-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

إنها الحرب

صالح عوض
  • 1168
  • 9
إنها الحرب

من يظن أن العدو التاريخي والاستراتيجي لشعب أو أمة يستسلم بعد هزيمةٍ ما في موقعة ما إنما يكون كمن يأمل عودة أهل القبور.. فالاستعمار الذي أخرجته بنادق الثوار لا يكل أن يعود إلى الديار بقفاز الحرير وثقافة الإتيكيت ومطبوعات دور النشر الموجهة وأكاديميات صُنعت لهذا الغرض خصيصا.. وهو لا يكتفي بهذه الأسلحة الفتاكة وليجعل لنفسه حدا بل هو جاهز في كل وقت أن يشن غارته بأشد الأسلحة فتكا.
ما يجري على الأرض السورية والسودانية دليل قوي أنهم بعد سبع سنوات حرب على سورية وإلحاق هزيمة نكراء بمجاميعهم المسلحة باد للناظر والمتابع أنهم خروا إلى الأرض مكسورين وانسحبوا من الميدان مدحورين فذهب البعض من الذين شغلت الطيبة قلوبهم وسحرتهم كلمات النصر الأولى إلى الإحساس بأن جولة قاصمة قد أنجزت لصالح الأمة وبعدها سيكون المسير إلى القدس الشريف.. إلا أن الواقع المر يقول أشياء أخرى.. فهاهو العدو المكلل بالخزي في معارك سابقة يدور على نفسه ويستجمع أدوات أخرى ويشن الغارة من جديد.. فتقوم طائرات الكيان الصهيوني بغارات تشمل مساحات كبيرة من سورية في مسلسل عدواني مستمر منذ عدة سنوات يزداد الآن بعد أن فشلت أدوات التخريب الأخرى.. وفي السودان ظن البعض أن قبول السودان بالتنازل عن جنوبه سيعطيه فرصة التحلل من حروب أرهقته واستنزفت قدراته وقتلت عشرات الآلاف من أبنائه وأن قبوله بالابتعاد عن شعاراته السابقة بنشر ثقافة المقاومة والإسلام في إفريقيا والتصدي للاختراقات الصهيونية في إفريقيا سيجعله أكثر أمنا واستقرارا وابتعادا عن غضب الأمريكان والصهاينة، ولكن ها نحن نتابع وخلال سنوات طويلة كيف أن الحصار استمر على السودان والملاحقات المتواترة من قبل المؤسسات الأمريكية للضغط على المؤسسات الدولية لمعاقبة السودان.. وبعد أن ظن السودانيون أنهم تمكنوا من تفكيك الحصار وأحدثوا نهضة عمرانية واقتصادية في البلد نقلته نقلة بعيدة عما كان عليه في التسعينيات عاد الاستعماريون إلى تحريك أداوت تقليدية معروفة بالولاء للأجنبي ولبريطانيا خصوصا.. ومن خلال تحريك وإثارة الفوضى أرادوا للسودان أن يغرق في مستنقع التصارع الداخلي، هذا يتم ليس فقط لأن السودان يقف مع قضايا الأمة وفلسطين كما أحب أن يقول عمر البشير الرئيس السوداني ولكن أيضا لتحطيم قوة الرفض في السودان إزاء المخطط الصهيوني جاري التنفيذ في تشاد والنيجر وإريتريا حيث وصل التغلغل الصهيوني مداه وهناك تقام معسكرات التدريب للمجموعات المسلحة تحت رعاية صهيونية..
إنها الحرب ولا توقفَ لها حتى يتم الانتصار النهائي.. وهنا لا بد من التوضيح أن وحدة البلدان العربية المتضررة من مشاريع التفسيخ وتعاونها الأمني والاستراتيجي ضرورة بالغة من دونها سيأكلوننا بلدا بلدا.. ولعلنا نختصر مسافة الثيران. تولانا الله برحمته.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
9
  • علي لطرش

    هل يستوي المنشار و القرنفل
    الحصاد أصوله، و لكن لا يمكن إعطاء رائحة من القرنفل عن طريق منشار، لأنه في النكهة إن، ربما تتغر ، لكن أصلها ثابت هو رائحة القرنفل، فلا يمكن إستواء رجلان على رأي واحد ، لكن عندما يتناول في بلاد العميا فاقدي البصر على أسد، هنا ثمة الإشكال ، المنشار رفض الأسد كليتا ، و إن كانت المنشار حالة من حالات الدنيا المعاشة، فهل وقع الثاني في المصيدة أو الفخ، أصلها المصيدة ، من إعتبار أن الثاني مجيد، إذن غالياني خدم بيه الخوجة، المهم في كل هذا ، قضاء و قدر و لكن ليس المنشار، لأن عيب المنشار ليس الوقوع، لكنه الصعود، مرتين حتى عدد أسنان المنشار أو المشط ككل.

  • جزائري - بشار

    كلامك لن يفهمه الا قلة نادرة
    ولهذا الحرب مستمرة من العدو والعدو وجد ضالته
    الاغلبية لا تريد ان تسمع
    تريد ان تفعل ما تشاء وقتما تشاء وترى نفسها على حق
    والبقية على خطأ
    لهذا الحرب مستمرة وستستمر الى ان يأتي اصحاب الحق وتزهق ارواح من يطلبون و يطبلون للباطل

    " ولقد ارسلنا رسلا من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك وماكان لرسول ان يأتي بآية إلا بإذن الله ..
    فإذا جاء امر الله ..
    قضي بالحق وخسر هنالك المبطلون "

  • أنا

    يخربون بيوتهم بأيديهم

  • عبد الصمد

    .كما نعتقد أن أغلبية الشعوب تدين بدين حكامها،فإن فسدوا فسدت و إن صلحوا صلحت لقول الله فيهم: ('' وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَىٰ (79) '')..هذا هو المرض العضال الذي تسبب في نشر الفوضى الخلاقة في هذه الدول بعد دراسة متأنية و معمقة لمكاتب متخصصة و غرف مظلمة..يتبع

  • عبد الصمد

    فكلهم سواء، السودان و العراق و سوريا و ليبيا و اليمن و الأردن إلخ المماليك..فهل تريد لشعوب تائهة في مشاكل إقتصادية و إجتماعية و سياسية أن تناصر حكام كأمثال هؤلاء!! و هل تظن أن إختراقها و تفتيتها صعب على الصهاينة؟ فحينما نحلل أسباب خراب هذه الدول يجب علينا أن ننظر إليها من كل الزوايا.. يتبع.

  • عبد الصمد

    .. نحن نعتقد أن أسباب تشرذم هذه الأمة ليس العدو الصهيوني وحده رغم قوته و جبروته،إنما منها على سبيل المثال لا الحصر 1ـ عدم نشر ثقافة الديمقراطية و حكم الشعوب بذهنية السبعينات من طرف حكام يدعون(شد الدال ) حب أوطانهم و أمتهم و لكنهم يمسكون بالكرسي بكل ما أوتوا من قوة، و تسلط مقربيهم و أحزابهم على مقدرات الشعوب و ترك أغلبيته تئن تحت نير المشاكل التي لا حصر لها(إقتصاد ريعي،الرأي الواحد الأوحد على طريقة ('' ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد..'')..يتبع..

  • عبد الصمد

    السلام عليكم..نتابع كثيرا كتابات الأخ صالح عوض و هي تنم عن حرصه الشديد على فضح المتآمرين على الأمة الإسلامية فجزاه الله خيرا..و نحن نشد على يده و على كل إنسان حر شريف،يحب الخير للإنسانية جمعاء بلا إستثناء،ففضح مخططات الصهاينة نوع من المقاومة ،ومعرفة عدوك و أهدافه و مراميه أسلحة معنوية يمكنك إستغلالها في المعركة.يتبع

  • صالح بوقدير

    اعلم يأستاذ ان الاستبداد لايختلف عن الاستعمار إلا أنه أشد وطأ على الشعب فما جرى في سوريا وما يجري في السودان لايعدوأن يكون من باب"على نفسها جنت براقش" فلا تذهب في تحليك بعيدا

  • فلسطيني

    كل الأنظمة صهيونية في البلدان العربية ورثت الحكم بعد الإستغلال غصبا و هي تقودها لحتفها....لذلك لا أمل في وحدتها....لأن يهود العرب الحاكمين جبرا تحسبهم جميعا و قلوبهم شتى.....حين نتخلص من هاته الأنظمة العميلة السرطانية تتحرر فلسطين....