-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
في ندوة أقيمت في إطار أنشطة المعرض الوطني للكتاب بباتنة

إيكوساني يكشف أعماق المسرح والأنثربولوجيا في المحيط الأمازيغي

صالح سعودي
  • 266
  • 0
إيكوساني يكشف أعماق المسرح والأنثربولوجيا في المحيط الأمازيغي
أرشيف

أكد الأستاذ، عبد القادر إيكوساني، من قسم الفنون بجامعة باتنة، خلال ندوة أقامها في إطار البرنامج الثقافي للمعرض الوطني للكتاب بباتنة، أن المسرح الأمازيغي التقليدي الأصيل نابع من الطبيعة والثقافة التي ساد فيها الشفوي أكثر من الكتابي، فالمسرح حسب قوله ينبع أساسا من الاحتفال، والاحتفال هو لقاء الحي والمباشر مع الناس، وهو ما يتطلب في نظره خروج الفرد من ذاتيته وخروج القضية من خصوصيتها وخروج الساكن من الموحد، وهي حاجة فطرية تتعرض الآن إلى النزيف والتعويض.

فضّل الأستاذ عبد القادر إيكوساني في ندوة ثقافية حول “المسرح والأنثروبولوجيا في المحيط الأمازيغي”، تزامنا مع الطبعة الرابعة للمعرض الوطني للكتاب بباتنة، عرض عديد المعلومات حول المتغيرات والدلالات الرمزية والأقسام الأنثربولوجية بمختلف تسمياتها الطبيعية والاجتماعية والحضارية والتطبيقية، وقال الأستاذ إيكوساني إن البحث في تاريخ المسرح الأمازيغي أمر بالغ الصعوبة على اعتبار أن الجنس الأدبي عرف تجاوبا منقطع النظير، وهذا ناتج حسب قوله عن تداخل الكثير من المعطيات التاريخية الزاخرة بالمعطيات الثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية أيضا، لكون الأمازيغ هم الجماعة الأولى التي استوطنت شمال إفريقيا ومنها بلاد المغرب. وأوضح الأستاذ عبد القادر إيكوساني أن حياة الأمازيغ كانت قائمة في ما يخص المسرح على الأعراف والطقوس والعادات، حيث إن المنكب حسبه في دراسة الأدب الأمازيغي سيكتشف أن ثقافة الأمازيغ ثقافة متنوعة من حيث الأدب الذي يعد في نظره تقليديا (أدب شعبي في جانبه الشعري)، ومرتبط بمستويات القول والرقص والغناء والإنشاد، الذي يطلع على الكثير من المؤلفات القديمة يكتشف أن الأمازيغ عرفوا الأدب بمختلف أشكاله المتنوعة على غرار المسرح والشعر والقصص والحكايات المختلفة ومختلف القوليات، واستنادا إلى الحفريات الأركيولوجية، فإن المنطقة الأمازيغية عرفت قديما بناء العديد من المسارح التي كان يمارس فيها الفنانون الأمازيغيون الموسيقى والرسم والرقص وتقدم فيها العروض المسرحية التراجيدية والكوميدية على شاكلة ما كان سائدا في روما وأثينا وغيرها من الحضارات، كما شيدت مدارس كثيرة في العديد من الممالك الأمازيغية يدرس فيها المسرح وما يرتبط به من فنون وعلوم وآداب، أما الجمهور فعدده كبير، والدليل على ذلك بناء المسارح الضخمة الدائرية والمفتوحة التي تسع الأعداد الكثيرة من الجماهير التواقة إلى مشاهدة مسرحيات متنوعة.

من جانب آخر، أشار الأستاذ عبد القادر إيكوساني إلى أن المسرح الأمازيغي التقليدي الأصيل نابع من الطبيعة والثقافة التي ساد فيها الشفوي أكثر من الكتابي، فالمسرح حسبه ينبع أساسا من الاحتفال، والاحتفال هو لقاء الحي والمباشر مع الناس، وهو ما يتطلب حسبه خروج الفرد من ذاتيته وخروج القضية من خصوصيتها وخروج الساكن من الموحد، وهي حاجة فطرية تتعرض الآن إلى النزيف والتعويض، وذلك لأنها تحولت بفعل عوامل مختلفة إلى مجرد حاجة إلى التفرج، أي إلى المشاهدة الباردة والمحايدة، مشيرا إلى أن هنالك من الظواهر المسرحية التي تحولت من حالتها الأصلية إلى حالة الخشبة والصورة مع التلفزيون وغيره، غير أن بعض الظواهر الأخرى ظلت طقسا مسرحيا بامتياز، منوها بأن الظواهر المشكلة للمسرح الأمازيغي تهدف إلى التذكير بالأحداث الأسطورية التي وقعت في الأصل وأدت إلى تنظيم العالم في شكله الحالي، حيث شكلت جوهر المسرح الأمازيغي وهو سائر لا محالة في متخيل الأمازيغيين، وهو تعبير يتداخل فيه الأسطوري بالواقعي والمتخيل بالعجائبي والغرائبي.

وبعيدا عن الندوة الثقافية التي قدمها الأستاذ عبد القادر إيكوساني، فقد عرف اليوم الرابع من المعرض الوطني للكتاب بباتنة برنامجا خاصا بالأطفال، من خلال تقديم مجموعة من النشاطات من طرف جمعية شروق الثقافية، منها مسابقة فكرية إلى جانب قراءة قصص لخصها الأطفال في إطار المنافسة لتعزيز قدراتهم وتثمينها، إضافة إلى قراءة حكايات بصوت الأمين حموتة على أزيد من 40 طفلا، وسط تثمين الأولياء لمثل هذه الخرجات التي تقرب الطفل من الكتاب.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!