-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
كانت فضاء للتاجر والزبون البسيطين وأملا للمعوزين وفرصة للصدقة

الأسواق الأسبوعية بتيبازة رحمة تغلق في وجه البسطاء والفقراء

بلال بلغدوش
  • 1743
  • 1
الأسواق الأسبوعية بتيبازة رحمة تغلق في وجه البسطاء والفقراء
ح.م

فقدت ولاية تيبازة الكثير من خصوصياتها التي كانت تتميز بها سابقا وأثرت على النمط الاجتماعي الذي تعوّد عليه “التيبازيون”، ونشؤوا عليه منذ القدم، حيث أشار متتبعون إلى القضاء الممنهج على الأسواق الأسبوعية التي كانت تنظم ببلديات الولاية عن طريق المناوبة من خلال تخصيص كل يوم من الأسبوع لبلديات معينة حسب المنطقة.
لم يتبق بولاية تيبازة إلا سوق الأربعاء ببلدية سيدي أعمر وسوق سيدي عبد القادر كل يوم جمعة ببلدية مناصر غرب الولاية، وتم إلغاء سوق الخميس بشرشال وسوق السبت بسيدي غيلاس والثلاثاء بحجوط وأسواق أخرى بتراب الولاية، هذا الوضع عمل على تحوّل عالم البيع والشراء بالولاية لصالح الأثرياء من خلال تشجيع الأسواق المغطاة الخاصة العارضة لمنتجات معلبة ومزروعات أقرب إلى البلاستيك، الأمر الذي أثر على مدخول التجار البسطاء ومنسوب جيوب المواطنين متوسطي الدخل والفقراء، كما انعكس اندثار الأسواق الأسبوعية بالسلب على استمرار الفلاحين البسطاء الذين كانوا يجدون فضاء لهم لبيع منتجاتهم التي تعتبر طبيعية مائة من المائة لعدم اعتمادهم في زراعتهم على المواد الكيماوية، كما يعد قرار إلغاء الأسواق الأسبوعية من بين الأسباب التي أدت بسكان المناطق الريفية والجبلية التي تدر على المدن كل الخيرات إلى النزوح نحو المدن ليختل بعدها التوازن.
من جهة أخرى تحوّلت معيشة المواطنين من السيء إلى الأسوأ لاضطرارهم للتسوّق على مستوى الأسواق الجوارية اليومية يحكمها تجار متفقون من أجل الربح السريع على حساب جيوب البسطاء معللين ارتفاع الأسعار بحجة المضاربة، ومن خلال حديث “الشروق” مع عمي محمد من بلدية سيدي غيلاس أحد المسنين ممن سبق لهم وأن كانوا من التجار والفلاحين، أكد أن المواطن كان سابقا يقوم بشراء كل ما يلزمه لأسبوع كامل من الأسواق الأسبوعية وبأثمان معقولة جدا لأن التاجر أنذاك هو الفلاح الذي يقوم ببيع سلعه المختلفة، من مواد حيوانية أو نباتية من عسل وزيت زيتون وبيض أو دجاج وبط أو أرانب وأعشاب ومزروعات إلى غير ذلك من المنتجات الطبيعية الصحية التي افتقدناها، وما كان يميز تلك الأسواق الرحمة دون تسميتها بذلك وفي ستر من خلال قيام التجار الفلاحين بتخصيص نصيب من منتجاتهم كصدقة للفقراء سواء كانوا يعرفونهم أو لا، وتقديم كميات إضافية لزبائنهم فوق ما تم تسديده لطرح البركة واستنزال الأرزاق على الجميع، ويضيف عمي محمد أن تلك الأسواق كانت خيرا من “الموبايلات” حاليا لأنها تجمع الأحباء والأصدقاء والأقرباء وجها لوجه وبشوق وصدق من أجل استخبار بعضهم عن بعض.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • عبد الحق التوحيد

    سبب غلق الأسواق راجع لسوء التنظيم . ومكان فتح هذه الأسواق التي تتواجد بين منطقة عمرانية وتخيل معي مشاكل التي يتلقاها هؤلاء السكان عندما يخرج من بيته ويجد أمام بابه بائع يبيع في سلعته. ضاربا حرماة البيوت عرض الحائط . أتكلم عن دائرة حجوط