-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

إنها مضيعة للوقت…!

إنها مضيعة للوقت…!

المساعي السياسية التي يتفرغ لها البعض منذ أسابيع خَلَت من خلال تقديم المبادرات أو الدعوة لعقد ندوة أو ندوات، هي في تقديري مضيعة أخرى للوقت ومحاولة لتعطيل التفكير الموضوعي في حلول أكثر فعالية للمجتمع والدولة على حد سواء…
كان من المفروض على هؤلاء وغيرهم أن لا يخوضوا في قضايا ناظِمة للحياة السياسية فَصَلَ فيها الدستور وضبطتها قوانين الجمهورية، بل أن يضعوا أنفسهم جنودا لتحسين تنفيذها والسَّهر على أن يتقدموا خطوة في هذا المجال وهم الأعلم بالنقائص والصعوبات… ولهم في ذلك واسع النظر كما يقول رجال القانون… ولم يكن من حقهم أبدا “التفلسف” حول الحد الأدنى من المكاسب التي تقوم عليها الجمهورية مثل الانتخابات أو الآجال الانتخابية، وإلا تم تحطيم ما بقي من أمل في إمكانية ترميم ما فسد من دعائم الدولة وإمكانية تعزيز ما بقي صالحا…
كنت أنتظر مثلا أن يتمحور نقاش السياسيين حول كيفية تجنيد نخبة الخبراء الجزائريين في الداخل والخارج لإنجاز رؤية منسجمة لهذا البلد تمتد لربع قرن من الآن… وأن يتفقوا على إجراء انتخابات شفافة توصل مَن توصل للحكم على أن يلتزم بتنفيذ الرؤية التي يَتفق بشأنها ما بقي حيا من أدمغة الجزائر… وإذا ما حاد هذا المنتَخَب عن ذلك أو عَجَزَ، يتم تغييره انتخابيا بعد خمس سنوات من الآن. أما إذا وُفِّق فليس أمامه إلا خمس سنوات أخرى ليترك المهمة لغيره لعله يكون الأفضل ويتجنب أخطاءه… وهكذا دواليك إلى أن يتم ترسيخ مبدأ التداول على الحكم، وتأكيد أن البلاد لا يُمكنها أن تُبنى من غير رؤية متكاملة ومشروع مستقبلي مُتَّفق بشأنه يصنعه ما بقي حيًّا من أهل العلم والخبرة، لأن الغالبية قد ضاعت أو أهينت أو شُرِّدت إلى غير رجعة…
هي ذي أبسط منهجية يُمكن لأي مواطن أن يتوقع اتباعها لتتطور الدولة وتستمر… وهي لا تحتاج إلى كثير من الكلام أو الشرح، لأنها بطبيعتها واضحة وقابلة للتطبيق… يكفي فقط كثير من الصدق للتعامل معها وما لَزِمَ من جُهد وعمل لكي تتحقق… بعيدا عن كل هرولة بدون بوصلة لهؤلاء أو هؤلاء وبعيدا عن كل تلك السيناريوهات المفبركة والواضح تملُّقها للأشخاص التي أعيَتْنا بطبيعتها المُصطَنَعَة والكاذبة…
إن بلادنا اليوم هي بحق في حاجة إلى تصحيح مسارها إن كُنَّا بالفعل نُريد بها خيرا، وذلك لن يتم دون وضع حد لِما أراه تملقا زائدا أو ركضا بلا معنى لخدمة هذا الشخص أو ذاك… ألم نُدرِك بعد أن أكبر انتصاراتنا، وأولها ثورة التحرير المباركة، إنما تحققت عندما انحازت القيادات السياسية إلى التطلعات الشعبية ووضعت طموحاتها الشخصية جانبا، وأن أكبر الانكسارات إنما وقعت عندما حدث العكس وتم تغييب العقل والمعرفة والكفاءة والعلماء…؟؟

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
5
  • Observer

    Baraka Allah fika.

  • الطيب ــ 3 ــ

    و اليوم ...!؟ ها هو برميل النفط يترصدنا و يهددنا في كل لحظة ! ها هو شبابنا يرمي بنفسه في البحر و في بحر الآفات ...و بدل أن نسمع بمحاولات جدية للإصلاح الحقيقي لكل شيء سياسيًا و اقتصاديًا و اجتماعيًا و دق ناقوس الخطر الذي يهدد و جودنا و إنقاذ ما يمكن إنقاذه لازلنا نسمع و نعيش ضنك الحياة و فساد تفكيرنا قبل أي فساد آخر !! فهل من هبة و وحدة صادقة لإنقاذ أنفسنا و إنقاذ وطننا قبل أن نندم يوم لا ينفع الندم...؟!

  • الطيب ــ 2 ــ

    من غير المعقول أننا نملك بلدا اسمه جزائر التاريخ و الشهداء و الخيرات التي نعلمها و التي نجهلها أن تكون حالها هي الحال التي نعيشها ..هذا التساؤل لا نطرحه نحن فقط بل تطرحه بلدان أخرى و تستغربه شعوب منها مثلا إيطاليا التي تسأل ما بال هؤلاء الشباب يغامرون بأنفسهم و يتركون بلدهم الغني ؟! هل نملك اقتصادا قائم على العلم و الكفاءة و التخطيط و الاستشراف ؟! هل لنا رؤية واضحة عن قطاع يئن اسمه الفلاحة التي لو وجدت الكفاءة ستغنينا لوحدها عن المحروقات و الجماعة يعترفون أنها التهمت الملايير الممليرة دون جدوى !! هل لنا رؤية واسعة و دقيقة لأهم ثروة و هي نعمة الشباب قبل كل الثروات ؟! و اليوم ...!

  • الطيب ــ 1 ــ

    هؤلاء يعلمون أنّ أهل العلم و الخبرة و الكفاءة يكشفون زيفهم و رداءتهم و فشلهم فكيف يقبلون بمشاركتهم ؟! لاحظ حالنا يا أستاذ سليم منذ 20 سنة و رغم ما رزقنا الله من أموال و حتى نتحدث عن أبسط متطلبات الحياة فقط ...هل انتهينا من أزمة السكن ؟ هل وجدنا حلولاً حقيقية لمشكل البطالة التي نخرت شبابنا ؟ هل حققنا نوعية تلفت الانتباه في قطاع التربية ؟ هل نملك مستشفيات بمعايير جيراننا فقط ؟ هل قضينا على مشكل الفيضانات و البالوعات و الدودانات و النفايات و الطرقات المهترئة و الأرصفة التي التهمت الملايير دون جدوى؟ ألم تهزمنا " الصاشيات " و البطاطا و جغمة الحليب ؟ من غير المعقول أننا نملك بلدا اسمه الجزائر .

  • mehdi

    شكرا جزيلا الأخ سليم ، على هذه الكلمة الطيبة التي مثلها الله سبحانه و تعالى، بالشجرة الطيبة ، أصلها ثابت و فرعها في السماء، تؤتي أكلها كل حين، بإذن ربها.
    و صدق من قال وأن خير الكلام ما قل و دل.
    صحيح و أنه بالعلم و العلم فقط نستطيع التقدم و الرقي و الوصول إلى موكب الأمم المتطورة.
    فعندما تتضح الرؤية، عن طريق الخبراء الذين يخططون ، على المدى القريب، المتوسط و البعيد، فما على السياسيين إلا التنفيذ.
    و هل يستوي الذين يعلمون و الذين لا يعلمون ؟
    فعلى الجميع أن يجعل مصلحة الأمة فوق كل اعتبار، و إرجاع الكلمة للشعب لاختيار حكامه.
    إن التاريخ لن يرحم أحدا.