الأمم المتحدة تحذر من آفة أخرى بسبب كورونا
حذّرت الأمم المتحدة الخميس، من أن فيروس كورونا قد يثير أزمة عالمية كبرى في مجال الصحة العقلية، داعية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة المشكلات النفسية الناجمة عن الجائحة القاتلة.
وكان التركيز الأكبر على حماية الصحة الجسدية خلال الأشهر الأولى من الأزمة، إلا أنها تضع أيضاً ضغوطاً ذهنية هائلة على عدد كبير من سكان العالم.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش خلال رسالة عبر الفيديو: “بعد عقود من الإهمال وقلة الاستثمار في خدمات الصحة العقلية، فإن وباء كوفيد-19 يثقل الآن كاهل العائلات والمجتمعات بضغوط نفسية إضافية”.
وأضاف “حتى عندما تتم السيطرة على الوباء، فإن الحزن والقلق والاكتئاب سيواصل التأثير على الأشخاص والمجتمعات”.
#COVID19 is not only attacking our physical health; it is also increasing psychological suffering.
Mental health services are an essential part of all government responses to #coronavirus.
They must be expanded and fully funded.https://t.co/AOoxqkMJBb pic.twitter.com/j0KpYfPNkF
— António Guterres (@antonioguterres) May 14, 2020
وسلط تقرير الأمم المتحدة الضوء على الضغوط النفسية التي يعاني منها الأشخاص الذين يخشون من أنهم أو أحباءهم سيصابون أو يموتون بالفيروس الذي أودى بحياة نحو 300 ألف شخص في أنحاء العالم منذ ظهوره في الصين أواخر العام الماضي.
وأشار أيضاً إلى التأثير النفسي على أعداد كبيرة من الأشخاص الذين فقدوا عملهم أو أنهم معرضون لفقدانه، وانفصلوا عن أحبائهم أو عانوا من تدابير الإغلاق الصارمة.
وقالت ديفورا كيستيل رئيسة قسم الصحة العقلية وتعاطي المخدرات في منظمة الصحة العالمية خلال مؤتمر صحافي عبر الإنترنت: “نحن نعلم أن الأوضاع الحالية والخوف وحالة عدم اليقين والاضطراب الاقتصادي، قد تسبب ضائقة نفسية”.
وتابعت كيستيل مشيرة إلى التقارير التي تفيد بارتفاع حالات الانتحار بين العاملين في المجال الطبي، أن العاملين في مجال الرعاية الصحية والمستجيبين الأوائل الذين يعملون تحت “ضغوط هائلة”، معرضون أكثر من غيرهم للخطر.
وتواجه مجموعات أخرى تحديات نفسية سببتها الأزمة أيضاً، مثل التلاميذ المتوقفين عن الدراسة والذين يواجهون حالة من عدم اليقين والقلق إضافة إلى النساء اللواتي يواجهن خطراً متزايداً من التعرض للعنف المنزلي مع بقاء الناس فترات طويلة في المنزل.
كذلك، يواجه المسنون والأشخاص الذين يعانون من مشكلات نفسية والذين يعتبرون معرضين بشكل خاص لخطر الإصابة بالفيروس، ضغطاً متزايداً من خطر العدوى.
وذكر التقرير الذي صدر الخميس، مجموعة من الدراسات الوطنية التي تشير إلى أن الاضطراب العقلي يتزايد بسرعة.
فقد أظهرت إحدى الدراسات التي أجريت في ولاية أمهرة في إثيوبيا، أن 33 في المائة من السكان يعانون من أعراض مرتبطة بالاكتئاب وهو ارتفاع بثلاث مرات عما كان قبل تفشي الوباء.
وأوضحت كيستيل، أن دراسات أخرى بيّنت أن معدل انتشار الاضطراب العقلي في خضم الأزمة كان بنسبة 60 في المائة في إيران و45 في المائة في الولايات المتحدة.
وأشارت إلى دراسة كندية أظهرت أن ما يقرب من نصف العاملين في مجال الرعاية الصحية قالوا إنهم يحتاجون إلى دعم نفسي.
‘Major’ mental health crisis looming from pandemic: UN.
While protecting physical health has been the main concern during the first months of the crisis, it is also placing huge mental strains on large swathes of the global populationhttps://t.co/yOKh0W0m4F
?Valery Hache pic.twitter.com/TmD1mwlCrO
— AFP News Agency (@AFP) May 14, 2020