-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

إلى زميلي وأخي السعيد بوطاجين

جمال نصرالله
  • 582
  • 0
إلى زميلي وأخي السعيد بوطاجين
ح.م
السعيد بوطاجين

أعلم علم اليقين بأنك أحد الأقلام المثابرة والفخورة بجيلك القادح من الزمن الجميل.. وأنه من الواجب الإنساني أن نقف معك يدا بيد…حتى وإنه كما يقال (الخلاف لا يفسد الود) فنحن نختلف لربما في الأفكار والطرح والرؤى، لكننا نشترك في كثير من السبل والمسالك والمسافات، أهمها الكفاح الأدبي في زمن الخصي الفكري؟ا والتميّع في النظر والتدقيق والتحقيق في شتى المسائل أهمها الاحتكام إلى المنطق والعقلانية… نحن نعش بين ظهراني جيل حتى وهو مهم ومقبول في عدد من المحطات ويمكن له أن يكون مفيدا من باب المصالح والضرورات، إلا أنه للأسف الشديد جيل مهزوز على رأس إبرة كما يقال؟ وجيل لا يعلم قيمة الكلمة والفكرة والبيت الواحد من القصيدة.. والقطعة الموسيقية المُلهمة.

نحييك تحية إخاء ونساندك في محنتك بكل ما أوتينا من قوة وما كسبنا من جاه ومال؟ لأنه حينما قرأت رسالتك وأنت على فراش الوهن شعرت شخصيا بدرجة من درجات آلامك وأوجاعك وحسرتك على هذا الزمن الذي صار الاحتكام إلى المادة ديدنه الوحيد… وعبادة الهياكل والمباني المزخرفة كالصلاة اليومية… زمن صار فيه العِلم مثل الفراشة التائهة الباحثة عن مأوى يحميها من قساة الغلاة وجبابرة العصر… زمن فعلا هو ما ينعت دوما بسوق المعرفة (ولكن للمعرفة تربتها وبذرها غير المغشوش)، الأخ بوطاجين من المؤكد أن الحياة علمتك لغة الإصرار وإقرار الوجود بكل السبل والعزائم.. وأن صحة الإنسان هي زاده الذي لا ينضب و(قربته) التي ما إن نفدت إلا ووجدت بين السبل التي تجتازها منبعا ولو في أعماق أعماق الربع الخالي؟ حيث لا لغة هناك إلا لغة الرمل والقحط… واعلم يا صاحب اللعنة عليكم جميعا أن من يبكي عليك في آخر الدقائق هو عصارة أفكارك وما جنته عليه محن الأسئلة التي تفيض من عقل فيلسوف أو كاتب ساح في رحاب الأرجاء ليس إلا؟ ومجموعة الأسطر التي رسمتها بكل أنواع الأقلام.. تيمنا بمقولة العالم الأمريكي الشهيرة (مُـت فارغا) أي دع الأغصان التي هي من بنات الأفكار هي التي تصرف عليك ومثلها مثل الصدقة الجارية طول الدهر).

لست هنا لأسائلك يا رفيق الدرب لكنني أزف لك بشرى العارفين وكل الذين تنقذهم خشوعات المتصوفة، الصادقين مع الطبيعة والله والحكم على الأشياء وكثير من التجليات… فالفلسفة في هذا الزمن العنيف لا رائحة لها وليس لأن المناخ العام لم يعد مناسبا لها أو لباسا على مقاس قدها، ولكن حتى تراكيب الأنوف تبدلت وتغيرت.. وكذا شذرات الحواس وما يعبئ المخيال التاريخي للبشر عبر العصور والمحطات من مواقف وذكريات لم تعد بحكم التحولات المتسارعة متشابهة أو تثمر نفس النتائج.

(*) شاعر وصحفي جزائري

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!