إياك والحديث عن مساوئ طفلك أمام الآخرين

تعتبر تربية الأطفال من أصعب المهمات النبيلة التي قد تقوم بها الأم، لكن النجاح فيها ليس بالأمر الهين على الإطلاق فإنشاء طفل صالح وصاحب شخصية متزنة وقوية يتطلب العديد من المجهودات والتضحيات والكثير من الصبر، لكن ورغم هذا قد تثور كل أم على فلذة كبدها نتيجة تصرف أو فعل خاطئ مما يدفعها إلى تعنيفه او الحديث عن عيوبه أمام أي كان، وهو ماينعكس بصورة سلبية على طباعه.

ولهذا يرى المختصون في التربية أن تأديب الطفل أو معاقبته لا بد أن يكون بينك وبينه فقط دون احراجه أمام الآخرين لما للأمر من أثر سلبي على نفسيته.

وفيما يلي سنعرض عليك بعض الآثار الناجمة عن هذا التصرف الخاطئ:

– عندما تتحدثين عن أخطاء طفلك ونقاط ضعفه أمام غيره، فإن ذلك يجعله يعتقد أنه لا يستطيع أن يتحسّن، وبالتالي بدلاً من أن يحاول التطور للوصول إلى مستوى أفضل، يستسلم لهذه الأفكار.

– حينما يستمع طفلك إلى كلماتك السلبية عنه يعتقد أنكِ لا تؤمنين به، مما يرسّخ داخله أفكاراً سلبية عن نظرتك له، فيجعله يعتقد أن أمه لا تؤمن به، ولا ترى إلا الجوانب السيئة من شخصيته.

– الحديث عن مشاكل طفلك أمام الآخرين وأمامه هو بمثابة وضع عدسة مكبّرة على هذه المشاكل، ويركّز نظر الطفل على نقاط ضعفه، بالطبع الحديث مع الطفل عن مشاكله يساعد على حلّها، ولكنّ الحديث في وجود أشخاص آخرين يزيد المشكلة سوءاً، كما أنه يعرّض طفلك للإحراج.

– يُدمر جوانب إيجابية عديدة في شخصية الطفل مثل الجرأة والثقة بالنفس والقدرة على التعامل مع الناس واكتساب المهارات ويقضي على محبته لوالديه والآخرين

– يشوه مشاعر الطفل، وخاصة إن كانت إهانته أمام أقرانه أو أصدقائه أو إخوته، لأن ذلك يدفعهم أحيانًا للتطاول عليه والسخرية منه بعد ذلك.

– يقضي مع الوقت على كل المشاعر الإيجابية ويُحولها إلى عقد نفسية دفينة داخل الطفل، ويصنع منه شخصًا انطوائيًا ضعيفًا أو عدوانيًا مدمرًا لما حوله.

– يبدد الثقة وجميع المشاعر الطيبة في قلب الطفل ويقضي على التواصل والحب بين الطفل ووالديه ويجعله يستبدل هذه المشاعر بالخوف.