-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

اتحاد الكُتّاب الجزائريين.. والتفنّن الجزائري في تدمير المكتسبات

حسن خليفة
  • 214
  • 0
اتحاد الكُتّاب الجزائريين.. والتفنّن الجزائري في تدمير المكتسبات
ح.م

أكاد أجزم أن ثمة اختصاصا جزائريا في مجال ” تدمير المكتسبات”، مع أن الأصل فيها(المكتسبات) هو المحافظة عليها وحمايتها وصيانتها والعمل على تطويرها وتحسين أدائها، وتجويد أعمالها.يصدق هذا على كثير من القطاعات كالصناعة والفلاحة؛ فقد كانت الجزائر رائدة في المجال الصناعي كالنسيج، والإلكترونيات، وفي الفلاحة محققة للحد المطلوب في الاكتفاء من خيراتها في كثير من شُعب الفلاحة وميادين الزراعة. لكن “التدمير” جاء على الأخضر واليابس في كل القطاعات تقريبا، كما شهدنا، خاصة، على مدار العقود الثلاثة الأخيرة.

وفي المجال الثقافي الذي هو لبّ هذه السطور، يمكن الحديث عن مؤسسة كبيرة رائدة وأعني بها اتحاد الكتاب الجزائريين. فقبل سنوات طويلة نسبيا،كان اتحاد الكتّاب الجزائريين ـ على ما فيه من نقائص ـ عنوانا للثقافة والأدب والفكر والتاريخ، ضم العشرات من المثقفين الجزائريين، من اختصاصات مختلفة، ومن أيديولوجيات مختلفة أيضا، وكانت مؤتمراته ولقاءاته حقل نشاط وفير، وميدان نقاش رائع مثير، وفضاء يدلّ ـ في الحد الأدنى ـ على ما في الجزائر من أقلام وأصحاب فكر ورؤى ثقافية لها دورها ولها رأيها في الأوضاع الوطنية والدولية.

لكن أتى حين من الوقت على هذه الهيئة فصارت بلا روح ولا معنى ولا أثر، ليس في واقع الحياة الذي يعجُّ ـ كما نرى ونسمع ونتابع ـ بالمتغيرات والأحداث الكبيرة المتلاحقة، ولكن أيضا في العالم الافتراضي الذي يزخر بدوره بالآراء والأفكار والرؤى والإبداع والتجديد.

إن اتحاد الكتاب هو مؤسسة فكر وثقافة وأدب ورأي، وُجد ليكون قوة اقتراح ثقافي وفكري كبيرة وقوية، وذات تأثير وطنياعلى الأقل، ولكن أين هذا الاتحاد اليوم، وقد صار إلى ما صار إليه، ممّا تحدث عنه أكثر من كاتب وأكثر من مهتم.

ثمة أسئلة مقلقة في هذا الجانب:هل من المعقول أن يحدث هذا،أيمع اطراد وازدياد الكُتاب والمبدعين وذوي الريشة الذهبية من المبدعين والمبدعات ؛حيث صارت أعدادهم بالآلاف إن لم يكن أكثر، ينطفئ ضوء هذه الخيمة الساطع وتعجز عن “لملمة” شتاتهم واستقطاب قلوبهم وعقولهم؟

هل من المعقول أن يكون نجاح الجزائريين والجزائريات ـ في الخارج ـ في منتديات وحقول الثقافة والفكر والإعلام على هذا النحو الجميل الرائع الذي تتناقله الأخبار في مسابقات الرواية، والقصة، والمسرح، والتأليف الأكاديمي(شباب الباحثين ) وفي المجالات الإعلامية (صنوف الكتابة والتصوير..)..في حين لا يكون هناك أي دور، بل أي ذكر، لاتحاد الكتاب والمبدعين الجزائريين الذي يُفترض أن يكون الخيمة الجامعة؟

مسؤولية من…أن يكون أكبر اتحاد للأقلام والعقول بهذا الشكل البائس المنفّر؟ وبهذا المستوى المتدنّي في كل شيء؟ أين مطبوعات الاتحاد من الكتب ودواوين الشعر ومجاميع القصص؟ أين المجلات والجرائد والملاحق الأدبية؟ أين الاهتمام بشؤون الكتّاب والأدباء وبعضهم مات بشكل تراجيدي، وبعضهم نزيل ديار العجزة، وبعضهم في أوضاع مأساوية، وبعضهم قاب قوسين أو أدنى من….الجنون.

لنتذكر اتحادات كتاب ومبدعين ومؤلفين هنا وهناك لنعرف الفرق؟ بل لنعرف مقدار الجُرم الذي تمّ في حق نخبة الجزائر المتنوّرة وطبقتها المثقفة وسلسلة كتّابها ورأسمالها الثقافي؟

أي جريمة تمت في حق هذا الوطن؟ وهل سيأتي اليوم الذي تُكشف فيه صحائف المتسبّبين في هذا العار الثقافي؟

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!