-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

إشاعات..سيـ (ا) سية

عمار يزلي
  • 1013
  • 2
إشاعات..سيـ (ا) سية

عندما يتحدث الرئيس عبد الفتاح السيسي بصيغة الانتقاد بأن هناك 21 ألف إشاعة انتشرت في مصر خلال الأشهر الثلاثة الماضية، الغرض منها إثارة البلبلة والاضطرابات في مصر، إنما هي في الأصل إشاعة رسمية، وربما كان يقصد الإشاعات التي كان نظامه وهو شخصيا من أنتجها ونشرها وروَّج لها، وهذا بغرض امتصاص النقم المتزايدة من شعبه على الغلاء وتراجع القيمة الإنسانية والمادية للشعب المصري وانخفاض قيمته وعملته وعمله، فيما تضخمت عمايل عملائه وعماله والعاملين على نظامه.
الأنظمة المصرية منذ عبد الناصر عُرفت بنشر الإشاعة وإنتاجها وتوزيعها لامتصاص الاحتقان، غير أن هذه الإشاعات عادة ما تخرج عن السيطرة، وسرعان ما تظهر بأنها مجرد أكاذيب وخرافات ما يلبث الشعب أن يحوِّلها إلى نكت سياسية، لهذا، غالبا ما نجد النكت السياسية منتشرة في الأنظمة الشمولية العسكرية، حيث لا مجال للكلام ولا لحرية التعبير، والمجال بعدها يكون مفتوحا لنشر الإشاعة واستهلاكها وتعاطيها كما يُتعاطى الحشيش، هناك إشاعاتٌ شعبية تنتج عن قراءة مختلفة وأحيانا عكسية لأخبار رسمية في صحف نظامية أو وسائل إعلام خاصة، لكنها محسوبة على النظام، تنتشر كالبوز..Buzz.. بين الأوساط الشعبية، لكن بالمقابل هناك إشاعة تنشرها الدولة وأجهزتها الاستخباراتية بغرض ما، غالبا ما يكون الهدف منها صرف أنظار الناس عن قضيَّة كبرى سياسية عادية، أو طمأنة الشعب غير المطمئن على حياته ومستقبل أبنائه، وإسكاته وبعث الأمل في نفسه، بعد أن يكون قد ضاق ذرعا بما هو عليه.
مصر في عهد السيسي، أنتجت على مستوى أجهزة النظام الآلاف من الإشاعات الكاذبة بهذا الغرض، يدخل ضمنها خرافات..لا مجال لذكرها كلها هنا.. لكن الشعب المصري يعرفها ويعرف ما هي الأراجيف والأكاذيب والإشاعات التي يقول السيسي اليوم عنها إن أشخاصا من عامة الناس هم من يروِّجون لها، والحقيقة أن الشعب صار يروِّج لهذه الإشاعات التي أنتجها النظام نفسه بغرض معيَّن وحوَّلها إلى نكتة يضحك منها ومن هذا النظام الذي صار أضحوكة العام والخاص.. فعندما يختلط البكاء مع الضحك، لاختلاط التجويع والتقتيل مع الكذب المعلن والكلام المعسول، تتحول الحياة الاجتماعية إلى مسرحية فكاهية مأساوية.. دراما فكاهية.. وهذا ما يعيشه الشعب المصري كغيره من الشعوب المقهورة في عيشها وفي عملها وفي حقوقها الإنسانية المسلوبة وكرامتها المهدورة وكلامها الممنوع.. وغير المسموع..
نمتُ لأجد نفسي أعود إلى عهد فرعون موسى لأجد الناس ينكِّتون على فرعون ويتداولون آخر الأخبار والإشاعات في الجرائد: سحرة فرعون الذين هم الإعلاميون رموا حبالهم وعصيَّهم أمام مرسي.. فأكل مرسي الأفاعي.. فتسمم فرعون.. الذي اتهم مرسي أنه هو من سحر أعين الناس وجاء بسحر قد هاااك… وأراد أن يقتله.. فسجنه.
في مقهى شيك.. جلس أعيان وأعوان أمن.. يرتشفون ما حُلل وما حُرِّم.. ينتقدون الشعب: الغاشي الراشي.. الذين لا يحبون المرتشي.. علينا أن نسيمهم سوء العذاب برفع الضرائب وتحميلهم المصائب ونعصب أعين زعمائهم والمعرضين على العصبية، بالعصائب.. وتفتح الزنازن ونكسر المَوازين.. وننشر الإعلاميين المُوازين..
في حانة بجوار ماخور، جماعة يهودية يدَّعون أنهم من أتباع موسى وما هم بأتباعه.. مخبرون متجسسون على بني جلدتهم وهم من بقايا السامري.. يروِّجون لأخبار وإشاعات من ديوان فرعون: مرسي كان يتخابر مع الأصدقاء الصهاينة ومع حماس وقطر ضد مصر وشعب مصر، هو شيوعي.. أي من الشيعة نتاع إيران.. كان يريد أن يبيع جزرا مصرية للسعودية وحلايب للسودان والنيل للحبشة.. ولد الحرااااام..
هذا فيما كان الشعب يئن تحت البوط.. وضربات اللّكوط وشحنات الصوط.. وتزوير كل مرة رئاسيات.. الفوط..

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • bamour baaziz

    فاستخف قومه فأطاعوه / معادلة ( فرعون + الإستخفاف = واقعنا )

  • هشام

    رغم اني لا احبه اطلاقا لكن على الاقل مصر يحكمها رئيس سمه ماشئت حتى ان كان يكذب على الشعب فهو على الاقل يظهر و يخاطبهم فأولى بنا الاهتمام بحالنا و نحن اصبحنا نشتاق ان نرى رئيس ليخرج علينا و يخاطبنا على الاقل و ليكذب ما شاء علينا فرئيسنا ليس قادر حتى ليكذب علينا بنفسه بل هناك من يستعمله لتكذب باسمه و تنهب. الحديث عن رئيس دولة اخرى لا ناقة لنا و لا جمل معه و تغافل حالنا في مثل الظروف التي نمر بها هو جنون مع احترامي لاخي الكاتب