” إيما عيشة”.. من الحكم بالمؤبد خلال الاستعمار إلى الحكم بالتهميش بعد الإستقلال

تعاني، المجاهدة “مرسل عائشة” وأرملة الشهيد “خوفاش عبد القادر”، المعروفة خلال الثورة التحريرية بـ “إيما عيشة”، المنحدرة من بلدية “تيشي” بولاية بجاية، والتي كانت واحدة من أيقونات الضال والمقاومة بالولاية، إبان الثورة، تهيشا كبيرا حرمها من الاستفادة من برامج التكفل بالمجاهدين، أرامل الشهداء وذوي الحقوق، خاصة وأنها تشارف على عقدها التاسع، ناهيك عن الشلل الذي ألزمها الفراش منذ حوالي 12 سنة.

المجاهدة، وبالرغم من تاريخها النضالي الكبير، في سبيل استقلال الجزائر، إلا أن هذه الأخيرة حسب ابنها “خوفاش رشيد”، لم تستفد من أي شيء، من الدولة الجزائرية، سوى منحة أرملة الشهيد والمجاهدة، بدليل أنه تقدّم بملف للحصول على سكن، باسم الوالدة من دون جدوى، مؤكدا أنهم هم من يتكفلون اليوم، بوالدتهم التي ربتهم أحسن تربية، في غياب الوالد الشهيد، المتحدث تساءل عن سبب التهميش الكبير الذي تعاني منه والدتهم، التي تشكو اليوم تدهورا صحيا، بسبب تقدمها في العمر من جهة، ناهيك عن إصابتها بشلل نصفي أقعدها الفراش منذ نحو 12 سنة، مؤكدا أن اللجان التي زارتها في البيت، لم تأت بأي نتيجة وهي اليوم بأمس الحاجة لسرير “أوتوماتيكي”، من شأنه تسهيل عملية التكفل بها، مناشدا المسؤولين الالتفات إليها في أقرب الآجال.

وجدير بالذكر، أن المجاهدة “مرسل عائشة”، تعد واحدة من أكبر المجاهدات بالولاية، حيث كان زوجها من الأوائل الذين لبوا نداء الواجب الوطني، قبل أن يستشهد سنة 1956، لتكمل هي مسيرته، حيث كان بيتها محطة عبور للقيادات الثورية، تعقد فيه الإجتماعات، يضمد الجرحى، تجمع الأسلحة، وتزوّد الثوار بالمعلومات عن تحركات العدو، قبل أن يتم إلقاء القبض عليها سنة 1959، وتحوّل إلى مركز التعذيب بـ”تيشي”، حيث ذاقت مختلف ألوانه، ما دفع المستعمر إلى إلقائها في إحدى المستنقعات، ظنا منه أنها قد فارقت الحياة، غير أن القدر كتب لها عمرا جديدا، لتعود مجددا للنضال والمقاومة، لكن أعين الإدارة الفرنسية ظلت تترقبها إلى أن ألقت عليها القبض مجددا، وحكم عليها بالمؤبد سنة 1961، حيث ظلت بالسجن لغاية الاستقلال، إذ نظم مجاهدو وسكان المنطقة موكبا خاصا لاستقبالها، نظير تضحياتها الجسام في سبيل الاستقلال.