-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بعيدا عن ميولاتهما السياسية المثيرة للجدل

إيدير وآيت منقلات..وجهان لحياة واحدة

الشروق أونلاين
  • 3988
  • 12
إيدير وآيت منقلات..وجهان لحياة واحدة

من أعالي جرجرة صدحا عشقا وبزيت الزيتون استمدت حنجرتهما قوة شمشون، وبين انامل أمهما تمخض الحليب شعرا.. ايدير وآيت منقلات قصة صداقة ونجاح وخيبات ترويها “الشروق العربي” لمن يحرك الرحاية ويدعونا على طبق تيكربابين.

رغم أن حفلته الأخيرة في القاعة البيضاوية وصلت ايراداتها إلى 3 مليار سنتيم، الا انها ليست المرة الأولى التي يلتقي فيها ايدير بالقاعات البريستيجية في انحاء العالم في فرنسا والولايات المتحدة، في “لينكولن سنتر” كان هذا رفقة المغنية المغربية نجاة عتابو في 2010.

وعرف حفله بباريس في قاعة “الغراند ريكس” نجاحا كبيرا بحضور قامات الأغنية الفرنسية “الفارياتي” التي تعاونت معه في ألبوم  ici et d‪’‬ailleurs

وغنى ايدير ديوهات كثيرة معظمها مع فنانين جزائريين مثل مامي وآيت منقلات ، ومع فرنسيين مثل فرانسيس كابرال وشارل ازنافور وهنري سلفادور وبرنارد لافيلييه وجيرارد لونورمان… هذه الأسماء من الجيل القديم والتي معظمها لا يعرف النجاح بين شباب اليوم امثال سوبرانو وماتر جيمز وجول.

بعدها انحصرت حفلات ايدير بين فرنسا وبلجيكا والمغرب.

نصوص مهربة من الماضي

يرى النقاد الموسيقيون أن اشهر نجاحات ايدير وآيت منقلات هي من قصائدهما الأولى التي كانت تروي الجبل والمرأة ، تروي الفقر والحاجة، تروي الحب العفيف، في اغريب يعري ايدير الغربة وفي سندو يرجع بذكرياته إالى أمه التي كانت تمخض الحليب وتشكو همومها للشكوة. آيت منقلات شهدت اغانيه الأولى ايضا الإعجاب والاندهاش من حيث الكلمة والنص مثل “طايري”، “تيبراتين، “ابحري”، “طس طس، “اسرفو”، ومن لا يعجب بمن يقول بشاعرية متناهية “فتحت الخزانة المغلقة منذ شبابي، كتاب الحب الذي تركته وجدته مغطى بالغبار، نفضت الغبار لكي يستطيع رؤيتي قال: من هذا الذي يوقظني، حتى الأوراق لم تتعرف علي، والكتاب الذي كتبته نساني وكأن ما وجدته لم يكن مني وكأن يدا أخرى كتبته في غيابي”, 

نص يشبه في رقيّه كتابات مولود فرعون في اأيام بلاد القبائل وفي عفويته ارهاصات فاطمة نايت منصور في “قصة حياتي”، ولآنه ابن النص والشعر قام بترجمة اشهر اغنية للفلكلور العالمي للمغني المتحصل على جائزة نوبل سنة 2016 بوب ديلان، فحول بلوين ذي ويند إلى ‪”‬لوجاب دڤادو”.‬

‪التهويدة التي ألهمت العالم‬

‪لن نهذي لو قلنا ان اغنية “افافا ينوفا” الأسطورية هي التي صنعت من ايدير النجم الذي نعرفه جميعا… تهويدة ساحرة كتبها الشاعر بن محمد، جابت انحاء المعمورة، وتمت ترجمتها إلى اكثر من 20 لغة، تحكي قصة بيضاء الثلج القبائلية “غريبة” التي  تخرج لجمع القوت وتعود تطرق باب بيتها لتجد والدها ينتظرها وخوفا من وحش الغابة يطلب منها ان ترج خلخالها كي يسمح لها بالدخول.‬

يقال أن هذه الأسطورة هي التي ألهمت الكاتب الفرنسي شارل بيرو لكتابة حدوتته الشهيرة ليلى والذئب… “افافا ينوفا” اشتهرت في الصين وكندا والهيت باراد الفرنسي واحتلت منذ صدورها سنة 1984 المركز الثاني مباشرة.

اختيار ايدير بعدها لفرنسا للغربة لم يكن محض، بل كان مشروعا تسويقيا في بلد صنفت الأمازيغية فيه سنة 1999 كثاني لغة بعد الفرنسية، ويتكلم الأمازيغية في فرنسا حوالي مليوني شخص، يتوزعون بين القبائلية وتشلحيت وتريفيت وتشاويت.

كتب رشيد أولبصير في اغنية “افافا ينوفا” مقالا مشوقا يروي فيه ميلاد هذه الأسطورة قائلا: “كنت أقطن في حي المرادية، وكان ايدير يعيش غير بعيد في حي ديار السعادة انذاك، كنت اسمع ابن عمي حسان الذي كان صديق ايدير المقرب وهو يحكي لنا عن يوميات تسجيل الأغنية… تارة ايدير ينتهي من الموسيقى وتارة اخرى يلتقي بالفنانة نوارة لوضع صوتها على الأغنية… وأخيرا أخبرنا ان ايدير هو من سيغني “افافا ينوفا” لا نوارة ولا آيت ميسلاين وهكذا… لغاية اليوم الذي بشرنا بأن ايدير دخل استوديو “أورانيس” للتسجيل النهائي كان ميلاد “افافا ينوفا” بمثابة ولادة قيصرية عسيرة انتهت بصرخات “غريبة”.

ايدير وآيت منقلات في زمن اليوتيوب

أعاد الشباب اكتشاف ايدير على اليوتيوب من خلال روائع مثل “سندو” و”أندا يلا” و”زويت رويت” و”أغريب” والتي بلغ عدد مشاهداتها حوالي 8 ملايين مشاهدة بكل نسخها، ترجمة “افافا ينوفا” للعربية والانجليزية لوحدها حصدت 6.4 مليون مشاهدة بتعليقات انبهر اصحابها بجمال هذه التهويدة العجيبة.

على اليوتيوب آيت منقلات أعيد اكتشافه من زاوية اخرى بأاساطيره وقصصه الميثولوجية على شكل كونبيل والتي تضم اكثر من 5 ساعات من الأغاني بنسب مشاهدة عالية جدا تصل للمليون في اغلبها، إلى جانب ابداعات كثيرة مثل “اسرفا” بـ1.1 مليون مشاهدة و”صبر ايوليم” بـ900 الف مشاهدة و”اد نوغال” بـ700 الف مشاهدة، وإذا حسبنا معظم فيديوهات آيت منقلات فالعدد قد يصل إلى 25 مليون مشاهدة.

اقتباسات شاعر

50 سنة هو عمر فن آيت منقلات، فالشاعر الذي صدح بالقبائلية مخاطبا المرأة والرجل والعجوز والشيخ، مناجيا الطبيعة والشمس، مغازلا الحب ومعانقا النضال يعترف “أنا لا أجيد القبائلية جيدا”، لكن هذا تواضع من مغن تحصل على دكتوراه فخرية “أونيريس كوزا” لا يمكن ان يكون جاهلا لغته الأم. واعترف آيت منقلات انه يقتبس أحيانا رغم ان تقريبا جميع  اغانيه الـ222 أصلية، فمثلا قام باستلهام اغنية “أممي” من رواية الأمير للكاتب الايطالي ميكيافيلي.

في رحلة العشرين ألبوم التي تغني بها طيلة نصف قرن، غنى آيت منقلات في كل مكان ابتداء من ولايات بلده إلى مونتريال وفرنسا التي شهدت صالاتها العديد من حفلاته من الزينيت بباريس اإلى الأولمبيا.

ثلاثة رجال في الأرينا

سيحيي عمالقة الفن القبائلي اآيت منقلات وايدير ومحمد علاوة حفلا ضخما يوم 12 جانفي 2019 في القاعة الأسطورية باريس بيرسي أو الاكور هوتيل ارينا والتي تتسع لـ20 ألف متفرج، ولكونه أول حفل ضخم يجمع بين ايقونتي الأغنية القبائلية، اقترحت شركة يونرفسال ميوزيك على النجوم الثلاثة نقل الحفل على المباشر، غير أن منتجي الحفل رفضوا هذا العرض المغري.

فيزا اسمها ايدير

 قبل حفل القاعة البيضاوية الأخير لإيدير، راح  المغني اليهودي باتريك برويل يردد في الأوساط الصحفية انه من المنتظر ان يشارك في حفلة العودة في ، غير أن اسمه واسم صديقه الآخر انريكو ماسياس لا يزالان مدرجين ضمن القائمة السوداء للسفارة الجزائرية، وهذا بسبب دعمهما السافر لاسرائيل. فهل حاول برويل وانريكو استغلال ايدير للتسلسل إلى أرض الشهداء؟

ظلال أبوين

وراء كل رجل عظيم ابناء عظماء، هو المثل المحرف قليلا الذي ينطبق على حياة آيت منقلات وايدير.

 ثانينا هي ابنة ايدير ذات الصوت المضرج بزيت الزيتون، هي قفة الخيشة التي يرمي فيها أسراره، مدللة والدها الذي لا يرفض لها طلبا لدرجة انه احضر صديقه آيت منقلات ليغني معها في قاعة لالامبرا في فرنسا هي التي كانت تريد ان تكسر خجلها بالوقوف إلى جانب مطربها المفضل بعد أبيها.. وبدأت تانينا تظهر مع والدها في كل مكان تدعمه بصوتها وبتواشيحها الأمازيغية.

اما آيت منقلات يتكئ بين الفينة والأخرى على كتف ثالث اولاده جعفر الذي ورث حب الموسيقي وموهبة الموسيقى منه واصبح بعد تدريب طويل يعزف في حفلات والده على السنتي والناي، كما اصبح العلامة الفارقة في إعادة توزيع أالبومات لونيس والده… هذه الرابطة القوية تفسر حالة آيت منقلات المزرية بعد تعرض جعفر لحروق خطيرة سنة 1987 استدعت نقله للعاصمة، ثم باريس، بقي فيها 5 اشهر مع والده، ورغم ان هذه الحروق خلفت بعض الآثار الجسدية، الا أنها صنعت لجعفر مكانة خاصة في قلب شاعر الأغنية الأمازيغية.

بعيدا عن ميولاتهما السياسية المثيرة للجدل

ايدير وآيت منقلات .. وطقوس العالمية

 ايدير .. أفافا ينوفا

كانت حفلة إيدير بالجزائر بعد غياب 40 سنة أهم حدث فني في الجزائر، غطى الكثير من العاهات السياسية والاجتماعية التي تعيشها البلاد، حيث تزامن والجزائر تحتفل لأول مرة برأس السنة الأمازيغية عطلة مدفوعة الأجر، وقد حاول إيدير كما فعل قبله لونيس آيت منقلات إبعاد “تهمة” السياسة عن نشاطه الأخير في الجزائر وفضل عودته عن طريق الديوان الوطني لحقوق المؤلف ليؤكد ان عودته فنية فقط وليست لها أبعادا أخرى،

غير أن المتتبع لفنه ونجاحه ووصوله إلى مشارف العالمية كان بشعر وإيديولوجيات وثقافة وهوية أمازيغية طبعت أغانيه منذ نصف قرن تقريبا، وقد اعترف بنفسه ان نجاحه يكمن في القوة على تمرير الرسائل السياسية التي يحملها شعره مثل ما حملها شعر  لونيس آيت منقلات قبله.

وصل ايدير إلى العالمية بأغنيتين “افافا اينوفا” و”اسندو” صدفة حسب قوله، فهو لم يفكر مطلقا في احتراف الغناء، لأن اهتمامه العلمي كان واضحا، حيث درس الجيولوجيا، وكان في بعثة استكشاف للبترول والغاز الطبيعي بالصحراء، اين اكتشفه زملاؤه وهو “يدندن” ويغني قصيدة “افافا ينوفا” التي أصبحت رمزا للأغنية القبائلية التي لم  تمت بعد أربعة عقود من الزمن والناس يرددونها بنفس الإحساس.

شعر ايدير انه موهوب فعلا ووجد الكثير من الفنانين يشجعونه وعلى رأسهم شريف خدام الذي اكتشف آيت منقلات قبله بخمس سنوات تقريبا في برنامج إذاعي وبدأا في كتابة الأغاني سنة 1979.

لم يكن ايدير يتخذ من الفن مكسبا ماديا بقدر ما هو وسيلة للاقتراب من الناس على مدار عشر سنوات، كانت كافية لبروزه كفنان كبير من منطقة ، يغني في فرنسا وفي اوروبا، وعالميته جاءت من عودته للغناء بعد انقطاع دام عشر سنوات تقريبا، لم يسجل فيها اي أغنية جديدة إلى غاية 1991، حيث عاد فعليا للغناء بإعادة تسجيل 17 أغنية، سبق وان غناها. وكان حفل باريس في السابع من شهر فيفري عام 1992 يوما تاريخيا في حياته، حيث صنف النوع الغنائي الذي يؤديه ضمن الغناء العالمي.

عاد ايدير بعمل آخر أدخله العالمية والاحترافية مجددا في 1993 بالغناء مع فرقة “بلو سيلفيري” وأدخل على الموسيقى آلات جديدة كالقيثارة والناي والأورغ إضافة إلى الدربوكة التي هي في الأساس تعود للطرب والغناء العربيين.

 كما تمكن إيدير من تسجيل ديو مع آلان ستيفان عنوانه “اسالتين” وبهذا ضمن المطرب الجزائري المغترب إيدير الوقوف على خشبة الأولمبيا الباريسية ثلاثة أيام على التوالي، ليواجه العالم العربي بفن جزائري.

ما  يعرف عن إيدير أيضا أنه من دعاة السلام، حيث يعد من بين الفنانين المتحمسين للتظاهرات الفنية المساندة للقضايا الإنسانية والقومية، حيث اشترك هو والشاب خالد في 22 يناير 1995 في حفل حضره 6000 شخص من مختلف الجنسيات، وهذا لدعم المساعي الدولية وترسيخ فكرة الأمن والسلام والحرية في العالم في إطار النشاط السنوي لجمعية الجزائر الحياة، التي يترأسها الشاب خالد. كما شارك إيدير في حفل تكريمي لمعطوب الوناس.

كانت سنة 1999 أهم سنة في مسار ايدير الذي احترف الغناء مع فرق عالمية، حيث استطاع جمع عدد كبير من الفنانين والموسيقيين مثل الفرنسي ماني شاو وفرقة زيدة الجزائريين والانجليزيين ما كسيبم فورستي والايرلندي كارن ماتيوس وقناوي ايديسيون وجيل سيرفات ودان ارمبراز والأوغندي جيوفري وهذا لتسجيل أغنية “افافا اينوفا” التي وصلت العالمية.

وإلى جانب الفن، لإيدير اهتمامات بالبيئة والطبيعة، وهذا ما جعله ينخرط في جمعية إيكول أكسون التي تسعى لإعادة الاعتبار للطبيعة وبالأخص الغابات، ويشجع غرس الأشجار من طرف الأطفال بإعطائهم جائزة مالية رمزية.

ما يعاب على ايدير انه رفض طلب دعوة محافظ تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية واتهموه بزرع التفرقة، خاصة بعد ظهوره على الركح مع احد دعاة الانفصال “فرحات مهني” يحملان علما غير الراية الجزائرية. كما أن غيابه المتعمد عن الجزائر لـ40 سنة استنزف فيها شبابه وفنه في فرنسا نقطة يلام عليها كثيرا من طرف خصومه. 

لونيس آيت منقلات.. الفيلسوف

لونيس اآيت منقلات، بقيثارة يمتلك ركح القصيدة الأمازيغية على مر أربعة أجيال كاملة، يتصدر قائمة الفنانين والشعراء بكلمات متميزة فيها التحسين والبديع والاستعارة والتشبيه وكثير من الفلسلفة والرمزية إلى درجة انه من الصعب تفكيك وفهم أغانيه، لكن من السهل جدا فهم معناها وهي لا تخرج عادة عن دفاعه عن القضايا السياسية كالهوية واللغة الأمازيغية التي ناضل من اجلها وسجن بسببها منتصف الثمانينات في أعقاب الربيع الأمازيغي .

مطرب وشاعر متميز قال عنه كاتب ياسين انه الوحيد القادر على حشد الجماهير حوله أينما غنى في الجزائر وخارجها، وهو فعلا ما وقع، ففي حفل خمسينيته بالقاعة البيضوية في مارس 2017 كان حفله أسطوريا حضره عشرات الآلاف من المعجبين، قدموا من ربوع الوطن بما فيهم عرب أحبوا غناءه وصوته وحكمته .

هو مزيج بين فنان وشاعر وفيلسوف وسياسي ويلقب بالحكيم، رافق الكاتب مولود معمري في انتفاضة الربيع الأمازيغي وسجن بتهمة المعارضة، كما رفض وسام جوقة الشرف من وزارة الثقافة الفرنسية، ورفض مرافقة اللاعب الدولي زين الدين زيدان إلى الجزائر سنة 2006، ورغم انه يتردد كثيرا للغعناء في فرنسا، حيث في كل مرة تضيق قاعة الزينيت بجمهوره، إلا ان لونيس آيت منقلات بقي يسكن قرية ايغيل بواماس الصغيرة بأعالي جبال جرجرة ولم يغادر الجزائر حتى في سنوات الإرهاب .

سيرة الفنان من الستينيات إلى يومنا هذا بدأت قوية منذ أول أغنية له ببرنامج اذاعي كان يقدمه الفنان الراحل شريف خدام، ولم يتجاوز لونيس السابعة عشر من العمر أنذاك، يقال عنه انه كان خجولا جدا ولم يصدق احد أن الأغنية كانت من كلماته وشعره مما أعطاه انطلاقة سريعة وقوية.

تغير مساره الفني مع تغير الرؤية لديه وصقل فكره تماشيا مع ما عاشته الجزائر من حقبات وتطورات،  ففي البداية كان لونيس شاعرا رومنسيا حالما عاشقا للجمال والحب وهو ما ميز أغانيه إلى غاية نهاية الثمانينيات، ثم دخل في المرحلة الفلسفية السياسية ولقب بالحكيم نظرا لأغانيه الطويلة الملتزمة التي تحمل الكثير من الرمزية مثل ألبومه الأخير “الورقة البيضاء” الذي صدر في 2010 ويحكي فيه على لسان رجل يريد أن يصبح شاعرا “استيقظت فجرا وقررت أن أصير شاعرا، سهرت ليال طويلة ورفض الشعر ان يحاورني وظلت الورقة بيضاء….”

وفي المرحلة الأخيرة حملت أغانيه فكرة التطلع إلى الحياة والبهجة والأمل حين صرح في فرنسا قائلا “لم أكن اعتقد أنني سأستمر في الغناء لهذه السنوات وفي هذا ، لكن لم لا أن أواصل الغناء كما كنت افعل دائما.”

ورغم اتهامه بممارسة السياسة الحزبية، ظل لونيس ينفي ويتحاشى الصراعات السياسية بقوله “لست منخرطا في دعم اي توجه سياسي… ومشاركتي في تجمع شعبي للمترشح عبد العزيز بوتفليقة سنة 1999 كان مجرد فضول لمعرفة برنامج مترشح لرئاسة الجمهورية…”، وطالته الكثير من الانتقادات مما جعله يمتنع عن قبول دعوة رسمية للمشاركة في دعم بوتفليقة لرئاسيات 2004 .

لونيس آيت منقلات جعل من الشعر الآمازيغي مرجعا للجمالية، فهو يتقن ربط الكلمات للحصول على شعر عذب، كما يبدع في التنسيق بين الكلمات عندما يقول “عطشان لوجهك وجائع لصوتك” و”لو ان ريح الدهر حل بمنزلي لعرفت حبي والهوى الفتان، لكن هذا الدهر يعكس حبنا حتى أموت وقاتل أشجاني”، هذه أبيات من ديوان شعره مترجم ومنظم.

لكن آيت منقلات كما إيدير رفض المشاركة في حفلات قسنطينة عاصمة الثقافة العربية سنة 2015 وهو ما وهج الرأي العام ضده وأمطروه بكل الألقاب العنصرية، وهو ما أزعجه وقاطع الكثير من وسائل الإعلام التي اتهمته بنشر التفرقة في الجزائر، وقال بن شيخ محافظ التظاهرة أنذاك ان آيت منقلات يؤمن بالنزعة البربرية ولا يؤمن بالعروبة، كما يعاب عليه رفع شعار “أنا تشارلي” كمندد للهجوم الإرهابي الذي استهدف مجلة شارلي ايبدو التي نشرت بدورها رسوما مسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم.

آيت منقلات وإيدير على فايسبوك.. لا هاشتاغ لمن تنادي

في زمن يفرض عليك التواجد على مواقع التواصل الاجتماعي كهوية بيومترية افتراضية، نجد أن إيدير ولونيس آيت منقلات يسبحان عكس التيار ولا يوليان للفايسبوك اعتبارا، فإيدير مثلا لديه صفحة تضم 786 ألف معجب لا يضع فيها بوستات كثيرة ويكتفي بالتنويه لحفلاته القادمة (آو الادمن الذي يدير صفحته) ولا يشارك معجبيه آراءه التي يدعي فيها الذود على اللغة الأمازيغية. أما آيت منقلات فمحبوه على الفايسبوك أقل بكثير، فصفحته الرسمية لا يتابعها سوى 54 ألف معجب. بالاضافة إلى أن أيقونتي الفن القبائلي ليس لديهما لايفات يقابلون من خلالها جمهورهما على النت، أما الصفحات الخاصة بالفانس فلا تتجاوز ثلاث أو أربع بعدد اعضاء يتراوح بين ألفين وثلاثة آلاف.

وأحيانا تدور بعض المناقشات في بوستات ايدير فترى احدهم يكتب: “لا أحد يملأ قاعة الزينيت إلا إيدير”، لترد عليه متحمسة: “الزينيت ليست بيرسي”.

من أكثر البوستات تعليقا في صفحة ايدير تصريحه الأخير حول الراحل معطوب الوناس وأنه لم يكن مناضلا في القضية الأمازيغية على حد قوله، ما أثار حفيظة جيش معجبي الوناس، خاصة وأن ايدير وصفه بالولد، ما اعتبره الفانس تقزيما للراحل، ووصف أحد المعلقين “هذا انحراف كبير لم أنتظره من ايدير”، وآخر في كومنت قاس: “ايدير يتنكر لصديقه”… هذا الهجوم تضاعف بعد ظهور ايدير على قناة لا صله لها بالأمازيغية لا من بعيد ولا من قريب.

المتصفح لصفحتي المغنيين يحسب أنه يتصفح صفحات لفنانين فرنسيين، فلا مكان لبوستات وتعليقات بلغة الضاد، خاصة وأن العديد منها عبارة لتشكرات لجمهور مدن ، فتقرأ شكرا “لاون” وشكرا “جونسفيل” و”جانفيليييه”و”تولوز” وغيرها من محافظات فرنسا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
12
  • هشام الجزائري

    العالمية هي أن تحيي حفلا في أي مكان من العالم بشباك مغلقة، حفل يكون الجمهور فيه من كل الجنسيات والثقافات، وهذه لم يفعلها جزائري إلا خالد.
    أما عن الرجلين فإدير رجل مقبول أما الثاني فإنه يفوح عنصرية وحقدا ضد أغلبية الشعب الجزائري.

  • الاسم

    Vava Inouva n'a pas ete ecrite et chantee en 1984, mais au debut des annees 70

  • +++++++

    لست أدري لماذا على وجه التحديد تماما .. لكنني كجزائري فإنني أحس بشيء ما من الخلفية العدوانية من وراء الأسلوب الذهني و النفسي العام لهاتين الشخصيتين .. و كأنهما يتحفظان من التواصل و التفاعل المباشر مع نسبة كبيرة من الشعب الجزائري .. هذا بالرغم من أنني أحبهما و أحترمهما و أعلم طيبتهما في أعماقهما .. الحقيقة أن الذي يعجبني أكثر في أسلوبه الذهني هو العنقا رحمه الله.

  • جلول

    السلام عليكم ,,الجزائر البقرة الحلوب و فرنسا بلد الذي نشرب فيه الحلب في أمان .

  • محمد

    قدمتما ما فيه الخير و البركة.... لم يبق لكما غير التوبة و الخلود إلى الراحة...أنا لست قبائلي و لا أفهم الأمازيغية، لكنني أفضل الفنان إيدير كونه أكثر مرونة في إحيائهذ للأمازيغية بينما أرى في آيت منقلات المبالغة إلى درجة الفاناتيك... هذا رأيي و سامحوني على المرور..

  • الاسم

    Les enfants d’Algérie sont des créateurs

  • Samirdz

    إيدير وآيت منقلات عالميان فقط في دشرتهما لو يسمع العالميون أن إيدير وآيت منقلات يطلق عليهما عالميان لتنازلوا عن العالمية

  • dalila

    je viens d'apprendre que des extraterrestres ont été arrêtés par la Nasa. Il parait qu'ils parlent une langue non comprise aux américains. ils ont avoué que cette langue est le kabyle car ces deux là ont exporté la langue et la culture kabyles et algérienne même à d'autres lieu de l'univers. en dehors des kabyles personne ne les connais alors arrêtez de bourrer nos cranes de mensonge

  • malik

    oufir, le cachetier nous a trompé toute une vie. je ne sais pas comment un monsieur qui n'arrive pas à formuler une phrase correcte arrive à faire des poèmes. en vérité la plus grande partie de son répertoire est composé par les autres. qu'il ai le courage de dire la vérité aux gens, et de laisser son narcissime maladif de côté

  • ouali

    je me demande pourquoi brahim Izai a coupé toute relations avec hamid cheriet, jusqu'à la mort??????? demandez à ceux qui les connaissent

  • mourad

    ces deux là sont des vrais caméléons, ils changent de couleur selon le milieu. ils ont fait leur chemin sur le dos des poètes ben mohmed, hammadi, mohya et j'en passe. ils ont toujours en eux un méprit totale pour la kabylie, mais ils se font vivre sur le dos des kabyles qui continuent à les aimer sans connaitre leurs vrais visage.

  • laid

    ils vous reste que dire qu'ils sont des prophetes , cette glorification ele n'est plus fortuite , , dis nous où ils etaient quand le peuples il est en face du terrorisme , tous est calculé