-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

احجروا عليهم

صالح عوض
  • 664
  • 0
احجروا عليهم
أرشيف

المبددون لطاقة الأمة والمخربون لوحدتها ليس لهم إلا الحجر عليهم.. ففي كتب الفقه هناك بند للحجر على السفيه الذي يبدد أمواله او يهدر ثرواته في وجه غير حق أو يخرب وحدة الشعب والأمة.. وفي الحياة الإنسانية هناك ما يضبط السلوك الاجتماعي للفرد والجماعة بحيث يتم المحافظة على الثروة والمكتسبات والثوابت لكي يستقيم أمر الناس..
يتجلى هذا تماما في تعامل الأمة مع فلسطين.. هنا نعود إلى السؤال الكبير إلى السطر الأول في روايتنا.. فلقد حبا الله هذه الأمة بالقدس والمسجد الأقصى وأرض فلسطين المباركة ليس فقط للتبرك والشعور بالقداسة إنما أيضا لكي تضيء لنا درب الحياة الكريمة وهكذا يصبح واضحا ان كل من لا يتحوط بفلسطين سيدفع البرد والحر إلى مواقع التيه والابتعاد عن جادة السبيل. ففلسطين بكل ما فيها وما لها هدية من الله العزيز الحميد إلى الأمة الإسلامية فهي الكاشف للطرق المظلمة والدال على سبيل النهضة والمفسر لكل مشكلاتنا وتكون المعوض الثقافي في مرحلة الجدب والقحط فتخرجنا إلى النور..
كما انه سبحانه حبا الأمة بالنفط والثروات والموقع الاستراتيجي والبنين الرائعين وهي هكذا تمتلك العناصر المعنوية والمادية للنهضة والسيادة ويجتمع لها الوعي بالمال فيبقى ان تتحمل مسئولياتها وإلا فسيصبح حالها كحال العيس التي تموت عطشا والماء على ظهرها محمول.
..والحديث هنا دعوة للقوى الفلسطينية في هذه المرحلة الصعبة كي تتجاوز التفصيلات المرهقة إلى ما ينفع الناس، لأنه ليس لها إلا نفسها لكي ترتب أولوياتها وتحسن إدارتها.. فلقد منح الله فلسطين شعبا فذا يتجدد وتسكنه همة حيوية لا يتوقف عن إبداع سبل الكفاح وتجاوز الكمائن المنصوبة له ومن هنا يصبح الحجر على الأفكار المخربة للصف والوحدة مسألة ضرورية.
فلا يكفي أن تنتهي الأموال إلى جيوبنا وأن تنتهي المسئوليات إلى أيدينا وقراراتنا وان تكون أرضنا هي المباركة.. لا يكفي هذا لكي نحسم معركة او نحقق هدفا، بل ان هذا يدفع إلى الإحساس بالمسئولية وتوخي الحذر في الإنفاق والتسيير وإدارة الأوضاع والصراع لكي نخرج من التحدي بأقل الخسائر وبأكثر المنافع، ودرء المفاسد أولى من جلب الفوائد.. فكيف إن كان الأمر يتعلق بالمقدس والجوهري؟ حينذاك تكبر المسئولية ونصبح معنيين تماما بكل خطوة وكل درهم.
كل الأفكار والتصرفات التي تضر بوحدة الشعب والأمة او تهدر طاقاتها ينبغي ان ينالها الحجر الذي يظهر تماما شنيع الفعل الذي لا يفيد سوى أعداء الشعب والأمة.. وهنا قدمت الثورة الجزائرية العظيمة المنتصرة درسا ينبغي التركيز عليه وهو وحدة الصف ووحدة القيادة وعدم التجاوز تحت أي ظرف من الظروف..

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!