-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

إرهاب في الأردن… ماذا يعني؟

صالح عوض
  • 1294
  • 6
إرهاب في الأردن… ماذا يعني؟

لاشيء يمكن عزله عن سياقه زمانا ومكانا وهكذا يكون المدخل الصحيح لفهم ما حصل في السلط قبل عدة ايام، حيث كان العمل المسلح نوعيا في التخطيط والأداء والأهداف وهو بطريقة ما يحمل رسائل عدة لابد من تدبرها.
في مرحلة يتم فيها الترويج لمشاريع إقليمية أمنية سياسية، وفي مرحلة يتم فيها انتقال المجموعات المسلحة إلى طبيعة تحرك مختلفة عن ذي قبل لابد ان نسرع إلى القول ان المجموعات المسلحة لم تعلن بعد هزيمتها ولن تعلنها في وقت منظور لسبب بسيط جدا وهو ان المشغلين الكبار لازالت في جعبتهم أهداف إستراتيجية في المنطقة.
فالأردن وهو يمتد على اكبر حدود مع فلسطين وتربطه علاقة التاريخ والدم والمصير الواحد بفلسطين لا يمكن ان يترك مستقرا مزدهرا فيما يصار إلى ترسيم أوضاع جديدة على خريطة الجسد الفلسطيني.. ومن الواضح ان الترتيبات تتم في كل المنطقة ولا هدف منها جميعا الا التمكين للكيان الصهيوني وتوفير كل شروط السلامة له للقيام بوظيفته في اكثر الظروف ملاءمة على اعتبار انه اليد الطولى للمستعمرين في بلادنا وعلى اعتبار انه القاعدة الإستراتيجية لهم في بلداننا.. وهنا ليس مجديا الإشارة الى طبيعة الهجمة التي تستهدفنا وأهدافها فهي معلومة من التاريخ والواقع بالضرورة.
الأردن بتجانسه وسيره في معترك التعارك الجيوسياسي يظهر لياقة عالية في مواجهة تحديات عاصفة.. ولقد استطاع الأردن مواجهة زلزال العراق الرهيب الذي كادت نتائجه على كل المستويات تهزه من الأعماق فليس فقط موقف الأشقاء العرب الذين كادوا يتورطون في عداوة لا مبرر لها وإنما أيضا الفرصة التاريخية التي لوحت بها قيادات الكيان الصهيوني أكثر من مرة بأنه من الضروري نقل الحدود إلى جوار العراق وانه لابد من جعل الجغرافيا مساعدا وليس حائلا دون..
تأتي العملية الإرهابية في السلط لتقول بوضوح ان المجموعات المسلحة غيرت في تكتيكها وأدائها وخطتها، ولتقول أيضا ان الأردن في عين الاستهداف بالنسبة للمشغلين الذين لا يستقر حالهم دونما اجراء تعديلات وتفسيخات مطلوبة لإنشاء مناخ الضمان الأمني والاستراتيجي للكيان الصهيوني..
ثم ان هناك خصوصية يتحلى بها الأردن تلك المتعلقة بطبيعته السكانية، حيث يشكل التداخل السكاني فيه بين فلسطينيين وأردنيين حالة متقدمة في العروبة والمثال على إمكانية تفعيل الأخوة العربية فوق كل اعتبار قطري، الأمر الذي جعل من الأردنيين جميعا فلسطينيو القضية والعقيدة وجعل من الفلسطينيين أردنييو الوفاء والأداء.. وصحيح ان الأردن استقبل كل المهجرين العرب عراقيين وسوريين ولبنانيين، لكنه خص الفلسطينيين بحنو وأدناهم من قلبه وأنزلهم سهله الخصيب وهذا بلا شك قوة حقيقية لمستقبل الأردن والفلسطينيين على حد سواء.. كما انه سيكون عنصر توازن في المنطقة وصمام أمان لبلاد الشام والعراق.
صحيح ان الأردن قليل الموارد والجغرافيا حوله تميل بها السياسة ذات اليمين وذات الشمال وصحيح انه يجد نفسه دوما مطالبا بالموقف والتصرف ازاء قضايا المنطقة التي تنعكس عليه فورا وعليه ان يقدم أثمانا باهظة للخروج من مزالقها.. ولكن عبقرية مكانه تجعله يتمتع بدور كبير قد لا يتسنى لدول عربية وازنة وهو يكون قد أخذ دوره من عدة جوانب اهمها بلا شك تداخله في الموضوع الفلسطيني في عناصره المتعددة بحيث اصبح مصيره مرتبطا ارتباطا وثيقا بمصير فلسطين.
العمل الإرهابي الذي حصل في السلط ومع كل الأرقام المفزعة في نتائجه الدامية ليس هو الأول ونتمنى ان يكون الأخير، لكن لابد من الالتفات إلى أي ظرف جاء فيه مع دراسة التطورات الحاصلة على الصراع مع المجموعات المسلحة ومع التأكيد بقوة على ان المشغلين يكونون قد غيروا التكتيك، لكنهم لن يتخلوا عن هؤلاء المرتزقة القتلة، كما لم يتخلوا سابقا عن القاعدة الا بإنشاء منظمة جديدة لمهمة جديدة وقد يتخلوا عن نمط الموجود لصالح تشكيلات بصيغة مختلفة لوظائف مختلفة في اطار تفتيت المنطقة وتشتيتها.
اجل، ان الأردن في عين الاستهداف الصهيوني والاستعماري، فالمسألة هنا لا تحكمها اتفاقيات ولا معاهدات انما يحكمها الهاجس التاريخي والقلق الوجودي الذي يسكن نخاع عظم الكيان الصهيوني.. وهنا يصبح الانتباه والإجراءات الاحترازية عملا ضروريا ليس فقط على الصعيد الأمني، بل ايضا على الصعيد الثقافي والاجتماعي.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
6
  • El Che

    من الغرائب ان قائد الجيش الاردني من 39 الى 56 هو جون باغوت غلوب او كما عرف غلوب باشا وهو ضابط بريطاني!!

  • El Che

    الأردن وهو صنيعة بريطانيا خلق كما قال الأخ رياض لحماية الكيان الصهيوني و لاستقبال المشردين الفلسطينيين. هذا البلد ظل يتآمر على فلسطين وسلم القدس والضفة الغربية للصهاينة في 67 وتآمر على العرب في 73 وتحالف مع الكيان الصهيوني وظل يتاجر بفلسطين والفلسطينيين وتآمر على العراق وساهم في خلق القاعدة وتآمر على سوريا ودرب ومون العصابات الإرهابية فيها.

  • El Che

    أورد بوب وودوارد، الصحفي الامريكي المشهور مفجر فضيحة ووترغايت، في مقال له في جريدة واشنطن بوست سنة 1977 أن الملك حسين عميل لوكالة الاستخبارات الامريكية وأنه يتقاضى مليون دولار سنويا نظير عمالته. وأحدث النقال ضجة كبرى اضطر معها الرئيس جيمي كارتر أن يصدر أوامره بإيقاف التعامل مع حسين. هذه حقيقة هؤلاء الذين يدعون الأصل الشريف.

  • riad

    اذا كان الأردن مهددا فبسبب الحفرة التي حفرها لنفسه .. الخيانة متوارثة في نظامه الخائن .. كل من يتكلم بموضوعية يعلم أن هذا البلد أوجد لحماية الكيان الصهيوني .. يعتقدون أن مصاحبتهم له سينجيهم من السقوط .. أبوابه دائما مفتوحة للتامر على سوريا و محور المقاومة من خلال غرفة العمليات moc أو حتى تاريخيا في حرب 73 و الأمثلة كثيرة جدا .. الرسالة واضحة لكل من يعتقد بضرورة مصاحبة الصهاينة أو حتى التطبيع معه

  • El Che

    الدور الأردني في فلسطين هو دور الخيانة والتآمر فملككم سارع بالتبليغ عن حرب 73 لأصدقائه الاسرائليين والتناغم الأردني الفلسطيني نراه في حرمان الفلسطينيين من الرقم الوطني ومن التوظيف في أجهزة الدولة. ثم إن التآمر والخيانة أصبحا صفة لصيقة بهذا البلد فراح يكيل الخدع لسوريا حتى انقلب السحر على الساحر واحترقت أصابعه بالنار التي طالما لعب بها. ان كنت اردنيا أيها الكاتب فهذا ليس مبررا لأن ترهجنا بكل هذه الاكاذيب ألا تعلم أن ملكك الراحل كان عميلا ل cia وكان يتقاضى اجرا عن ذلك، الا تعلم ان مركز قيادة العمليات الامريكية في سوريا mooc يتواجد شمال عمان! ارحم عقولنا وبع أكاذيبكم بعيدا عنا

  • شخص

    الوحوش التي كانت ترعاها أمريكا على الأرض الأردنية و تطلقها بدفعات إلى سوريا، يبدو أنها خرجت عن السيطرة (كما في أفلام هوليود تماماً) و انتشرت في الأردن نفسه !