-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
تنخر الاقتصاد الوطني وتشكل تهديدا للصحة العمومية

الأسواق الموازية تعود للنشاط مجددا بشوارع وساحات العاصمة

الشروق أونلاين
  • 2312
  • 4
الأسواق الموازية تعود للنشاط مجددا بشوارع وساحات العاصمة
أرشيف

عادت ظاهرة التجارة الموازية للنشاط في الجزائر العاصمة، حيث لم يكترث تجار الرصيف للتدابير المتخذة خلال السنوات الأخيرة لاجتثاث هذه الظاهرة التي تنخر الاقتصاد الوطني وتشكل تهديدا حقيقيا للصحة العمومية.

وقد أصبحت الشوارع والساحات الرئيسية بالعاصمة تشهد بصفة متزايدة ظاهرة التجارة الموازية أو “البيع غير القانوني” علما أن هذه الظاهرة لاتزال محل سخط واستياء التجار النظاميين الحاملين للسجل التجاري والدافعين للضرائب، كونها تؤثر سلبا علي مداخيلهم.

ويتم عند مدخل شارع محمد بلوزداد خصوصا على طول “الأقواس”، عرض مختلف السلع (خضر وفواكه وأحذية ولوازم الهواتف وملابس وخبز تقليدي) من طرف الباعة المتجولين أو الأشخاص الذين يمارسون هذا النوع من التجارة غير الشرعية.

وحسب ما لاحظته وكالة الأنباء الجزائرية، خلال جولة ميدانية لبعض الأسواق الموازية، فان هذه الظاهرة تشهد تزايدا في العديد من شوارع العاصمة، على غرار باب الواد وباش جراح والحراش وبلوزداد .

وغير بعيد عن سوق “فرحات بوسعد ” (كلوزال سابقا) بمحاذاة شارع ديدوش مراد ( شارع ميشلي سابقا)، فإن مختلف المواد الاستهلاكية تعرض وتباع بطريقة غير مرخص بها وبكل طمأنينة وأريحية من طرف التجار غير الرسميين دون الاكتراث لشروط السلامة والحفظ.
وتعرض هذه السلع للمارة من طرف شباب وحتى أطفال في غياب تام لشروط السلامة والحفظ ونظافة المنتجات.. كل شيء يعرض للبيع (أدوات تجميل ومواد غذائية وأوان منزلية وملابس وحتى أجهزة كهرو منزلية) سواء على الأرصفة أو على طاولات مصنوعة يدويا.

وبخصوص المستهلكين المتعودين على اقتناء مستلزماتهم من السوق الموازية بسبب “الأسعار المنخفضة” فإنهم يجدون غايتهم في التجول والإقبال على السلع، في حين أن السوق المغطاة (النظامية) يوجد على بعد بعض الأمتار فقط.
وأوضحت ربة بيت خلال شرائها للجبن الذي كان يعرض للبيع على الأرض تحت أشعة الشمس الحارة وأمام مفرغة قمامة السوق، أنها تقطن في شارع كريم بلقاسم (تيليملي سابقا)، مشيرة إلى أنها تأتي يوميا إلى هذا السوق الموازية “كلوزال” من أجل اقتناء مستلزماتها وهذا بسبب الأسعار المقبولة.

.. الجهود المبذولة لمحاربة السوق الموازية تظل قائمة

ويفضل مستهلكون آخرون الأكثر حذرًا عدم المخاطرة بشراء منتجات غذائية سريعة التلف على الرصيف، وذلك بالنظر إلى مخاطرها الصحية وعدم توفر شروط النظافة.

وفي هذا الإطار يقول أحمد “أنا لا أخاطر أبداً بشراء هذه المنتجات التي لا أعرف تاريخ بداية وانتهاء صلاحيتها ومسارها”، مضيفا أنه يعارض شراء السلع التي تعرض في الأسواق الموازية، على الرغم من جاذبية أسعارها.

وعلى بضعة أمتار من شارع حسيبة بن بوعلي، يعرض تجار السوق الموازية منتجاتهم ابتداء من الساعات الأولى من النهار، بالقرب من مستشفى مصطفى باشا الجامعي.

ويعتبر زقاق أيوب صديق المؤدي إلى حي ميسونيي، سوقا موازية يباع فيه كل شيء بما في ذلك قطع الغيار القديمة الخاصة بالسيارات.
وتمتد الأكشاك الفوضوية والتي يصل عددها إلى نحو مئة على طول هذا الزقاق الضيق، لتصل إلى الساحة الرئيسية بالقرب من ثانوية عمر راسم.

ويبرر تجار الرصيف اللجوء الكبير للبيع الموازي لكونهم بطالين ويسعون لكسب عائد يومي، إلى جانب عدم توفر مساحات تجارية مهيأة.
وقد لوحظ نفس الشيء في السوق الموازية للخضر والفواكه الذي عاد للنشاط مجددا بعد أن تم القضاء عليه، وكذا في ساحة الشهداء، إذ تحوّلت إلى بازار مفتوح في شهر رمضان الماضي.

” الحرب ضد التجارة غير الشرعية لم تحسم بعد”

تأسف أحد التجار النظاميين الذي ندّد أيضا بغزو التجار الفوضويين الذين اكتسحوا الشوارع والساحات.

ويؤكد تجار سوق “كلوزال” الذين يملكون سجلا تجاريا أنهم استنجدوا بالسلطات العمومية لوضع حد لهذه الممارسات غير الشرعية التي سببت لهم أضرارا، وذلك من خلال إيداع شكوى مرفقة بعريضة .

وكان من المفروض أن تمتص الأسواق الجوارية التجار غير الشرعيين من خلال إطلاق في 2012 عملية القضاء على الأسواق الفوضوية، وقد تم إزالة بعضها، في حين أن بعضها الآخر عاود الظهور مجددا.

وفي إطار التدابير الهادفة إلى ضمان توفير واسع للمواد الغذائية واسعة الاستهلاك، تم، مؤخرا، فتح 500 سوق مسماة بـ “الباريزيان” وهذا عبر كافة مناطق الوطن.

ويشكل القطاع الموازي 45 من المائة من الناتج الوطني الخام وهذا حسب دراسة أنجزها الديوان الوطني للإحصائيات وأعلنت وزارة التجارة عن نتائجها في 2017.

ويذكر أنه من تعداد 1478 سوق موازية المتواجدة على المستوى الوطني فإن 1092 سوق تم القضاء عليها حتى نهاية 2018 وهذا حسب حصيلة وزارة التجارة.

ويبلغ العدد الإجمالي للتجار في هذه الأسواق الموازية أزيد من 55.000 شخص، في حين أن عدد التجار الذين تم إعادة إدماجهم في النسيج التجاري القانوني يقدر بنحو 25.000 شخص خلال نفس الفترة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
4
  • جزائري

    الى المعلق علواني. دول العالم كلها قد تشجع الاسواق الشعبية لكنها لا تشجع الفوضى ولا تشجع عدم الانضباط ولا تشجع تراكم النفايات في أي مكان ولا تشجع احتلال الارصفة والمساحات العامة ولا تشجع عدم احترام السكان والكلام البذيء ولا تشجع احتلال الشوارع الخاصة بسير السيارات.

  • جزائري

    الجزائري محكوم بثقافة الفوضى وعدم الانضباط.لذلك في هذه النقطة لا فرق بين النظام والشعب. كلاهما يحتاج للحراك باش يروحو قاع!

  • علواني العيد

    كل دول العالم تشجع الأسواق الشعبية إلا الجزائر تشكو منها وتقول أنها تنخر الاقتصاد الوطني !! أليس من نخر الاقتصاد الوطني هو التضييق على التجار الصغار في عهد العصابة ورمي سلعهم وتهشيمها من طرف الشرطة الحقارة آنذاك؟ ألم تتعظوا بالبوعزيزي بتونس الذي كان تاجرا متنقلا فصفعته شرطية حقارة فحرق نفسه ونظام زين العابدين بن علي معه؟ لماذا دائما التضييق والتحريض على المواطن البسيط ؟ فهل هذه الأسواق الشعبية هي التي تهرب العملة الصعبة أليس أبناء العصابة ورجال الأنذال (الأعمال) الفاسدين؟
    في نهاية الثمانينات ظهرت هذه الأسواق وسميناها أسواق الرحمة لأن أسعارها في متناولنا فهل الجزائريين كلهم أغنياء لتحاربونها؟؟

  • كلمة حق

    كان من المفروض الاشادة بالمجهودات المعتبرة التي قام بها الوالي السابق عبد القادر زوخ ولا نبخس السيد حقه في الاعتراف بمجهواته وانجزاته وتبقي دائما يد وحدة ما تسف