-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
وفد لجنة الصحة يقف على معاناة المتضررين

الإشعاعات النووية في الصحراء: مطالب بإدراجها في مفاوضات ملف الذاكرة

الإشعاعات النووية في الصحراء: مطالب بإدراجها في مفاوضات ملف الذاكرة

زار وفد عن لجنة الصحة بالمجلس الشعبي الوطني، أماكن التفجيرات النووية بإينيكر بولاية تمنراست، ووقف  على الحالة الصحية للمصابين بالغبار والإشعاعات النووية.

واطلع الوفد، على أوضاع بعض المتضررين من هذه التفجيرات ببلدية عين أمقل التي كانت مسرحا للجريمة البشعة التي نفدها المستعمر الفرنسي وشاهدا على جريمة إنسانية نكراء في حق المواطن الجزائري.

وفي نفس السياق أكد الوفد البرلماني إن مستوى الإشعاع في المنطقة لا يزال يفتك بالبيئة والإنسان، حيث يسجل المردود الزراعي ضعفاً في الإنتاجية مقارنة مع المعدل المتعارف عليه، إضافة إلى انخفاض كبير في الثروة الحيوانية وضعف التنوع البيولوجي وانقراض عدد من الزواحف والطيور المهاجرة والعابرة والمستوطنة.

ودعا المواطنون في هذه المنطقة -حسب الوفد البرلماني- إلى ضرورة تكاتف الجهود من أجل إخضاع فرنسا للاعتراف بجرائمها ضد الإنسانية وتحمل مسؤولياتها حماية للأجيال القامة من جهة وكون المأساة مستمرة والجريمة ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم.

 مفاوضات ملف الذاكرة

وعلى صعيد آخر، دعت فعاليات جمعوية بالولاية إلى ضرورة اعتراف فرنسا بالتفجيرات النووية التي أجرتها بمنطقة إينيكر خلال الحقبة الاستعمارية.

وأبرزت هذه الجمعيات خلال لقاء جمعها بوفد من لجنة الصحة والشؤون الاجتماعية و العمل والتكوين المهني بالمجلس الشعبي الوطني أهمية اعتراف فرنسا ب”سلسلة التفجيرات النووية التي أجرتها بهذه المنطقة والتي بلغ عددها 13 تفجيرا باطنيا”، و هي ممارسات استعمارية تعد من الجرائم بالنظر إلى ما خلفته من أضرار عينية على صحة الإنسان و أخطار على البيئة.

وفي هذا الصدد يرى عضو بجمعية ” تاوريرت” لضحايا التفجيرات النووية، توهامي عبد الكريم، ضرورة إعادة النظر في كيفية معالجة آثار التفجيرات النووية التي أجريت سواء بهذه المنطقة أو بمناطق أخرى من الجزائر من خلال إقحام هذا الملف ضمن المفاوضات الجارية بين الجزائر و فرنسا حول ملف الأرشيف و الذاكرة الوطنية.

وأكد في ذات السياق أنه “يتوجب العمل على إبراز هذه الجرائم بصورة كافية لإقناع الرأي العام الدولي بأن ما قامت به فرنسا الاستعمارية من تفجيرات نووية بمنطقة إينيكر يعد جريمة في حق الإنسان والبيئة”.

 خطر على السكان

وأوضح المتحدث بالمناسبة أن جهود الجمعية تتواصل من أجل إحصاء أكبر عدد ممكن من المتضررين جراء هذه التفجيرات النووية وتوفير الإمكانيات المادية والبشرية الضرورية للقيام بحملات تحسيسية لإبراز للمواطن أخطار زيارة مواقع التفجيرات، وأيضا تجنب النشاطات الرعوية بجوارها مما يتعين، كما أضاف، تسييجها وعزلها لضمان عدم التعرض للإشعاعات النووية.

من جهته أوضح كربادو حسان أحد الفاعلين الجمعويين بتمنراست أن ملف التفجيرات النووية بمنطقة إينيكر يتوجب أن يؤخذ، بـ”جدية” من خلال العمل على “تجريم” هذه التفجيرات وتوفير المعلومات الخاصة بها، لتمكين السلطات المحلية من عزل مواقع النفايات النووية التي لا تزال مطمورة بباطن الأرض والتي تشكل خطرا دائما على الإنسان و البيئة على حد سواء.

من جانبه، أوضح رئيس لجنة الصحة والشؤون الاجتماعية والعمل والتكوين المهني بالمجلس الشعبي الوطني، توفيق طورش، أن هذا الاجتماع مع فعاليات المجتمع المدني بتمنراست “شكل فرصة للتعريف والتذكير بآثار هذه التفجيرات النووية على المنطقة، ومناسبة أيضا لإثراء هذا الملف الذي توليه الدولة أهمية كبيرة ضمن المفاوضات مع فرنسا حول ملف الذاكرة الوطنية”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!