-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
رزنامة مكثفة ومستقبل مجهول بسبب كورونا

الأندية تورّط نفسها ببطولة مراطونية قد لا تنتهي؟!

صالح سعودي
  • 444
  • 0
الأندية تورّط نفسها ببطولة مراطونية قد لا تنتهي؟!
ح.م

لم يخف المحيط الكروي والكثير من المتتبعين اعترافهم بالغموض الذي يسود مستقبل الموسم الكروي المقبل، وهذا انطلاقا من الظروف الاستثنائية السائدة بسبب وباء كورونا الذي فرض منطقه منذ شهر مارس المنصرم، إضافة إلى قرار الفاف القاضي بتشكيل القسم الأول من 20 فريقا، وهذا في سابقة من نوعها، ما يجعل الكثير يتساءل حول مدى القدرة على إنهاء الموسم بهذه الصيغة، في الوقت الذي كانت الهيئات المعنية تواجه متاعب بالجملة لإنهاء الموسم بصيغة 16 فريقا.

يبدو أن رؤساء أندية القسم الأول سيجدون أنفسهم في ورطة كبيرة، خاصة وأنهم هم الذين وافقوا على تبني بطولة بصيغة كلاسيكية مشكلة من 38 جولة، في الوقت الذي تم تقديم مقترحات لصيغ أخرى لم تلق الإجماع، من ذلك الاكتفاء بمنافسة تقتصر على جولات مرحلة الذهاب، أو تقسم أندية القسم الأول (20 فريقا) إلى مجموعتين بـ 10 فرق في كل مجموعة. وعلى ضوء تبني صيغة المنافسة الكلاسيكية بـ20 فريقا و38 جولة، ستجد الأندية نفسها أمام بطولة مراطونية قد لا تنتهي بانتهاء الموسم، بدليل تأخير إشارة الانطلاقة إلى نهاية شهر نوفمبر، ناهيك عن كثافة المنافسة والمواعيد الخاصة بـ”الفيفا” والمنتخب الوطني والأندية التي تمثل الجزائر في المواعيد الإفريقية وكذا الأعياد والمناسبات الاستثنائية التي تفرض التأجيل، ما يجعل الرابطة الوطنية أمام اختبار كبير في سبيل ضبط رزنامة تسمح بإجراء أكبر عدد من الجولات بغية إنهاء مرحلة الذهاب في أقرب وقت، وعلى ضوء ذلك يتحدد مستقبل بقية مشوار البطولة.

هل أخطأ رؤساء الأندية حين صوّتوا على بطولة بـ38 جولة؟

وإذا كان بعض التقنيين رأوا في وقت سابق بأن تبني صيغة المنافسة بـ38 جولة يعد القرار الأنسب بحكم أنه سيتيح مجالا أكثر للمنافسة بخصوص اللاعبين، حتى أن بعض الذين صوّتوا على هذا الخيار كانوا مدربين أو لاعبين سابقين يشغلون حاليا منصب ناطق رسمي أو مناجير مع أندية ناشطة في حظيرة الكبار، لكن بمرور الوقت اتضح بأن الوضعية ستكون صعبة، ما جعل الكثير يبدي تخوفا من مستقبل الموسم المقبل، حتى أن البعض ذهب إلى حد القول بصعوبة إنهائه في الوقت المحدد، بدليل أن الموسم المنصرم توقف في منتصف الطريق في سابقة فريدة من نوعها، ما جعل الفاف تلجأ إلى إرضاء الجميع، من خلال الصعود وفق منطق “الكوطة” وإلغاء السقوط نهائيا، قرار كانت له انعكاسات مباشرة على تركيبة مختلف الأقسام، وفي مقدمة ذلك الدرجة الثانية التي تم رفع عدد أنديتها إلى 20 فريقا، وكذا القسم الثاني أصبح مشكّلا من مجموعتين وفق 18 فريقا في كل مجموعة، دون نسيان بطولات القسم الثالث والمستويات الأخرى. وعلى هذا الأساس يتساءل نقاد ومختصون حول مدى القدرة على رفع التحدي من أجل إنهاء الموسم في حينه وهو الذي لم ينطلق بعد في قرار غير مسبوق وفي أجواء توصف بالصعبة والاستثنائية. ما يجعل بعض المتتبعين يتساءلون بالقول: هل أخطأ رؤساء الأندية حين صوّتوا على بطولة قسم الأول بـ38 جولة دون مراعاة الظروف الاستثنائية التي فرضها وباء كورونا؟

رزنامة مكثفة.. أعباء إضافية ومستقبل مجهول بسبب كورونا

لم يخف عديد المدربين اعترافهم بصعوبة المهمة على ضوء المعطيات الحالية، وهذا وفق نظرة تحليلية تميل إلى المنطق، مثلما ذهب إليه مدرب جمعية عين مليلة عبد القادر يعيش الذي طرح جملة من التساؤلات، مؤكدا أن المستقبل هو الذي يجيب عن هذه التساؤلات، وفي مقدمة ذلك كيف سيكون رد فعل اللاعبين بعد 6 جولات مثلا عن انطلاق الموسم، وهم الذين كانوا بعيدين عن المنافسة لمدة تزيد عن 7 أشهر، ناهيك التحدي الذي ينتظر جميع الأندية في بطولة وفق صيغة 38 جولة، وكيف سيكون تفاعل اللاعبين مع جو المنافسة، فيما ذهب بعض النقاد والمتتبعين إلى التأكيد على صعوبة إنهاء الموسم في وقته، خاصة وأن البطولة ستكون مراطونية وستتخللها الكثير من المتاعب من ناحية البرمجة وكذا كثافة المنافسة، ما ينعكس سلبا على أداء اللاعبين، ناهيك عن الأعباء المالية التي ستكلف الفرق غاليا، وهذا دون نسيان مستقبل البطولة الذي سيبقى متوقفا على استقرار الوضع الصحي، في وقت تشير الكثير من المعطيات إلى إمكانية عودة قوية لوباء كورونا، ما قد يفرض اتخاذ إجراءات مستعجلة من الجهات الوصية قد تفرض العودة مجددا إلى الحجر الصحي، على غرار ما حدث خلال الأشهر المنصرمة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!