-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
رمضان وتغيير الحياة

إلى متى نُعذّب بالصّلاة؟

سلطان بركاني
  • 5183
  • 20
إلى متى نُعذّب بالصّلاة؟
أرشيف

سؤال مهمّ ينبغي أن يُطرح ونحن نرى كثيرا من المصلّين في شهر رمضان ينتقلون من مسجد إلى آخر، بحثا عن أسرع الأئمّة قراءة، وأوّلِهم انصرافا من صلاة التراويح، ونرى بعضهم يجلسون في مؤخّر المسجد حتى إذا كبّر الإمام للرّكوع دخلوا معه راكعين، وآخرين إذا قام الواحد منهم في الصّلاة لا تكاد تثبت له جارحة، يحرّك يديه ورجليه ورأسه، وربّما يتنهّد ويتأفّف، وكأنّ تحت قدميه جمرا؛ لا يسمع من قراءة الإمام سوى التّكبير والتّسليم! فإذا سلّم الإمام في آخر الصّلاة انطلق انطلاقة السّهم من الرّمية، يزاحم عند باب المسجد، وهو الذي دخله قبل ذلك متثاقلا متمايلا يجرّ خطاه كأنّما يُساق إلى المقصلة!
هل أصبحت الصّلاة عبئا ثقيلا على نفوسنا إلى هذا الحدّ؟ الصّلاة التي ما فرضها الله إلا لنسعد بها في الدّنيا قبل الآخرة، ولتكون عونا لنا على نوائب هذه الدّنيا، وعونا لنا على أنفسنا؛ تنهانا عن الفحشاء والمنكر، وتخرج بأرواحنا من سجن الدّنيا الضيّق لتحلّق بها في رحاب السّماوات العلى.
نبيّنا وقدوتنا-عليه الصّلاة والسّلام- كان إذا أهمّه أمر فزع إلى الصّلاة، وكان يقول لبلال رضي الله عنه: “أرحنا بها يا بلال”؛ فلماذا أصبح شعارنا في هذا الزّمان “أرحنا منها يا إمام”؟ لماذا أصبحنا نستثقل ونستطيل دقائق معدودات في صلاة من الصّلوات، بينما نستمتع بساعات متوالية نقضيها في المقاهي وفي الأسواق والملاعب وأمام الشّاشات؟
إنّ الخلل في قلوبنا التي خلت من الخشوع وفي أرواحنا التي قحطت من الخضوع، وفي همومنا التي ما عادت تتجاوز حظوظ الدّنيا الفانية، يوم أصبح الواحد منّا لا يستشعر عظم الموقف بين يدي الله، ولا يجد في نفسه فرقا بين دخوله إلى المسجد ودخوله إلى المقهى، ولا يخشى على نفسه أن يكتب في عداد المنافقين الذين وصف الله حالهم مع الصّلاة فقال: ((إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلاً)) (النّساء 142).
إنّنا في أمسّ الحاجة ونحن نعيش أيام وليالي رمضان الغالية، لأن نراجع أحوالنا مع الصّلاة، ووالله إنّه لا صلاح لنا في هذه الدّنيا ولا نجاة لنا يوم القيامة بين يدي الله إلا بصلاح صلاتنا؛ إنّه ما قست قلوبنا وغفلت أرواحنا، وساءت أخلاقنا إلا بعد أن ضيّعنا الصّلاة، يقول نبيّ الهدى عليه الصّلاة والسّلام: “أوّل ما تفقدون من دينكم الأمانة وآخر ما تفقدون الصّلاة، وليصلينّ أقوام لا خلاق لهم”. إنّه ما ضاعت الأمانات ونقضت العهود إلا بعد أن ضيّعت الصّلوات. إنّه ما عُقّ الوالدان إلا بعد أن ضيّعت الصّلاة، وكيف لا يَعقّ والديه من عصى ربّه؟ إنّه ما عمّ التبرج وانتشرت الفواحش إلا بعد أن ضيّعت الصّلاة. إنّه ما اسودّت الوجوه وأظلمت القلوب إلا بعد أن ضيّعت الصّلاة. إنّه ما قحطت السّماء وأجدبت الأرض ورفعت البركات إلا بعد أن ضيّعت الصّلوات. إنّه ما حلّت بالأمّة النكبات والعقوبات وسلّط الله عليها الأعداء إلا بعد أن ضيّعت الصّلوات. ((فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا)) (مريم 59).

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
20
  • moi

    صدقت بارك الله فيك

  • جلال

    أما الأمور الأخرى فهى خاصة بالفرد ولا يمكن أن يهتم الحاكم هل صليت أم لا؟ مادمت لم تمس نظام حكمه

  • جلال

    سبحان مغير الأحوال قبل فترة كان يمنع إستعمال الدين في السياسة لأن ممارسي هذا العمل كانوا من خارج الحكم وكأنهم يقولون الآن أن هذا الإستعمال من حق الذين هم في الحكم فقط والسياسة لا تمارس بالدين(لأنها فعل بشري) وقد يكون الدين شاهد على ممارسة السياسة من الناحية الأخلاقية على الأقل وحتى ما يسمى بالأحزاب الإسلامية هى في حقيقة الأمر لا معنى لوجودها فهل القائمون عليها أكثر إسلامية وتدين من الآخرين ومن أعطاهم حق إحتكار الإسلام وإذا كنا مسلمين حقا ونؤمن بالإسلام فعلينا تطبيق مبدأ إيماني عظيم بل ومن شعائر الإيمان كالصلاة الا وهو مبدأ الشورى في السياسة وهو المبدأ السياسي الوحيد تقريبا مع الزكاة في الدين

  • فوزي

    لأن العبادة لسيت في المساجد بل خارجها.

  • جلال

    (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ) مع الأسف يبني صاحب المقال موضوعاته علىأراء واقوال للسابقين التي هى ليست من الدين بالضرورة ويجعل من الصلاة مثلا وإضاعتها سبب كل مانحن فيه.إذ كيف يسلط الله علينا أعداء (حاشاه) لا يقيمون الصلاة أصلا؟؟.إن الصلاة فرض وتكليف فيها مشقة كالصوم لا يمكن أن يهلكنا الله بسببها إنما لأسباب أخرى يجب البحث عنها

  • محمد الامين

    يقررون و يقرون بأن البشر عبيد للدنيا ، لكنهم يستنتجون ان الاسلام هو فطرتهم، حاجز سيكولوجي يحول بينهم و بين الاستنتاج المنطقي و البديهي و هو ان فطرة الناس هي الاقبال على متع الدنيا، و هم في ما يقولونه يناقضون الدين نفسه ،اذ ان القران يصف الانسان عامة و ليس الكفار بانهم عبيد الشهوات "زين لكم حب الشهوات.." فكيف يكون من يحب الشهوات مفطورا على تجنبها ؟
    يقولون للناس ان ما عند الله افضل، و هم هنا ايضا يناقضون القرآن الذي يقر بأن الانسان لا ينتظر الآخرة كما يلي :
    " خلق الانسان على عجل"
    " قل تحبون العاجلة و تذرون الاخرة"

  • hadjou mokhtar

    كل ما قلته هو في مخيلتك وانت تشعر به او لانك التقيت بمن هم من طينتك .ما نعرفه ان المصلين يبحثون عن امام يقرأ القرآن قراءة جيدة مفهومة مرتلا الحزبين حتى يكونون قد ختموا كل القرآن (60حزبا) في هذا الشهر الفضيل ...اخي اصحاب القلوب المريضة في كل الميادين.
    التراويح ليست فرض وليست محتومة من شاء صلاها ومن لم يشأ تركها فهو حر

  • تتمة

    حينما نرى عدم التطابق بين العبادة المثلى و سلوك الناس لا نجد سوى سببين للمسألة :
    اما ان يكون الخلل في الدين و بالتالي يتوجب عليكم الكف عن لوم البشر
    و اما ان تكون العلة في البشر المفطورين على حب الإستمتاع principe de plaisir و بالتالي يحق لنا أن نتسائل :
    كيف غفل الله عن طبيعة مخلوقاته و فرض عليهم دينا هم عاجزون عن تطبيقه كما ينبغي ؟
    ما الجدوى من فرض دين اذا كان الناس لن يستطيعوا مسايرته و لا يطيقونه الا ممزوجا بالملذات التي جاء للقضاء عليها ؟
    اين و متى وجد هذا المسلم الذي عبادته لا تشوبها شائبة ؟

  • تتمة

    كل سنة يلومون الناس على انعدام الخشوع و طغيان الماديات في سلوكهم و سيبقون يطاردون الخشوع المستحيل الى الابد
    ااخشوع في الصلاة ليس سوى التلذذ الفني و التأثر الادبي في ثوب القدسية،و كلمة تجويد تعني التنميق و التزيين الدين هما مفهومان فنيان،و كلمة تروايح تفيد معنى الترويح،اي ان لها معنى دنيويا اكثر منه تعبديا،ان ارتداء الناس لاحسن اللباس و التعطر وضرب المواعيد في المسجد احتفالية دنيوية اكثر منها طقس ديني، و اقبال الناس على التراويح يدخل في اطار اداء الواجب الروحاني دفعة واحدة(عطش)يريد الناس التخلص من الواجب الديني في شهر واحد ليتفرغوا لدنياهم،وحتى ذلك الشهر يجدونه شاقا فيتحايلون عليه بالمتع

  • ابا القاسم

    جزاك الله خيرا على هذا المقال يا الاخ بركاني -

  • جزائري

    كل هذا راجع إلى نوعية القراءة فكلما كانت القراءة خاشعة وبصوت جيد كلما تعلقت بها أرواح المصلين وإلا كيف نفسر من يذهب منا لبقاع المقدسة في رمضات يقول لك أننا كنا نصلي ولا نحسن بشيء من التعب أو حتى في بعص مساجد الوطن لذا على الوزارة تكوين وتشجيع القراء لأنه شهر واحد في السنة إن لم نستمتع بسماع القرآن فمتى نقم بذلك أما القراءة من نوع تي جي في فإن ذلك لا أثر في قلوب المصليين فنقول لكل من له مسؤولية في ذلك الله يهيديكم أتركوا الشباب المقرأ يتقدم وإلا فلماذا كل سنة نخصص جائزة لحفظة القرآن ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

  • العذاب

    المسلمين يعذبون أنفسهم بأنفسهم ومنذ نعومة أضافرهم فهم الذين يصنعون كل الكوارث والمصائب التي ترافقهم ثم يتباكون ويقذفون بالتهم على غيرهم فهم كمن يختبأ وراء أصبعه

  • أريتا القورينية

    و هكذغ يفعلون مع كل فسح الدنيا فالاعراس يجب ان تكون شعيرة دينية و العطل الصيفية ذكرا و توسلا الى الله في الشواطئ و الجبال
    أما بخصوص الاطفال فان فترة الطفولة كلها فترة فسحة عمرية و من الاجرام افسادها بالفرض ايا كان نوعه،ايقاظ الطفل لصلاة الفجر مثل تجنيده في حرب لا فرق، كلاهما اغتصاب للطفولة و اللامبالاة التي هي جوهرها، عدا عن كون النوم لوقت متاخر grasse matinée مفيد لذكاء الطفل عكس ما يروجون له

  • khaled alger

    بارك الله فيك استادنا كفيت و وافيت

  • محمدي الأحمدي

    في الحقيقة ، أن النفور لا يأتي من كره الناس للصلاة بل من اشتمام رائحة التباهي من قبل الإمام . ثم تأتي القراءة المنفرة بالإطالة أو خشونة صوت الإمام المنفر أو ترك المتطوعين يعبثون ،فكل يصلي على هواه فلا يراعي مشاعر الناس و ظروفهم . و هنا الكل يبحث عن الإمام ذي الصوت الشجي و لو أطال أو المخفف لظروف الناس و الأحوال . أما تصنيفك للناس فهذا منافق و الآخر متبع للشهوات فهذا ليس من حقك قوله و لا أنت مؤهل و لا مرسل للحكم على الناس .

  • أريتا القورينية

    لا يميز الفقهاء بين امرين متناقضين و هما الفرض و الرغبة ، الواجب و الرخصة، فهم يقحمون الفرض و الواجب في مجالات العطلة و الفسحة التي يفترض انها استراحة منهما،
    هم يريدون الناس ان يعيشوا الدنيا بالدين ، و يهربوا من الدين اليه و به و يستريحوا من الفرض عبر الفرض و الواجب، فهم مثلا يقولون ان عيد مولد النبي (ان اجازوه اصلا) يجب ان يكون عبر القيام و التهجد و السير على منوال سيرة النبي، يعني ان المسلم الذي يفترض انه يقتدي بالرسول طيلة السنة يجب عليه ان يفعل نفس الشيئ في يوم عيد ، هم كمن يطلب من موظف ان يشتغل في عطلته، و هكذا يفعلون مع كل فسح الدنيا فالاعراس يجب ان تكون شعيرة دينية

  • عمر

    بعض الأئمة عذبوا المواطن. يقيمون تراويح طويلة تكسر لها الركاب. وفِي المصلين العجوز والمريض وصاحب الحاجة. لا يجوز تعذيب الناس هكذا. الرسول صلى الله عليه وسلم وبخ صحابي لانه اطال في الصلاة.

  • لؤي الراوي

    لانه بات مكرر وممل خطب تتلى من الف عام ، حتى حفضها الناس وصارت روتين كشرب الماء فأنت تشرب لانه حاجة ولو الغيت الحاجة اليه لهجر ولكن دجل الفقهاء بعظمة الصلاة خلاهم يأتون مكرهين

    المسجد لا يحلو سوى حين يروج الامام للارهاب فالعنف يديغدغ مشاعر المسلم ولها تراهم يحذفون اي مقطع لقبلة في فيلم بينما يسمحون بتقطيع الاوصال و الذبح عادي 000000000000

  • doc

    ya si solatne barkani ce n'est pas le probleme religieux mais un probleme de production. toi tu es habillé comme un citadin cravate costume donc tu n'est pas dans le domaine de la production mais dans le domaine des service. on travaille pas dans l'usine et dans l'agriculture et la pêche avec un costume et gel et maquillage. du FLN ils passent plus de temps devant les glace roue a levre fond de teint bleu gel tout cela avnt d'aller vers la kasma et l'apn. donc c'est l'islame de koreiche et y'avait l'islame de la Madina savoir production enseignement etc..

  • esco ess

    بارك الله فيك