-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
وثيقة سورية تكشف راية مؤسس الدولة الجزائرية

الأمير أراد توحيد الجزائريين تحت علم دولة وليس قبائل

زهية منصر
  • 13569
  • 10
الأمير أراد توحيد الجزائريين تحت علم دولة وليس قبائل
أرشيف

حصلت “الشروق” على وثيقة تلخص الدراسة الفنية والتاريخية التي قام بها الخبير الأثري السوري فايز سويد للمشاهد المصورة في مكتبة الأمير عبد القادر الجزائري بداره الواقعة في دمشق “العمارة الجوانيّة”.

وتبرز الوثيقة التي بحوزة “الشروق” اهتمام الأمير عبد القادر بالجمع بين دمشق والجزائر التي نفي منها من طرف الاستعمار الفرنسي حيث حمل الجزائر في الصور التي وجدت في بيته ومكتبته.

ولعل أهم ما تكشف عنه الوثيقة موضوع الدراسة راية الأمير عبد القادر، حيث يشير الباحث أنها قريبة جدا من الراية الجزائرية الحالية، وهو ما يعكس الحس الوطني للأمير الذي أراد توحيد كل القبائل في تلك الفترة تحن راية واحدة للدولة الجزائرية التي كان حاملا لمشروعها. وتقول الوثيقة بشأن الصور التي شملتها الدراسة إن تلك المشاهد “تُمثّل حقبّةً سياسيّةً مُحدّدةً امتدتْ من لحظة احتلال الجزائر إلى مغادرة الأمير، وهذا ما تؤكده الأعلامُ، والرَّايات، والبيارق.

وهي تمثل وثيقةً مُهمةً جداً عن أحداثٍ تاريخيّةٍ، أراد الأميرُ أن يجمعَ كلَّ الأحداثِ بمشاهد عدّة، إذ نرى كثيرا من الرّايات والأعلام المتعددة، وأنه أبرز مآثر العثمانيين؛ بحُكم العلاقة الدّينيّة على عكس الفرنسييّن، وكانت علاقتَه آنذاك مع السّلطان عبد المجيد جيدةً نوعاً ما؛ ولذلك نرى كثيرا من الرّايات تُمثّل العثمانييّن، التي بمُجملها تّحمّل اللّون الأحمر، والنّجمة، والهِلال.” وتضيف الوثيقة: “ونلاحظ أن الأبنيّة، والقصور، والمساجد لها علاقةٌ قد تكون مباشرةً بأحداثٍ سياسيّةٍ، إذ نرى الرّايات والأعلام متنوعة ضمن الطبيعة بنمطٍ واحدٍ، وتختلفُ أحياناً، وهذه الأعلام والرّايات تتموضعُ فوق هذه الأبنيّة، ولذلك علينا تحليل بعضِ الرّايات، والأعلام لنعرف مضمونها”.

وتتمثل راية الأمير التي خضعت للدراسة التاريخية حسب الوثيقة في خطِ أخضر من الأسفل، والأعلى، والمنتصف، وأرضيّة بيضاء، وعليها هلالٌ ونجمةٌ باللون الأحمر، وهذا العلمُ له دلالاتٌ كثيرةٌ لكونه متموضعا على ساريةٍ عاليةٍ، وعلى بناءٍ كبيرٍ، لاسيما أن اللون الأخضر لا علاقة له بالتراث العثماني، وربما يكون هذا البناء مسجد المبايعة لكونه مشابها جداً للمسجد الحالي، ولكون الطّبيعة التي تصور الجبالَ المرتفعة، التي تطلّ على سهولٍ وسواحل نراها قريبةً جداً لمدينة وهران وتحيل هذه الراية إلى مرحلة” تاريخيّة محدّدة بعد العثمانيين في الجزائر، بينما حقبة السّلطنة العثمانيّة قد كانت تحملُ راية حمراء بالكامل بوسطها الهلال، والنجمة خالية من اللون الأبيض، والأخضر بين القرنين السّادس عشَر والتّاسع عشَر، وتعود الراية هذه لدولة الأمير ( 1832-1847م).

وحسب الوثيقة، فإن راية الأمير عبد القادر أراد من خلالها أن يجمع القبائل الجزائريّة كلّها ليس تحت رايته، وإنما تحت رايةٍ واحدةٍ لجميع الجزائرييّن كلّهم، وبأن يكون العلم أو الرّاية التي تجمعهم الهوية الإسلاميّة ممثلة بالهلال، والنّجمة، والخطين الأخضرين اللذين هما رمز للعطاء، والجهاد، والبركة، وهناك شيء على غاية الأهمية هو تشابه كبير بين العَلم الحالي للجزائر، والعَلم الموضوع على ساريةٍ عاليّةٍ ضخمة”.

وتذكر الوثيقة أن من صمم “العلم الجزائري بعد الاستقلال الذي رُفع في مظاهرات عام 1945 م صمّمه على أُسس محدّدة من هذه الأسس الاعتماد على راية الأمير عبد القادر من خلال اللون الأخضر، وأدخل رمزيّة نجم شمال إفريقيا بالإضافة إلى الهلال، وما يرمز إلى البُعد الإسلامي للجزائر، وقد استخدم هذا العلم أولّ مرةٍ بصّفةٍ رسميّةٍ عام 1962م.

ويستنتج الباحث أن مصمّم العلم الوطني الجزائري شأنه شأن الأمير عبد القادر؛ أخذ على عاتقه البُعد الدّيني، والفكري، والوطني وجعله في وعاءٍ وطنيٍّ واحد مع راية الأمير عبد القادر. وقد وصل الباحث إلى نتيجة مفادها أن المشاهد المصورة من بيت ومكتبة الأمير تكشف عبقرية الرجل وانفتاحه على الثقافات ضمن “أُطرٍ متوازنةٍ لا غلو فيها، فنلحظ أنّه احترم الدِّين الإسلامي بمنع تصوير الرُّسوم الآدمية، حيث أعطى البعُد الوطني، والتّاريخيّ، والفنيّ بتوازن”. وبعد المعاينةِ الأثرية تبينَ أنها تعودُ إلى حُقبة ما بين عامي 1855- 1890 م.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
10
  • يوغرطة الملك المحارب

    من اقوال عمر المختار عن الوطن ما يأتي:
    حينما يقاتل المرء لكي يغتصب و ينهب، قد يتوقف عن القتال اذا امتلأت جعبته، أو أنهكت قواه، و لكنه حين يحارب من أجل وطنه يمضي في حربه الى النهاية.
    في السادس عشر من شهر أيلول من العام 1931، وقبل أن يتدلى جسد عمر بن المختار المتعب الذي استوطنته الحمى جراء حبل المشنقة، ألقى المجاهد الليبي كلماته الأخيرة التي خلدها التاريخ عند لقائه بالفريق أول “رودولفو غراتسياني” فقال: “نحن لا نستسلم، ننتصر أو نموت، وهذه ليست النهاية، بل سيكون عليكم أن تحاربوا الجيل القادم والأجيال التي تليه، أما أنا فإن عمري سيكون أطول من عمر شانقي”.

  • يوغرطة الملك المحارب

    المقراني ناضل وجاهد ولم يستسلم ابدا
    بوعمامة جاهد ولم يستسلم للعدو ابدا
    بوبغلة وفاطمة نسومر والشيخ الحداد جاهدو وللم يستسلموا حتي استشهدوا في ميدان المعركة كالرجال الاحرار
    عبد القادر جاهد لكنه فضل الاستسلام وتسليم سيفه للعدو الفرنسي الكافر الصليبي الارهابي وهذا يعتبر خيانة وتولي يوم الزحف
    عبد اللقادر لم يستشهد علي ارض وطنه الجزائر ككل الشهداء بل مات بسوريا خارج بلاده
    ارجوكم تقبلوا الحقيقة المرة بصدر رحب يا سادة يا كرام
    الحقيقة احيانا مؤلمة وموجعة ومقلقة للغاية

  • جزائري ق 21

    للمعلق adrari 7 : تتسائل :
    اين نحن من الامير عبد القادر ...................... وهل تريد أن نقوم بما قام به الأمير أي أن نعقد صلحا أو معاهدة مع فرنسا لنسلم لهم 80 ب 100 من البلاد ؟؟؟؟؟

  • adrari

    اين نحن من الامير عبد القادر ................... الكثير منا لقد اضاعوا الامانة

  • محمد

    بينما تترسخ الفكرة لدينا أن الأمير عبد القادر كان مقتنعا بضرورة التركيز على توحيد المجتمع الجزائري في إطار دولة عصرية حديثة لا فرق قيها بين مكوناتها المتعددة لذلك عمل على توثيق ارتباطها بالدين الإسلامي الذي يعتبر اللحمة الجامعة بين أطراف البلد لمواجهة الأطماع الاستعمارية التي تستعمل كل الوسائل المادية والمعنوية لتمزيق الشعوب ولإضعافها قصد استعبادها.هل فكر بعض المتهورين حين يرفعون رايات مغايرة لعلم الجزائر أنهم يخدمون مصالح أعداء شعبهم تحت شعار إحياء التراث الأمازيغي ولو لم يقصدوا ذلك.ألم نسمع عنهم المناداة باستقلالهم.هل من عاقل يطمئن إلى تلك الأفكار الهدامة؟الديمقراطية تبنى بالوحدة والعدالة.

  • جزائرية و افتخر

    رحم الله الامير فقد جاهد وناضل ولكن الموج كان عاليا جدا٠ وللاسف الشديد خونة الامس هم خونة اليوم٠

  • منصوري

    تفضيل الأمير الاستسلام للعصابات الإرهابية الفرنسية المحتلة بدل القتال حتى النصر أو الشهادة يبقى نقطة مثيرة للجدل في سجله البطولي .......

  • معلق حر

    الدولة الجزائرية خلال فترة إنضوائها تحت الخلافة الإسلامية العثمانية كانت لها تنظيم خاص، بمنح مسؤوليات الدولة للكراغلة و هم المزيج من التزاوج بين الأتراك و الجزائريين، أكثرهم أب دو أصول تركية و أم جزائرية، و كان تركيز الدولة على الجهاد البحري و العلاقات التجارية البحرية بينما التنظيم الإداري في مناطق الداخل كان يشمل فقط جمع الضرائب من القبائل و التي كانت تحتفظ بكامل إستقلاليتها في تسيير أمورها، أحد أسباب نجاح الجيش الفرنسي في إحتلال الجزائر.
    الأمير عبد القادر كان عليه التغلب على الحساسيات و العصبية القبلية، و هو كذلك كانت له هفوات و مآخذ على إستراتجيته، يبقى رمزا لتأسيس دولة جزائرية عصرية.

  • Mohdz

    لمراركة كلش رجعوه ديالهم بعد الكسكس و الراي , تلمسان , بشار و تندوف قالك الآن الأمير عبد القادر مغربي من الأدارسة , تحير فيه ذاك الجنس .

  • عبد القادر العمري

    رحم الله الأمير عبد القادر،
    الذي تتجلى فيه كل صيفات الصحابة،
    فهو الفارس المجاهد الشجاع،
    والحاكم العادل،
    والعالم الموسوعي،
    والمتعبد الرباني،
    والخالص المخلص،
    والإنساني الرحيم،
    والشاعر العنتري،
    والسياسي الذكي الذي لا يخفى عليه شئ من شؤونها،
    طوبى لبلدأنجبت عبد القادر الجزائري...
    رحمه الله ألف وألف رحمة ورضي الله عنه.