-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
عكس ما يحدث في الكثير من دوريات الكرة الأرضية

الأندية الجزائرية لم تتطرق للأزمة المالية وتخفيض أجور اللاعبين

الأندية الجزائرية لم تتطرق للأزمة المالية وتخفيض أجور اللاعبين
أرشيف

بقدر شوق الأوروبيين للعودة إلى عالم كرة القدم، بقدر تخوفهم من الزلزال الاقتصادي الذي سيضرب عالم المستديرة ويهز عرش الكثير من الأندية بما فيها العريقة، بل إن بعضها وخاصة في الأقسام الدنيا ستعلن بالتأكيد عن إفلاسها وقد تغيب عن الوجود ولن تجد من ينقذها، لأن كل دول القارة العجوز ستمر بسنتين على الأقل في وضع مالي صعب بعد نهاية وباء كورونا، أما عن أسعار اللاعبين في سوق النجوم فهي مرشحة لأن تسجل انهيارا بما لا يقل عن 50 بالمائة، وقد يجد الكثير من اللاعبين أنفسهم معلقين من دون أندية بداية من هذه الصائفة، ورؤساء الأندية التي تعيش من السبونسور ومن مداخيل التذاكر واشتراكات الجمهور ومن البث التلفزيوني وجدوا أنفسهم من دون مداخيل، ولم تجد من حل سوى تخفيض أجور لاعبيها وإدارييها، ضمن منطق الأشياء الذي يقول أن الذي لا ينتج لا يأخذ أجرا أو مالا، أو على الأقل يأخذ نصفه إذا لم يكن هو المتسببب في التوقف عن الإنتاج.

إجتماعات إدارية من دون توقف في إيطاليا وإسبانيا وإنجلترا وألمانيا وفرنسا وحتى في المغرب وتونس ومصر، عن طريق تقنية الفيديو وأحيانا بطريقة مباشرة من أجل ترميم بيت كرة القدم التي أصابها الدمار بجائحة كورونا، وصار تقاسم الأضرار لا مفرّ منه، ولا يمكن للفريق أو المالك أن يخسر لوحده، بينما يعيش اللاعبون والمدربون ذات البحبوحة السابقة، ويأخذون أموالا وهم في منازلهم وربما في مدنهم كما هو حال لاعبي مولودية وهران وشباب قسنطينة ووفاق سطيف ومولودية العاصمة وغيرها من الأندية التي سرحت لاعبيها الذين دخلوا شهرهم الثاني من دون لعب ولا تدريب ولا حديث عن تخفيض الأجور إلا لدى الأندية التي يمتلكها رجال المال مثل شباب بلوزداد الذي قرر تخفيض أجور اللاعبين بنسبة 50 بالمائة وسط قبول لاعبي الفريق المرشح الأول للتتويج باللقب بهذا المقترح، أو اتحاد العاصمة، أما بقية الأندية التي تحلب من ثدي البقرة فإنها لا تفتح ملف التخفيضات بل إن بعضها ضد ما يحدث في الكرة الأرضية هي بصدد شراء اللاعبين ما دام المال من خزينة الدولة، من دون أن تتدخل الدولة؟

الغريب أن الأندية الجزائرية لم تنه موسمها الكروي الحالي ولا أحد يعلم مصيره، وهي تفكر في الموسم القادم من خلال سوق استقدامات انطلق قبل موعده، فاللاعب المخضرم كودري بالرغم من تراجع مستواه بشكل كبير، إلا أنه يصر على البقاء في اتحاد العاصمة بنسخته الجديدة ومديره الرياضي الجديد عنتر يحيى، وأعلن صراحة وعلنا بأنه لا يريد الرحيل عن الاتحاد، بينما تسعى مولودية العاصمة بأموال سوناطراك على إقناع عبد المؤمن جابو بالبقاء وتحاول الاستفادة من خدمات بلحوسيني، ويسعى شباب قسنطينة لإقناع اللاعب بوزيان لتقمص اللونين الأخضر والأسود، وطبعا بأموال سوناطراك، وتسير أندية كثيرة على نفس المنوال، من خلال الدخول في صفقات بمرتبات بمئات الملايين من دون أن تلتفت إلى الوضع الاقتصادي المعقد في الجزائر، والذي سيزداد تعقيدا بسبب أزمة كورونا الصحية، وانهيار أسعار النفط الذي يعتبر مصدر المال الوحيد في الجزائر.

حالة اللامسئولية أو اللاعقل التي يتعامل بها غالبية رؤساء الأندية في الجزائر، توحي بأن كل شيء سيتغير في العالم بعد كورونا، إلا في عالم كرة القدم الجزائرية التي مازالت عبارة عن مؤسسة تابعة للدولة، وبأيدي أناس لا علاقة لهم لا بالاقتصاد ولا بالرياضة، ولا بالتخطيط السليم، وفي النهاية لا يجد أي مدرب وطني يتسلم الخضر ثمرة واحدة ناضجة من هذه المنظومة.

إلى غاية اليوم لم نسمع عن خلية أزمة في أي فريق من الفرق الجزائرية من أجل تسيير الوضع الصعب والخطير من كل النواحي، والجميع مقتنع بأنه موظف لدى الدولة وهي لن تتركهم، وستمنحهم مزيدا من الأموال لأجل تفريقها على اللاعبين والإداريين والفنيين، في أغرب منظومة كروية ورياضية في العالم.

والسؤال المطروح هو كيف سيكون حال الأندية لو قررت الدولة بسبب الصعوبات التي تواجهها نفض أيديها عن الأندية، فالأكيد أن غالبية المسيرين سينسحبون بسرعة البرق ولا أحد منهم سيبحث عن مصدر آخر دون المصدر السهل الذي هو أخذ أموال الدولة.
ب.ع

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • الطاهر عين الطيبة المدية

    الشركات الاقتصادية كسونطراك و سونلغاز و غيرها تضخ من 4000 الي 6000 مليار سنويا للاندية المحترفة في كرة القدم . 90 في المائة من هذا المبلغ يذهب لاجور اللعبين و المدربين و المسؤولين فقط .
    فلو قامت هاته الشركات باستثمار نصف ذالك المبلغ في حفر الابار الارتوازية في ولايات الهضاب و الصحراوية ونقل المياه و بناء الخزانات و الاحواض للشياب و اصحاب الاراضي مع امكانية تسديد تلك التكاليف بالتقسيط بعد مرور 05 سنوات انتاج . تخيلو ا كم هكتار مسقيا سوف يضاف للمساحة الاجمالية المستغلة و كم من مليون شجرة او نخلة يتم غرسها ونوع جديد يتم زرعه .