-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
وجهات نظر

الأم التي انتهت صلاحيتها!

سمية سعادة
  • 5022
  • 20
الأم التي انتهت صلاحيتها!
ح.م

كانت تقف بإحدى محطات الحافلات بساحة الشهداء، وقد أنهكتها السنوات الطويلة التي قضتها في تربية البنين والبنات، وتجاعيد وجهها تحكي سبعة عقود من الزمن تركت جراحا عميقة في قلبها المكسور.

ظلت تلك العجوز تشكو لامرأتين كانتا تنتظران معها قدوم الحافلة الرابطة بين ساحة الشهداء وابن عكنون بحرقة شديدة ولم تستطع أن تحبس دموعها وهي تروي تفاصيل معاناتها بعدما طردها ابنها، فلذة كبدها، من المسكن واستحوذ عليه رفقة زوجته، وكأن صلاحيتها كأم انتهت بعدما تزوج ابنها، ومن الغريب في الوقت ذاته، أن تنتقل هذه العجوز للإقامة بمفردها في شقة مؤجرة، لم تكشف لجليساتها، من أين تأتي بالمبالغ التي تدفعها مقابل استغلال تلك الشقة.

وعندما سألتها إحدى المرأتين عن سبب عدم إقامتها عند إحدى بناتها، لم تمهلها المرأة الثانية حتى تجيب فردت بدلا عنها قائلة: “إذا كان ابنها لم يقبلها، فكيف يقبلها صهرها؟!”.

ولأن الجرح كان عميقا، فإن العجوز لم تستطع كبح جماح لسانها، وواصلت حديثها، واسترسلت تشكو تلك الآلام التي تعانيها بسبب عقوق أبنائها، ثم غادرت تحمل حقيبتها مستقلة الحافلة إلى ابن عكنون.

تتكرر مثل هذه القصص المؤلمة عن عقوق الوالدين في الجزائر، وديار الرحمة تعج بمختلف الحكايات التي يندى لها الجبين، أبطالها أبناء لم يراعوا حرمة وقدسية رابطتي الأبوة والأمومة، التي لولاها لما رأوا نور الحياة.

قبل تطور المجتمع الجزائري معرفيا وماديا، كانت المنظومة الأخلاقية تراهن في الأساس على قداسة مكانة الوالدين، فتضعهما في أعلى المراتب، وتقرن طاعتهما بطاعة الله ورسوله، امتثالا لأوامر الإسلام الذي شدد على ضرورة برهما من طرف الأبناء تحت كل الظروف.

غير أن انتشار التعليم، فيما يبدو، ليس معناه بالضرورة انتشار محاسن الأخلاق، ذلك أن القصص المروعة التي تطالعنا بها الأخبار بشكل مستمر تدل على أن العلاقات الاجتماعية، التي كان يسودها الاحترام بين أفراد الأسرة، وأيضا بين مختلف الفئات الاجتماعية الأخرى، كالجيران والأقارب، صارت تتغير شيئا فشيئا، لتصبح أقرب إلى العداوة والبغضاء، وهو الأمر الذي ينذر بمزيد من التفكك الاجتماعي والأسري، إذا لم تكن هناك عمليات إصلاح تربوي تقوم بها مختلف المؤسسات الاجتماعية، بداية من الأسرة، ومرورا بالمدرسة ووسائل الإعلام والمؤسسات الدينية، التي يقع على كاهلها تقويم السلوكات المنحرفة وتصحيحها.

وحتى في أسوأ الظروف الاجتماعية التي مرت بها الجزائر، لم نكن نسمع عن قصص يتم فيها ضرب الوالدين أو سفك دمائهما، وهذا ما يجعل من التحجج بسوء الأوضاع الاجتماعية الحالية كمبرر لارتكاب تلك الفظائع، أمرا غير مقبول، لأنه مهما كانت قسوة الأحوال الاقتصادية في زمننا، فلن تكون مثل تلك التي قاساها المسلمون الأوائل، ومع ذلك فقد ضربوا أروع الأمثلة في بر الوالدين، ويكفي أن نعود إلى سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام لنقف على مئات من القصص الرائعة عن حسن الخلق وآداب المعاملة، التي ينقصنا أن نقتدي بها لتحسين حياتنا التي نحياها اليوم في نكد وحزن ومشقة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
20
  • *

    انت شاهدت تلك القصة ببرنامج ,,لكني شاهدت قصة حية مشابهة بعيني منذ اكثر من عقد من الزمن ولاحظت قصصا اخرى تشبه في اساليبها افكارمجرمين لا يتركون آثارهم .. نحن النساء خاصة لدينا مهام كبيرة في الحفاظ على روح الاسرة وبركتها و ايصال هذا المعنى للاحفاد.. صلة الحاضر بالماضي مهمة جدا فهم من صنعوا منا رجالا ونساء ....

    يجب ان نحمد الله على الرحمة التي انعم بها الله على قلوب البعض منا ... و على نعمة معرفة الاسلام قبل ان نفاجا باعمال اشباه المسلمين وحتى الشبه لا اراه احيانا خاصة بهذا الموضوع

  • يتبع

    ما كان في الصغر فاما اذا ترك الولد وطبعه فنشا عليه فكان صعبا كما قال اشاعر
    إن الغصون إذا قومتها اعتدلت ... ولا يلين إذا قومته الخشب
    قد ينفع الأدب الأحداث في الصغر ... وليس ينفع عنده الشيبة الأدب
    وقال اخر
    وينشأ ناشئ الفتيان منا ... على ما كان عوده أبوه
      

  • يتبع

    مما اعتقد انه مستحيل الحدوث في حياتنا لقد انعم علينا الله بثقافة ترفض رفضا مثل هذا التحجر في القلوب فالعالاقة الرابطة بين افراد الاسرة عندنا توشك ان تكون امرا مقدسا لا تدنسه ابالسة الشر والطمع قال الامام ابن القيم رحمه الله ( وصية الله للاباء باولادهم سابقة على وصية الاولاد بابائهم فمن اهمل تعليم ولده ما ينفعه وتركه سدى فقد اساء اليه غاية الاساءة واكثر الاولاد انما جاء فسادهم من قبل الاباء واهمالهم لهم وترك تعليمهم فرائض الدين وسنته فاضاعوهم صغارا كما عاب بعضهم ولده على العقوق فقال يا ابت انك عققتني صغيرا فعققتك كبيرا واضعتني وليدا فاضعتك شيخا واقوم التقويم

  • عقوق متبادل !

    كنت قد شاهدت ليلة امس برنامجا في التلفزيون قصة غريبة عجيبة لسيدة في الستين اخذت تغري امها التي اوشكت على التسعين والتي سكنت غرفة في احد بيوت العجزة التي اعدت لمن تقدم بهم السن ولحقهم مرض الشيخوخة دون ان يكون الى جوارهم من يعينونهم على الحياة اقول ان السيدة الابنة اخذت تغري امها تلك بالانتحار او بما يطلق عليه ( الموت الرحيم ) حتى زينته لها فاحضرت لها في زيارتها الاخيرة اقراصا مخدرة لتضعها في شرابها ولكن الشرطة قد علمت بالامر وقبضت على الجانية ولقد جاء النبأ الى الشرطة عن طريق اخت لها راينا القصة كاملة ليلة امس تلك اذن هي شريحة من حياة الغرب

  • *

    من ترافق والدة زوجها ليست بجارية ولاينبغي ان تنظر لنفسها هكذا بل هي امراة ونصف . . هل كانت امهاتنا تقول ذلك بالامس . . لا الا قليلات الاصل اللواتي لا يعشرن
    اما اذا كانت مشاكل اخرى كتدخل اطراف غيورين في سعادة هاته الاسرة فلتتوضح الامور .. وكل طرف يفتعل مشاكل بزيارته للاصول ولا يحترم المكان واهله لا يرحب به ويبقى بمنزله احسن للجميع
    اما اذا كانت الزوجة تود الاستقلال ببيتها كان عليها ان تشترط ذلك عند الخطبة اما حتى تدخل و تقول حقي وحقي فلتحترم منبتها و تقدر هذا الزوج المعلق .. لانها ستلد ابنا و سيعلق مثله فلايام تدور وقصص كثيرة حكيت لنا ونفسها حدثت لتلك الزوجات اللواتي يحسبن انهن لايكبرن

  • ggg

    أنا لايهمني إن كانت أم الزوج شريرة إذا كان الزوج صاحب دين وخلق وشخصية قوية ومتفهم أما إذا كان ولد أمو ماعندي ماندير بيه..انا زوجته هو ولست جارية عند أحد

  • حياة

    للمرأة حق في بيت مستقل وهذا حق مكفول شرعًا لكن في المقابل هناك الوالدين اللذان أوصى الله بطاعتهما والإحسان إليهما ومصاحبتهما بالمعروف..الرجل الذي يتخلى عن والديه ماذا سأنتظر منه؟؟؟؟أنا لاأحترم الرجل الذي يقلل من إحترام والديه ويقصر معهما حتى لو كنت الطرف المستفيد فمن يتخلى عن أمه اليوم يتخلى عني غدًا..ومن لا يخاف الله علينا أن نخاف منه..الله يهدينا

  • *

    وانت علاش اجهشت بالبكاء لوكنت مكانك للقنت تلك درسا في ادب الحديث مع الكبار .. اما صابون زمان ما زلنا نغسلو بيه ولا نستغني عنه .. عادي وكل واحد وعادتو يا سبحان الله . . على كل حال الله يشافيك ويهدي ما خلق

  • يتبع

    العاب الذكاء لتنمي نفسها بدأت المراة المسنة بالعطس والسعال واجهشت بالبكاء وبادرتها السيدة بعدما القت نظرة على مكياجها و مشطت شوشتها المصبوغة بكل الوان قوس قزح هل اخذت الدواء ( ) بالفرنسية ردت العجوز يا بنيتي وهل الدواء عاد ينفع منذ زمن وانا اخذ ه كفرض عين قالت لها السيدة وهل تغسلين ثيابك ب ( بارسيل ولو شا ما تقولليش بصابون دزاير ) يصيب الانسان بالحكة فابتسمت العجوز لتكتشف السيدة الانيقة الكارثة انظروا اليها لم تبروسي اسنانها حتى ثم تشتكي من الامراض اثار القرنينة في اسنانك من عشاء البارحة فاجحشت المراة المسنة واجحشنا معها بالبكاء حينها دخل الفرملي ونادى السيدة

  • تلك مظاهر

    اصطحبت ابني الى الطبيب ورغم انه كبير صار قدي فالطول الا انه اصر علي بالذهاب معه كنت قد تعودت على رفقته منذ ان كان رضيعا ربيته احسن تربية قمت بذلك بمجهود فردي غير مسبوق! اردته عندما يكبر يرد لي خيري بدأت معه ان علمته اداب الحديث وهذا بعد ان علمته كيف يحترم ابوه وجده واخوه واخته والاقارب والجيران حتى صار على خلق و صرت فخورة بذلك المهم دخلت انا في القاعة المخصصة للنساء وا تجه هو الى القاعة المجاورة ونحن في انتظار دوره ليدخل جاءت سيدة وجلست بالقرب من امراة عجوز كانت تان وتنازع من شدة الالم اخرجت هاتفها النقال القت نظرة ان كانت لها رسالة ولم تعيد الهاتف بدات تلعب ل (jeux) تصورو

  • *

    ههه شابة هدي تاع بسيف عليهم ..
    في الحقيقة هادي هي لكن الهداية من الله
    الله يطيب القلوب ويهدي الضالين قبل موعد انتقال الروح الى خالقها
    يوم سعيد اختي امينة وكل عام وبلادنا عزيزة بدمنا يجري عزها و بهوائها نستنشق حياتنا ..

  • امينة

    صح اخت نجمة حتى وان كانت الزوجة شيطانة في تصرفاتها على الزوج تقويم سلوكها بعدم الانصات لها وان كانت المراة بشكل عام لا تحترم الزوج الضعيف الشخصية اما الام او العجوزة فهي قد بلغت ارذل العمر ولا يقاس على سلوكاتها مهما فعلت بل واجب على كليهما تحملها حتى يتغمدها الله برحمته بالسيف عليهم

  • *

    المشكل هو عند الزوج عندما يوقف الزوجة ان كانت ظالمة عند حدها فمهما حاولت فلن تتعدى الامور الغير معقولة كوضع ام بدار المفروض من تبقىفيها الا امراة مقطوعة لا ابن لها ولا احد يعتني بها ..
    اما اذا كانت الام ظالمة فيجب عليه ان يحسن اليها ويبعد عنها هاته الزوجة اذا كانت لا تقدر على العيش معها لكن عليه ان يجد حلا برضا والدته ولا يؤذي الطرفين قدر المستطاع فكما يجد انه عيب عليه ان يضع زوجته بدار العجزة فعيب وعار عليه ان يفكر بوضع والدته ولو ربته ولم تلده في تلك الدار غريبة في حين تترك بيتها الخاص المليء بالذكريات..
    ان لم نشفق على الكبار وهم ضعاف و نخرجهم من بيوتهم لنترفه نحن فلاباس الايام ستتكلم

  • حل وحيد

    وحوش ربما عروسة في اسبوعها الاول جلست ولم تطبخ غداء واخذت مسبحة وسجادة لتوكل عليهم ربي

  • حل وحيد

    سعادة المراة عندما تتريث في قتل عجوزتها لي بمثابة امها

  • moha

    المشكلة هي ان بنات الجيل الجديد يريدون ان يعيشو مع ازواجهم لوحدهم كما هو الحال في الغرب ... كل واحد يعيش حياتو. الرجل يوجد نفسه في مشكلة لا تقبل القسمة على اثنين اما يضحي بزوجته او والديه ... البعض ينحاز الى الببيشة الميمة الجديدة. والله هي مشكلة عويصة: من حق كل واحد ان يعيش حياتو مع زوجته واولاده حياة بعيدة عن ضغطات وتدخلات الاخرين وحتى الوالدين ولكن لابد لمجتمع كله ان يجد حل يرضي الجميع. مشكلة صعيبة.

  • ANA

    هذه نتائج المجتمع الظالم: الإبن يظلم والداه، الجار يظلم جاره الفقير و لايبالي به إن كان جائعا أو شبعان وحتى الأب يظلم أولاده و زوجته، يصرف أمواله على الكحول و الخليلات و يترك من يعول من أولاد.

  • محمد ب

    **قال الخالق:((وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما )).
    * قرن الخالق سبحانه عبادته بطاعة الوالدين. فلا تقبل لعاق طاعة.
    * حكم الخالق تعالى بخضوع الولد أو البنت للوالدين مهما كان مستواه العلمي والمادي مالم يأمرا بمعصية.
    * سكن الولد وماله هو ملك للوالدين (أنت ومالك لأبيك).
    * كما يعامل الولد والديه يعامله أبناءه(معصيتان يعاقب بهما العبد في الدنيا قبل الآخرةعقوق الوالدين والزنا).
    * ملعون من فضّل زوجته على والديه(قصة الصّحابي أبي الدرداء).
    * من ظلم والديه مصيره خطير في صحته وفي ماله وفي آخرته.

  • الناقد

    اللهم ثبتّـنا على طاعة الوالدين حتى نلفاك فوالله إننا لا نملك من الأعمال ما يستحق أن نطمع به في الجنة سوى رضصى الوالدين !

  • salima

    ces histoires on les entend sur les parents rejetés par leurs enfants et qui se retrouvent dans la rue , chez les gens ou bien dans les foyers pour personnes agées , ils ya des parents qui vivent chez eux heureusement mais qui souffrent de l'abandon affectif de leur s enfants , un jeune de 25ans a dit a sa mére je n'ai plus besoin de toi maintenant je suis adulte et je vole de mes propres ailes , et si tu m'as élevé eduqué travailler pour moi tu n a fait que ton devoir , car je n'ai pas demander a venir au monde NO COMMENT