-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

إعدامات.. إعدامات!

قادة بن عمار
  • 2879
  • 6
إعدامات.. إعدامات!
ح.م

لم تلبث أخبار الإعدامات الصادرة في السعودية ضدّ عدد من الدعاة والعلماء أن تهدأ قليلا، حتى تبعتها أمس أخبار مشابهة ولكن هذه المرة من مصر التي قرر القضاء فيها إعدام مجموعة كبيرة من القيادات السياسية المنتمية لتنظيم الإخوان في القضية المعروفة بفضّ اعتصام رابعة العدوية!

هكذا تصبح أخبار العالم العربي والإسلامي مرتبطة فقط بالإعدامات وثقافة الموت وبالقتل المجاني، في الوقت الذي نقرأ فيه أخبارا تأتي من أوروبا وأمريكا مليئة بالحياة ومنتشية بالتفاؤل!

هنالك منطق غريب يسود المحاكمات التي تلاحق عددا من المثقفين والعلماء في كثير من البلدان العربية الآن، وليس في السعودية ومصر فقط، منطق يستند إلى حقبة زمنية اعتقدنا أنها زالت وأفلت، وهي حقبة الخمسينيات والستينيات، حين كان المنع قائما، ومصادرة الرأي منتشرا، وملاحقة المعارضين مع تعذيبهم وإعدامهم في محاكمات شكلية أمرا يكاد يكون عاديا، لكن وبعد مرور نصف قرن على تلك الفترة، يريد البعض استعادة مناخها مجددا، ومن دون احترام التغيير الذي حلّ سواء على مستوى التكنولوجيات أو ذهنيات الشعوب وحتى القوانين والمواثيق العالمية، بل يستند هؤلاء على ذهنية “أمن الدولة”، وكأن هذا الأمن لا يتحقق سوى بتعذيب المخالفين وقتلهم “تعزيرا”!

هذا الواقع ازداد قتامة عقب سنوات الربيع العربي والتي أخفقت فيها الشعوب بتحقيق التغيير المطلوب، كما فرّت النخب المثقفة هاربة من المواجهة ومستقيلة عن أداء دورها، فاستعادت الثورات المضادة دورها ونفوذها وعادت مجددا لتحاكم رموز التغيير، بل وأحيانا لتتصيد لهم التهم والأخطاء وتختلق الأعذار من أجل النيل منهم والتخلص من وجودهم!

في النهاية فإنه لا فائدة من تلك المحاكمات والإعدامات سوى تشويه المشوه وتكريس السمعة السيئة للعالم العربي والإسلامي، بحكامه ومحكوميه، فالحكام استبدوا وتفرعنوا، وأخذتهم العزة بالإثم، والمحكومون ضعفوا واستكانوا وباتوا في خبر كان!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
6
  • رجل قال إتبعوا المرسلين

    ما ظفرنا بِسُنَّة عنْ نبّي الله يُخَوِفنا أوْ يُحذِرنا مَلِكً أوْ سُلْطَانًا أوْ وَاليًا ظَالِمًا أبدًا، وَ لَكِن كثِيرًا مَا خَوَفَنَا عَالِمً أوْ إمَامًا مُظِلا
    المَلِك الظَالِم سَرَقَ تُرَابَك وَ العَالِم المُظِل أفْسَدَ كِتَابَك
    فَالأخِير أفْسَدَ عَلَيْكَ الآخِرَة وَ المَلِك أفْسَدَ عَلَيْكَ الدُنْيَا وَ أعَدَّ لَكَ فِي الآخِرَة
    فَالعَالِم المُظِل أخْطَرُ مِنْ المَلِك الظَالِم،
    وَ مَا أكْثَرُهُم مِنْ عَُلَمَاء المُظِلِين الذِينَ أفْسَدُوا دِينَنَا
    و الله المُسْتَعَان

  • RG

    الاعدام واجب على من ثبت ضده القتل العمدي بدون حق
    لنأخذ مصر مثلا
    لماذا لم يتم إعدام هشام طلعت مصطفى و محسن السكري
    بعد أن ثبت ضدهم قتل المطربة الراحلة سوزان تميم
    ولم يكتفي السيسي بهذا بل قام بإعفاء رئاسي ليطلق سراح هشام طلعت مصطفى
    أنظر إلى الخيانة وإنعدام العدالة
    فبأي حق يعدم الاسلاميين في مصر إن لم يثبت ضدهم القتل العمدي
    يجب أن تختفي هذه الجراثيم الدكتاتورية الوقحة عديمة المستوى
    لو حكمني خنزير غابة سيكون أفضل من الدكتاتور بكثير
    لأنهم أدنى من الانعام فعلا
    لا يفقهون شيئ
    يجب إزاحتهم
    زيح زيح

  • شاهين

    السبب بسيط جدا , الدول المتقدمة تعيش تحت مظلة لا إله إلا الله دون علم و تطبق مبادئ الدين االإسلامي دون علم , هذه الدول مليئة بالقيم السامية و الإنسانية التي أتى بها الدين الحنيف تحفظ حقوق الإنسان و تصون كرامتة و تعطي كل ذي حق حقه ، دول لا يظلم فيها أحد، لا احد ينكر ذلك لذلك فهي تعيش في عزة و رفاهية و سلام , اما نحن فليس لنا من الدين غير الإسم و فقط ,

  • ابن الجزائر

    قيل يا فرعون ما بك تفرعنت فقال لهم :لم أجد من يوقفني عن تفرعيني.صحيح الأنضباط والقوة القاهرة للفساد والمفسدين تقوم المجتمع وتحميه لكن أن تقوم هده القوة القاهرة على ألا شئ فهي الكارثة ،أنضر حاكم مصر كيف يختبي وراء الأزهر "المنافق" والعدالة "الغير العادلة" بقتل الأرواح البشرية ومنعها من الحياة ،كأنه يقول أنا لم أقتل بل " الأزهر والعدالة" هما من يحكما ويفتيافي القتل .وكل من يسير في فلك اسرائيل يطبق ما تأمرهم به ، وهي تقوم بعكس ما يقومون حتى تقول للمسلمين والعالم العربي حكامكم هم اليهود في التصرف ونحن اليهود هم المسلمون في التصرف ،حقيقة عظماء بأفكارهم وسياستهم

  • ابن الجبل

    هؤلاء الحكام يتصرفون كالأطفال تحركهم أياد خارجية ، فلا تتعجب اذا كانت اسرائيل وأمريكا وراء هذه الأحكام الجائرة ، مادام هؤلاء الحكام لهم علاقات وطيدة معهم ... لكن مهلا ، يوم لهم ويوم عليهم ، تلك الأيام نداولها بين الناس ! .

  • جزائري - الجزائر

    الإشارة إلى حقبة الخمسينات والستينات مهم جداً ...في تلك المرحلة أصطدمت إرادة الشعوب في التحرر بالمستعمر بشكل مباشر...أما الآن فالاصطدام مع أعوان المستعمر الذين أوكل لهم تسيير بلداننا وهو يدير خيوط اللعبة عن بعد....ولهذا يحق لنا أن نقول أن الاستقلال نقطة تحول من الاستعمار المباشر إلى الاستعمار المموه بشعارات زائفة غيبت وعي الشعوب....لكن هذا التخدير لن يطول...