في الأمر أن الكثيرات ينادين بالحق في تمديد عطلهن يتبع ..

  • عصر الجاهلية

    لم تصرف المرأة سنوات من حياتها في الدراسة و الاجتهاد لكي تستقر في المطبخ ، مازالت العقلية المتخلفة سائدة في بلدنا و الدليل هذه التعليقات القروسطية الجاهلية.
    أقول لمن يطالب ببقاء المرأة في البيت :
    عندما تحتاج زوجتك لمن يولدها فلا تبحث عن امرأة بل اترك رجلا يكشف عنها ، نفس النصيحة أسديها له حينما يحتاج الى من يعالج بناته و أخواته و أمه و زوجته

  • شاوي حر

    يجب على المرئة اعادة النضر في تصرفاتها ونمط حياتها وأحسن حل لها مع الاستثناءات الضرورية هو المكوث في بيتها وخاصة عندما يكون زوجها في يسر من أمره فالمكان الطبيعي للمرئة هو البيت وليس العمل والتسكع في الشوارع مما جعلها تدخل في منافسة مع الشباب العاطل عن العمل الذي في كثير من اوجهه المرأة هي المسئولة عنه بسبب شغلها للمناصب التي كانت ستئو ل للشباب لو التزمت النساء البيت(وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الاولى)الاية

  • أبو صهيب

    ياو ريحو في دياركم "وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى" وهنيو رواحكم، أفضل مكان للمرأة يناسب أنوثها ويحفظ كرامتها هو بيتها.