-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
قضايا راهنة حاضرة بقوة في مهرجان "منارات" بتونس

الإرهاب، المرأة والهجرة السرّية.. تحت ضوء كاميرا مخرجي المتوسط

حسان مرابط
  • 599
  • 1
الإرهاب، المرأة والهجرة السرّية.. تحت ضوء كاميرا مخرجي المتوسط
ح.م

شكلت مواضيع الإرهاب، التطرف والمرأة والهجرة غير الشرعية قضايا مهمة عالجها أغلب المخرجين من مختلف دول حوض المتوسط المشاركين في الطبعة الأولى من مهرجان “منارات” للسينما المتوسطية (9-15 جويلية)، فشخصت أفلامهم سواء المشاركة في المسابقة الرسمية أو في فئة بانوراما هذه الظواهر مع طرح مختلف عن كل مخرج بحسب رؤيته وقراءته لها.
هي قصص مختلفة وأفكار متباينة عند كل مخرج، حول هذه القضايا المثيرة للجدل، لكن جمعتها “منارات” تونس في مهرجان متوسطي يراد به النقاش وتبادل التجارب والخبرات والتعاون في المجال السينمائي بين ضفتي المتوسط وإتاحة الفرصة للجمهور لمتابعة إبداعات المخرجين العرب والأجانب.

الإرهاب والثورة.. بعيون جاما وعيوش

في فيلم “السعداء” عادت المخرجة الجزائرية صوفيا جامة بالذاكرة إلى هواجس التسعينيات من القرن الماضي، فنبشت فيما بعد العشرية السوداء من خلال التحقيق في أحلام الشباب وحتى الكهول الذين عاشوا تلك الفترة الأليمة التي مرّت بها البلاد، فبقليل من الأمل وكثير من اليأس قدمت صورا عن الجزائر بملامح سوداء، حيث البطالة وغياب فضاءات الترفيه والأفاق الغامضة التي تنتظرهم لاسيما الشباب الذين “سرقتهم” المخدرات.
وفي فيلم “غزية” سافر المخرج المغربي نبيل عيوش بالجمهور إلى المغرب بين الماضي والحاضر، فرصد هواجس الشعب المغربي الذي يطمح إلى الأفضل على مستوى العيش والعمل وتحقيق الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والحريات الفردية والجماعية، ونقل المظاهرات التي شهدتها بعض المدن المغربية مثل الدار البيضاء في 2014 و2015، كاشفا أيضا واقع التعليم في قرى الأطلسي، التي يسكنها الأمازيغ، ووضع الأقليات في صورة يهود المغرب، الذين يتساءلون مثلما جاء في الفيلم عن قلّتهم ورفضهم من طرف الشعب.
ولا يختلف الحال بالنسبة لسالم إبراهيمي الذي عالج التطرف من منظروه الخاص في فيلم “الآن بإمكانهم المجيئ” من منطلق قصة بطلتها ياسمينة ونورالدين اللذين عاشا تحت الضغوط الأم القوية ووسط بلد يعيش البؤس وينعدم فيه المستقبل، ويعيش على وقع ضغط بربرية المتطرفين بحسب ملخص العمل.

“منارات” تسلط الضوء على “الهجرة” وفلسطين

وفي الفيلم الإيطالي “ما وراء لامبديوزا” يتوّغل المخرج جينفرونكو روزي في تصوير قدوم المهاجرين غير الشرعيين إلى السواحل الإيطالية وكيف تتعامل معهم السلطات الغيطالية من خلال قصة سمويل 12 سنة يحب الصيد بالمقلاع، ويعيش في جزيرة وسط البحر (لاميدوزا)، أكثر الحدود رمزية في أوروبا يعبرها ألاف المهاجرين بحثا عن العمل وتحقيق الأحلام المفقودة.
وبالمقابل يقدم الفيلم التركي “المزيد” لمخرجه أونور صايلاك جانبا إنسانيا لصبي يدعى غزّة عمره 14 سنة يقوم بمساعدة اللاجئين في العبور إلى القارة العجوز، ويقطن إيجا في ساحر بحر إيجة في تركيا رفقة والده الذي يتميز بالقسوة، وتدفعه التعاملات الشبه يومية مع اللاجئين والحياة مع والده القاسية إلى التفكير في الهروب من واقعه.
أمّا فلسطين التي تمثلها عدّة أفلام في هذه التظاهرة، فيسلط الفيلم المشارك في المسابقة الرسمية “اصطياد الأشباح” لرائد أندوني القضية الفلسطينية بطريقة ذكية لخصها ببناء صورة مطابقة لمركز الاستجواب الرئيسي في الكيان الصهيوني، حيث تم سجنه وعمره 18 سنة، فيحاول إعادة شريط الذكريات القاسية التي حدثت معه داخل المركز أو بالأحرى الزنزانة، فرائد اندوني اعتمد على سجناء سابقين قدموا شهادات حية لتمثيل القصة ونجح في العمل.

المرأة بعدسات الكاميرا

ولا تخلو الأفلام المشاركة من التطرق إلى قضايا وحقوق المرأة في حوض المتوسط لاسيما في البلدان العربية، سواء في الجزائر أو مصر أو المغرب أو تونس، ففيلم “على كف عفريت” لكوثر بن هنية، يستعرض واقع حقوق المرأة التونسية، فبنت المخرجة بن هنية أحداث العمل على فتاة تدعى مريم شابة في مقتبل العمر، ذات يوم في حفلة طلابية تلتقي بيوسف، وبعد بضع ساعات تهيم مريم في الشارع، وهي في حالة صدمة، تبدأ ليلة طويلة ستظهر خلالها الصراع من أجل احترام حقوقها وكرامتها، وتتساءل المخرجة في ملخص العمل كيف تتحقق العدالة مع الجلادين؟.
وفي فيلم “الجايدة” لسلمى بكار، تجتمع أربع نساء في دار لجواد (سجن النساء) قبيل الاستقلال ينتمين إلى مختلف الأعمار والطبقات الاجتماعية فيحكم عليهن بالعيش معا تحت سلطة وظلم سجانتهن جايدة. العمل يشير إلى سيطرة السلطة الذكورية في تونس قبيل الاستقلال وغياب حقوق المرأة، لكن في النهاية يبرز كيف ناضلت بعضهن من اللاتي كنّا مسجونات وطالبن بحقوقوهن.. اليوم وضع المرأة في تونس مختلف كثيرا ولو أنّ المطالبة ببعض الحقوق لا تزال معركتها جارية.
أمّا المخرج محمد دياب فيعود إلى قضايا التحرش الجنسي في مصر من بوابة فيلمه “نساء الحافلات”، فالعمل يدور حول الحافلات المزدحمة وكذلك في شوارع القاهرة المهجورة، حيث تتعرض فايزة وصبا ونيللي، ثلاث نساء من طبقات مختلفة، بشكل يومي للتحرش الجنسي، لكن تقرر كل واحدة منهن على طريقتها الخاصة الخروج من الصمت وكسر أغلال الخجل.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • محمد

    يسأل الشرطي الأول من إيطاليا لماذا هؤلاء الجزائريون يفرون من بلادهم
    هبط الجزائريون من بين 67 حراقا في صقلية جعل من الجزائري بين أعينه كما le Pen
    يجب الجزائر ترجع له وإلا يخلي صمعة الجزائر زفت في كل أروبا وهدا هو المراد منه