-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

إرهاب الإعلام “الدعائي” الخارجي المضاد

إرهاب الإعلام “الدعائي” الخارجي المضاد

الإعلام المضاد، مبتكرات لا يستهلكها الرأي العام، المدرك لأبعاد مضامينه في التاريخ السياسي المعاصر، والرافض لمبدأ التخلي عن الثوابت الأخلاقية المحصنة بمضامينها الإنسانية.

والشارع الوطني، الذي شهد عهود العنف والإرهاب، يحاصر العدوان الإرهابي في دوائر لن تنقطع عن أداء حركتها اليومية التقليدية، ويرصد كل الوقائع في أماكن الحدث ويدون كل تفاصيله ونتائجه وانعكاساته وردود فعله المحصنة من وسائل التضليل الإعلامي المتوقعة في أحداث كهذه.

وتحرك دوائر الإعلام المشبوه أجهزتها الدعائية، عبر قنواتها المعلقة في سماوات حرة، لكن الرأي العام يدرك زيف هويتها المخبوءة خلف غطاء منسوج من إعلام حر زائف، تخطت كل الأعراف المعمول بها في ضوابط الأخلاقيات المهنية، وهي تطلق العنان لأوكارها الإعلامية في تسويق قصص إخبارية مفبركة تحقيقا لأهداف مقصودة عجزت ”المؤسسة الإرهابية” عن بلوغها في العالم الرافض لمنطق الجريمة التي ترتكب في ظل صمت دولي .

وأنجزت الجزائر المتمسكة بصدق مواقفها من القضايا القومية الكبرى وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وسيلة مضادة تصدت بها لهذه الدعاية الإعلامية ”المعادية” نفذتها بسرعة بديهية عكست الثوابت المجتمعية الوطنية المحصنة من روح التبعية والانهزامية، وهي تجعل من الشارع الشعبي عنوانا لمواقف التوحد من قضية العرب الكبرى-فلسطين، وتؤكد نظرية المفكر الأمريكي “جي. أي. بروان” في كتابه “أساليب الإقناع وغسيل الدماغ”، والقائلة “إن الدعاية لا تنجح إلا حينما توجه إلى أفراد يرغبون في الاستماع إليها ويهضمون المعلومات المقدمة إليهم ويعملون بمقتضاها إن أمكن، وهذا لا يحدث إلا حينما يكون المجتمع المقصود في معنويات منخفضة وقد بدأ يخسر المعركة فعلا”.

الجزائر التي حصنت خارطة الأمن الاجتماعي، سلكت نهجا إعلاميا وضع الرأي العام في قلب الحدث، متفاعلا ومتضامنا، وترصد أجهزتها الإعلامية كل الوقائع من مصادرها الرسمية الحقيقية وتحولت إلى مراقب لا يغيب عن أماكن الحدث ويدون كل تفاصيله ونتائجه وانعكاساته وردود فعله، في بث رسائلها الإخبارية والإعلامية إلى الرأي العام المحصن من وسائل التضليل الإعلامي المتوقعة في أحداث كهذه.

وتحرك الدوائر المعادية أجهزتها الدعائية، عبر مؤسستها الإعلامية التي تخطت كل الأعراف المعمول بها الضوابط الأخلاقية وهي تطلق العنان لقنواتها الإعلامية في فبركة رسائل إعلامية، لقلب الحقائق العدوانية التي ترتكبها حكومة إيهود أولمرت.

وتفشل آليات الإعلام المشبوه بمؤثراتها النفسية وقدراتها التقنية واحتمائها بحصانة مهنية في تغيير اتجاهات المواقف في الوسط الشعبي المطمئن لمواقف قيادته السياسية الملتقية مع مواقفه دون فواصل، حتى أضحى الشارع الجزائري الحي شاهد صدق على رفض الدعاية الخارجية المضادة.

وتعتمد آلة الدعاية المتجاوزة لكل الأعراف بثا إعلاميا موجها إلى الرأي العام العربي مستمدا من قدرات انتشارها في فضاءات مفتوحة، وتأتي من مصدر رسمي واحد، ينتقى المادة الخبرية والمعلومات والتوجهات والأفكار من الإطار المرجعي الإعلامي الرئيسي نفسه القائم على البوابة الإعلامية ..

والولايات المتحدة الأمريكية التي تفرض رقابتها الصارمة على وسائل الإعلام في العالم وتشل قدرات الأجهزة التي تتعارض مع عمل أجهزتها الدعائية والمتحكمة بالبوابة العالمية اختارت شكلين لأشكال الرقابة.. هما :
أولا- الضبط الانتقائي المقصود للمعلومات.

ثانيا- اعتماد المحاباة في نقل المعلومة بحيث تعطي انطباع الاهتمام بمتلقيها.

وتعتمد هذه الدعايات السياسية أو العسكرية المشفرة في رسائل إعلامية أو إخبارية على دراسات حديثة في علم النفس البشري وفن الإعلام المبني على أسس وضوابط علمية، وفي هذه الحرب الجديدة التي تخوضها أمريكا ضد الإرهاب استخدمت إدارة البيت الأبيض الكثير من الوسائل الدعائية لكسب التأييد العالمي ضد ما تسميه بالأُصولية الإسلامية أو التنظيمات الإرهابية.. منها فبركة القصص الخبرية وإثارة الأزمات أو تصميمها وفق مقاسات تتماشى مع حجم خططها المعدة في عالم مترامي الأطراف.

وحكومة الرئيس جورج بوش فتحت كل الأبواب بعد أحداث 11 سبتمبر عام 2001 لتكثيف الانتشار الضخم لبرنامج الدعاية الأمريكية في الشرق الأوسط. وكانت المبتكرات المعلنة تتضمن وجهة نظر بيان الموظفة الكبيرة شارلوت بيرس التي تقود جهود الحكومة الأمريكية للسيطرة على القلوب والعقول عبر القنوات الإعلامية المتأهبة لبث أحداث لم تقع إلا في ذهن متخيليها، لكن المبتكرات الأمريكية لم تجد بيئة قابلة لتسويقها وعقلا راغبا في استهلاكها.

وتعتمد هذه الدعايات السياسية أو العسكرية المشفرة في رسائل إعلامية أو إخبارية على دراسات حديثة في علم النفس البشري وفن الإعلام المبني على أسس وضوابط علمية، وفي هذه الحرب الجديدة التي تخوضها أمريكا ضد الإرهاب استخدمت إدارة البيت الأبيض الكثير من الوسائل الدعائية لكسب التأييد العالمي ضد ما تسميه بالأُصولية الإسلامية أو التنظيمات الإرهابية منها فبركة القصص الخبرية وإثارة الأزمات أو تصميمها وفق مقاسات تتماشى مع حجم خططها المعدة في عالم مترامي الأطراف..

وتستمر الدول المصنعة للإعلام في احتكار الصناعة والثروة المالية والقدرة التكنولوجية وهي تجعل من وسائل الإعلام سلاحا تتحكم فيه للحفاظ على هيمنتها، لتبقى الصورة الإعلامية الوافدة وسيلة لتكريس تبعية الشعوب النامية بشكل مطلق.

وهذا ما يكشفه ”هربرت شيلر” في كتابه ”وسائل الاتصال والإمبراطورية الأمريكية” عن أسلوب عمل المركب الصناعي العسكري المتمثل في الشركات الأمريكية الكبرى على استغلال الإعلام كوسيلة للتوجيه والسيطرة وكيف تفرض وسائل الإعلام قيما وأنماطا سلوكية استهلاكية ليبرالية تتماشى مع مقتضيات السوق والمصالح السياسية ومع ما تعرضه الشركات الأمريكية من منتوج وما تروج له دوائر القرار السياسي من مشاريع.

في ذلك المركب الصناعي العسكري المضاد للإنسان العربي، بآليات صف للقوالب الجاهزة القابلة للاستهلاك الفكري العالمي الذي قد لا يغير من عاداته الاستهلاكية في تفتيت خصائص العقلية العربية والحط من مكانتها.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • said

    la presse algerienne n'a aucune influence ni personne ne la suit a l'exterieur, a l'interieur l'immigration massive des algeriens vers les reseaux sociaux et la quantitè des paraboles en algerie vous repondent directement sur votre credibilitè, donc a force d'insister avec la propagande et les mensonges genre annès 70 quand on est depuis longtemps dans une autre ère vous a fait perdre totalement la credibilitè