-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بعد أن أهانوا البرازيل في عقر دارها بسباعية كاملة

الألمان أهانوا ميسي وبرشلونة بالثمانية في زمن كورونا

الألمان أهانوا ميسي وبرشلونة بالثمانية في زمن كورونا
ح.م

كل المجد الذي بناه برشلونة على مدار عقود، كل الأساطير التي صنعها الظاهرة ميسي منذ أن سيطر على عالم متعة كرة القدم، انهارت في ساعة ونصف ساعة من طرف فريق الحديد بيارن ميونيخ، الذي كاد أن يترك برشلونة جثة كروية من دون روح، ومع ذلك عزف بالثمانية في سهرة كروية لن ينساها العالم أبدا، كما لن ينسى العالم فوز منتخب ألمانيا أمام البرازيل في مونديال 2014 في عقر دارها بسباعية أبكت البرازيليين ومازال ألمها يوجعهم.

لم يتذوّق الكبير برشلونة ثمانية أهداف منذ 74 سنة، حيث تلقاها في الدوري الإسباني أمام إشبيليا في سنة 1946، ولم يتجرأ أي فريق أوروبي في المنافسات القارية على تسجيل أكثر من ستة أهداف في مرمى الفريق، الكاتولوني الذي أبدع على مدار تاريخه في الخطط التكتيكية ولعب له ظواهر كروية لم تتكرر مثل مارادونا ورونالدينيو وفان باستن وانتهاء بميسي، ولكن في سهرة الجمعة تفتت تمثال برشلونة بصورة كلية من ألمان لا يرحمون لا عزيز القوم ولا ذليلهم، وكما لم يرحموا البرازيل ذات صائفة من سنة 2014 أمام أنصاره “الشوفينيين” الذين كانوا يحلمون بالتتويج باللقب العالمي، ففازوا عليه بسباعية قبل أن يصلوا إلى النهائي ويفوزون على منتخب الأرجنتين بقيادة ميسي، عادوا هذه المرة ولكن في منافسة أندية وبفريقهم الكبير بيارن ميونيخ الذي كان في جولة سياحية إلى لشبونة، فركب قطار برشلونة ليبلغ النصف النهائي نحو التتويج بلقب رابطة أبطال أوروبا في زمن غريب ومكان غريب وبسيناريو أغرب من الخيال.

طوال أطوار المبارة أكد الألمان شخصيتهم، ففي الهدف الأول من مولر، لم يشعر المشاهد بغبطة الفريق المُسجل، وكانوا يبحثون عن مزيد من الوقت من أجل إثقال فاتورة الفريق الكتالوني، فكان كل لاعب فريق بأكمله، حتى لاعب برشلونة السابق البرازيلي كوتينيو دخل في الربع ساعة الأخير من المباراة وسجل هدفين وقدّم كرة حاسة وهو ما لم يفعله كل لاعبي برشلونة مجتمعين على مدار تسعين دقيقة.

عار..كارثة، علينا أن نرحل جميعا، هذا ما قاله بيكي بعد نهاية المباراة، وهو إحساس كل لاعبي برشلونة ومدربهم ورئيسهم، حيث لم يجد أي منهم مبررا لما حدث في سهرة الجمعة سوى تحمّل المسؤولية وإظهار نيّتهم في حمل حقائبهم والمغادرة، وكل الذين راهنوا على رحيل ميسي هذه الصائفة من برشلونة، وتنقله إلى مانشستر سيتي أو إلى الإنتير أو غيرهما، عليهم أن يواصلوا رهانهم فهم على مقربة من تحقيقه.

لا يمكن لكل من تابع المباراة التاريخية بين بيارن ميونيخ وبرشلونة، بما فيهم أنصار الفريق الكتالوني، أن يمسحون الهزيمة في لاعبيهم فقط، وينسون قوة بيارن ميونيخ الذي كان في أوج العطاء، كما قال مولر عقب نهاية المباراة، وقال بأنه من الصعب الآن الفوز على بيارن ميونيخ، ووعد بأن يواصل الفريق على نفس الريتم إلى غاية التتويج ولخّص طريقة اللعب التي ينتهجها بيارن ميونيخ بالجماعية التي كلما أضاع لاعب من بيارن ميونيخ الكرة إلا وبذل البقية جهودا مضنية من أجل استرجاعها وإكمال بناء الهجوم حتى ولو كان الفريق منتصرا بعشرة أهداف.

أكيد أن صورة برشلونة ستتغير بالكامل، وجيل ميسي من زمن رونالدينيو مرورا بتشافي وإينييستا ووصولا إلى سواريز، انتهى للأبد، وإذا كان البرازيليون لن يحلموا بيوم كروي يثأرون فيه من الألمان، فإن عشاق برشلونة لن يحلموا بيوم يثأرون فيه لهزيمة الجمعة أمام بيارن ميونيخ، الذي كاد أن يسجل عشرة أهداف وأكثر في مباراة لعبها ميسي من دون أن يلعب، وشارك فيها برشلونة من دون أن يشارك.

من سوء حظ برشلونة أن زمن كورونا هو من أرّخ لانهيار قلعتهم في يوم لٌعبت فيه المبارة من دون جمهور ولكن ملايير البشر تابعوها أو على الأقل سمعوا بنتيجتها، وسيذكر العالم الهزيمة وزمنها أكثر من أي نتيجة كبيرة حتى ولو عاد برشلونة الموسم القادم وفاز باللقب، وحتى لو خسر بيارن ميونيخ مباراته القادمة في نصف نهائي رابطة أبطال أوروبا، وستبقى لشبونة وكورونا مكانا وزمنا، لهزيمة مُذلة وفوز كبير ليس بالنتيجة، وإنما أيضا بالأداء الخرافي لفريق بافاري دخل من أجل الفوز بالثقيل فحققه بالضربة الفنية القاضية.
ب.ع

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • موشك الشفاء

    هدا ما يسمى إنتصار ساحق للماكينة الألمانية.

  • dzair

    الآلة الألمانية تحركت