-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

اسكتوا… تسلموا!

جمال لعلامي
  • 952
  • 3
اسكتوا… تسلموا!

بعض الوزراء والولاة والمسؤولين “يدوخو الواحد”، عندما يصرحون بـ”تشراك الفم”، ثم يتراجعون ويمسحون “الموس” في الصحافة، ويتهمونها بأنها قوّلتهم ما لم يقولوا، وأوّلت كلامهم وحرفته وزادت عليه ووضعت نقاطا على حروف لم يكتبوها ولم يقرؤوها!

مبررات هؤلاء “المتورطين” في تصريحات خاطئة أو متسرّعة أو ارتجالية أو غير مدروسة، تبقى واهية، طالما أنهم يريدون إخفاء كلامهم الذي جاء بالصوت والصورة، فتطوّر وسائل الإعلام، من الصحافة المكتوبة، إلى القنوات واليوتوب والفايسبوك، لم يعد يمكّن المعنيين من “تكذيب” أنفسهم!

الدليل هو صوتكم وصورتكم، عبر الكاميرات، وشاشات الهواتف الذكية، بعد ما كانت الجرائد تنقل تصريحاتكم بالحبر المطبوع، فتتصلون بها على جناح السرعة بعد ما يسقط عليكم “التليفون”، تكذبون وتفنّدون وتتهمون وتهددون، لكن هل بوسعكم الآن الاتصال بالفايبسوك أو اليوتوب أو الكاميرات التي نقلت صوتكم وصوّرتكم بشحمكم ولحمكم؟

مصيبة هؤلاء “الخوّافين” أنهم يقولون ثم يقولون إنهم لا يقولون، ولذلك يفعلون بعدها ما لم يقولوا، ويبحثون عن المشجب الذي يعلقون عليه خطأهم وخطيئتهم، والظاهر أن “الدبّوز” هو الذي يدفع هؤلاء إلى التراجع، خاصة عندما تحرجهم هيئات أخرى لها علاقة بالملف الذي ثرثروا فيه!

على أولئك الذين لا يراقبون ألسنتهم، أن يقطعوها قبل أن يقطعها غيرهم، أو على الأقلّ يصمتوا، حتى لا يصيبوا الناس بجهالة، ويصبحوا على ما فعلوا من النادمين، خاصة إذا تعلق الأمر بقضية رأي عام، أو قضية حياة أو موت، علما أن ولاة ووزراء سقطوا فريسة “حاشيتهم” التي تدبّر عليهم، ثم سرعان ما تنسحب عندما تقع الواقعة والوقيعة!

نعم، بعض المسؤولين “يعرفوا صلاحهم”، ولذلك لا يتكلمون كثيرا، وإذا تكلموا فلكلّ كلمة حساب وتدقيق ومراجعة، حتى لا تنتهي القصة بالتراجع والتبرّؤ، اللذان قد لا ينفعان وتكون النهاية مأساوية، تقرؤها مفردات الإقالة وإنهاء المهام، إن آجلا أم عاجلا!

مشكلة بعض الولاة والوزراء، أنهم يعتقدون بأن “لحم” الصحافة لم يعد “مرّا”، ولذلك يردّون ويكذّبون “بلا حشمة”، رغم أن كلّ التسجيلات الصوتية والمرئية والوثائقية، تؤكد بأنهم قالوا لا ريب، وهنا لا يجب الخلط بين تلك الكتابات والتسجيلات المفتعلة والمبنية على أساس التحامل والتطاول، لأهداف يكون غرضها في الغالب الابتزاز والضغط!

يجب القول بأن “سلاح” الفايسبوك واليوتوب، “قتل” الأسلحة الفتاكة للصحافة المكتوبة، التي أصبحت “حشّامة” ولا يُمكنها أن تضمن دورها التقليدي والقديم الذي كان “يخلع” و”يبلع”!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • دوادي

    دلالة على المستوى الفكري لأن بعض التصريحات ترتقي الى مستوى الجريمة فكيف لا و الحال ان بعضهم برأ العقرب و اتهم الضحية

  • ابن الشهيد

    تعرف لمادا يا سي جمال ؟ أولا كما قلت "خوافين" من سيدهم لأنهم عبيد والعبد لا رجولة له أصلا.ثانيا عدم الصدق والأخلاص في العمل يجعلهم في موقف حرج .ثالثا عديمي البادئ والأخلاق فهم لا ينزعجون من أي أحد ولا الى ما يقولون كما ينزعجون من سيدهم وولي نعمتهم "ألم تر الى الدين تولوا قوما غظب الله عليهم ما هم منكم ولا منهم ويحلفون على الكدب وهم يعلمون......."

  • انس

    قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يوصي احد أصحابه : «... لا تقل بلسانك إلا معروفًا، ولا تبسط يدك إلا إلى خير».