-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

…احشموا!

الشروق أونلاين
  • 506
  • 0
…احشموا!

ما يحدث داخل الأفلان والأرندي والمركزية النقابية، هو عرض أعراض بقايا “السلطة المريضة” ببقايا موالاتها، وها هي النيران الصديقة تشتد، والاتهامات تتنامى، والتوريطات تتضاعف، وحرب المواقع تمتدّ من القمّة إلى القاعدة، لكن رؤوس هذه “الواجهة” الحزبية التي وقفت مع الرئيس المستقيل “ظالما ومظلوما”، لمدة 20 سنة، لا تريد أن تنسحب بشرف!

رغم مطالب الحراك، و”ثورة” المناضلين والنقابيين والعمال وعديد القيادات، إلا أن بوشارب وأويحيى وسيدي السعيد، مازالوا إلى أن يثبت العكس “يقاومون” ويمسكون بأيديهم وأسنانهم بمناصبهم، ويرفضون في السرّ والعلن تسريع استقالتهم ورمي المنشفة، ربما يتمنّون مرور العاصفة بسلام، أو حدوث “معجزة” تـٌبقيهم في كراسيهم، أو على الأقل تـُخرجهم سالمين غانمين، بدل أن يخرجوا من المولد بلا حمّص!

بوتفليقة الذي لم يُدافعوا عنه كثيرا، استقال، في آخر المطاف، تحت ضغط الحراك الشعبي، بعد ما سقطت العهدة الخامسة وتمديد الرابعة وسقطت الرئاسيات والندوة الوطنية والإصلاحات المزعومة والوعد بتغيير النظام، لكن بقايا الموالاة تختبئ أحيانا، وتظهر أحيانا أخرى، محاولة تطويل عمرها الافتراضي، وضمان الاستمرارية التي لم تصمد بالنسبة لمرشحهم!

الاحتجاجات الداخلية ضدّ بوشارب وأويحيى و”سيدهم”، رغم أنها نشرت الغسيل و”التبهديل” على لسان قياديين ومناضلين ومعزولين، إلاّ أنها لم تفلح بعد في اقتلاع المغضوب عليهم والضالين والمطلوبة رؤوسهم والمشطوبة أسماءهم في المسيرات المليونية التي تعرفها الولايات كلّ جمعة، إلى أن بلغت التاسعة، وهي ترفع يافطات وشعارات عقابية ضد هؤلاء المنبوذين!

قد يكون وراء تمسّك أولئك بمناصبهم، سرّ، أو لغز، يخفي الحقيقة، التي قد تكون الشجرة التي تغطي غابة “الباءات الثلاثة” التي يطالبها الحراك بالرحيل، لكنها تأبى وتردّ بإجراءات ونشاطات ومشاورات تثير استنكار المواطنين وتستفزهم وتجعلهم يصرّون على شعار “ترحلو يعني ترحلو”، و”تروحو قاع”، وهناك من خاطبهم بالمختصر المفيد فقال: “احشموا”!

قد يعتقد أمثال بوشارب وأويحيى وسيدي السعيد، ومعهم بن صالح وبدوي، أنهم ليسوا في قائمة “المبحوث عنهم”، وأنهم غير معنيين بـ”القاع” المطلوب منهم الرحيل فورا، ولهذا فإنهم يصمّون آذانهم ويخرسون، ويكتفون بمتابعة مشاهد المسيرات المليونية والشعارات المرفوعة منذ 22 فيفري وإلى غاية الجمعة التاسعة التي حافظت على سلميتها وبرودة أعصابها، واحتفظت بقائمة المطلوبين والمرفوضين شعبيا!

لقد ضاعت كرامة “المكروهين” بين أرجل الملايين، خلال 60 يوما تقريبا، لكنهم إلى حدّ الساعة، غير مكترثين ولا هم يحزنون، لا قاعدون ولا واقفون، ينتظرون أخبارا عاجلة، قد تنجيهم وتوقظهم من هذا “الكوشمار” الذي أفزعهم في مضاجعهم.. لكنهم بالمقابل هو حلم جميل يتمنى عامة الناس أن يصل إلى نهايتها السعيدة، حتى تـُبنى الجمهورية الجديدة!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!