-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

إرهاب انتفاضة العراق ورقة طائفية خاسرة

إرهاب انتفاضة العراق ورقة طائفية خاسرة
ح.م

استنفد النفوذ الإيراني في العراق جميع الأوراق التي طالما لعب بها منذ الاحتلال الأمريكي في 9 أفريل 2003 الذي ضمن شروط بقائه واجهة بألوان طائفية، لها قدرة إثارة الفتن الأهلية المفتعلة التي حصدت رؤوس عشرات الآلاف من البشر.

تساقطت أوراق “ولاية الفقيه” ورقة تلو أخرى، ورقة غزو أمريكي بغيض، تقاسم معه الوجود، وتبادلا الأدوار تحت غطاء تشريعات دستورية فتحت الأبواب واسعة أمام فرق الموت التي انتشرت في كل مكان، وتشكلت في كيان “سياسي” زائف ألقى بها في صدارة مركز قرار حاكم تزكيه مرجعية دينية أحيا “البنتاغون” دورها.

استجابت واشنطن في ظل أزماتها الخانقة لرغبة انسحابها العسكري من العراق، مانحة إيران الورقة الأهم في بسط نفوذها السياسي والديني الطائفي منفردة دون شريك يقاسمها هذا الوجود التاريخي عبر ميليشيات مسلحة لا تخضع لأي قانون مدني أو سيادي في ارتباطها المصيري بمركز القرار في طهران وتحت ولاية ما يعرف بـ”الحرس الثوري”.

أوراق ضمنتها إيران بتوافق أمريكي رسخ الرئيس السابق باراك أوباما قواعد شروطها الآمنة، وأطلق لها العنان في التحكم بمفاصل العراق كاملة حتى أيقنت أن حلمها التاريخي القديم قد تحقق دون رجعة.

ضمنت إيران مصادر قوة لوجودها الشاذ في العراق، بدعم أمريكي دولي، وصمت نظام رسمي عربي غض النظر عن الخطر المحدق به مجبرا أمام إرادة القطب الأوحد .

ضمانات اطمأنت لها طهران، فجعلها تخطئ في حساباتها قصيرة المدى، ظنا منها أن هوى السياسة لا يغير اتجاهاته في يوم جديد، انقلبت عليها واشنطن في عهد رئاسي جديد، وضع تفاهمات باراك أوباما في رف ذاكرة لا يأخذ بها، وحصرها هدفا في زاوية ضيقة يتأهب للانقضاض عليه في لحظة مرتقبة.

مناطق نفوذ إيران الممتدة من العراق إلى سوريا ولبنان فاليمن لم تعد ورقة قوة لمساومة البيت الأبيض على البقاء، فالثورات الشعبية تحاصر وجوده في هذه الدول، وتسعى جاهدة للقضاء عليه نهائيا واستعادة سيادتها المسلوبة في غفلة من الزمن.

ورقة الصمت الشعبي سقطت، وأقضت مضاجع أدوات النفوذ الإيراني، و”ولاية الفقيه” فقدت الشعور بالاطمئنان وهي تواجه عدة جبهات داخلية وخارجية بأسلحة بدائية وفرق موت لا ترتقي لمستوى خطابها التعبوي غير المؤثر، عززت روح النفور منه في كل مكان.

خيارات “الولي الفقيه” لم تجد نفعا في وأد انتفاضة العراق الشعبية، عبر ميليشاته المسلحة المالكة لسلطة القرار الأمني والسياسي، والمرجع الإسلامي الشيعي الأعلى الذي طالما أسكت صوت الانتفاضة، لم يعد اليوم قادرا على إسكاتها.

ورقة أخيرة تلعب بها طهران في العراق، ورقة مقتدى الصدر القابع في قم الآن ومنها يطلق تغريداته مهددا بجحيم يضرب شعبا أعزل يرابط في ساحات الاعتصام لم يأبه بتهديد إرهابي، وهو المتسلح بإرادته في إسقاط ديكتاتورية طائفية بثت الخراب والدمار، تلفظ أنفاسها الأخيرة إيذانا بإحياء عهد حضاري مدني جديد.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!