-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الإنجليزية بديلا للفرنسية.. واللغة العربية؟!

الإنجليزية بديلا للفرنسية.. واللغة العربية؟!
ح.م

إذا كان من الفعالية أن نتوجّه اليوم إلى اللغة الانجليزية بدل الفرنسية، فإنه من مقاصد الوطنية والفاعلية في الوقت ذاته التوجُّه إلى اللغة العربية وإلى إحياء اللغة الأمازيغية، ذلك أنه إذا كُنَّا في حاجة بالفعل إلى الانجليزية لتوطين المعارف والعلوم أكثر من حاجتنا للفرنسية، فإننا في حاجة إلى لغتنا الوطنية لكي نكون أو لا نكون، لأنه لا معنى لتقدُّم شعبٍ إذا فَقَد هُويته، ولا معنى لتوطين العلوم إذا كان ذلك على حساب فقدان الذات التاريخية والحضارية. كل الشعوب والأمم التي تَمكنت من أن تحتل اليوم مكانة في العالم في ظل هيمنة اللغة الانجليزية لم تتخلَّ عن لغتها الوطنية ولم تتردد في وضع الخطط والاستراتيجيات لكي تمكنها من التفتح على العلوم والتكنولوجيات المختلفة.

خطأ كبير ينبغي ألا نقع فيه، إذا ما استبدلنا لغة أجنبية بلغة أجنبية أخرى ونسينا مَن نكون أو قتلنا ثقاتنا الوطنية ومسخنا شخصيتنا التاريخية. لا اليابان ولا الصين ولا روسيا ولا تركيا ولا إيران، أو غيرها من الدول المتقدمة أو الصاعدة اليوم نست لغاتها الوطنية أو قتلتها أو وضعتها بين قوسين، بل عملت جميعا على توطين جميع المعارف والتكنولوجيات بلغاتها الوطنية، ولم تتردَّد في رسم الخطط والاستراتيجيات لنقلها إلى مصافّ العالمية، رغم استخدامهم جميعا للغة المشتركة في مجال العلوم؛ أي الانجليزية من أجل التواصل أو الاحتكاك أو اكتساب الخبرات.

لم تكن قطّ اللغة الإنجليزية أو غيرُها من اللغات بديلةً للغة الأم… كما عمل البعض عندنا ومازال يعمل لكي تحلّ اللغة الفرنسية محل اللغة العربية أو الأمازيغية، ليس فقط في العلوم والتكنولوجيا إنما في جميع مناحي الحياة ضمن نظرةٍ احتقارية للذات الوطنية تعود جذورها إلى الحقبة الاستعمارية، إذ كان يُنظَر إلى الجزائريين كأقوام من الدرجة الثانية ينبغي أن يتحوَّلوا إلى فرنسيين، ما يجعل “الجزائر أرضا فرنسية رغم التاريخ والجغرافيا واللغة والدين وعادات الشعب الجزائري”، كما نبّه إلى ذلك بيان أول نوفمبر.

لذلك، علينا بمناسبة اليوم العالمي للّغة العربية الذي يصادف 18 ديسمبر من كل سنة، بدل أن نُهنِّئ أنفسنا ببدء الشروع في تعميم استخدام الانجليزية، أن نعمل لكي تنهض لغتُنا الوطنية ونُعيد لها الاعتبار العلمي، وهي أهلٌ له دون شك.

ينبغي ألا تُصبح دعوتُنا إلى الاستعانة بالإنجليزية على الفرنسية كدعوة بعض الأقوام للاستنجاد بالأجنبي ضد الأجنبي. إننا نمتلك فضلا على لغتنا الأمازيغية أغنى وأرقى لغة في العالم، أي اللغة العربية، لغة القرآن الكريم والعلم بمختلف أصنافه، كما نمتلك رصيدا معرفيا وتراثا علميا ضخما بهذه اللغة بمنطقتنا، ساهم فيه علماؤُنا من أمازيغ وعرب عبر العصور، ونشروه إلى أوربا عبر قرطبة وطليطلة وصقلية وغيرها من المدن.

علينا أن نحيي هذه الجذوة الوطنية والتاريخية فينا، وأن نضع نصب أعيننا هدفا مستقبليا بعيد المدى يجعلنا لا نكتفي بنهل العلوم بأي لغة كانت، بل بأن تستعيد لغتُنا العربية أمجادها العلمية في يوم من الأيام.. وذلك هو الأمل الحقيقي المنشود.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
9
  • العنسي

    وكأن الكاتب يريد أن يحصر لغة الضاد في البلدية و المسجد ... هذا مخطط خطير

  • radia

    عندما تصبح الأمازغية لغة عندها يكون لكل مقام مقال.

  • محمد

    من الناحية التربوية فقط ترقية تعليم اللغة العربية لها أهمية كبرى في تكوين نفسية الطفل.إن ترسيخ لغة الطفل وتنميتها من حيث المفردات والتراكيب تجعله ينسجم مع محيطه الاجتماعي لتمده بوسائل التفكير وتساعده على اكتساب المعارف الضرورية لاكتشاف ما هو في حاجة ماسة إليه لضرورة توازنه النفسي والعقلي دون معاناة ما تفرضه عليه أية لغة أجنبية.بتلك اللغة الطبيعية تنضج حركاته وينمو تفكيره ويكتسب وسيلة التواصل مع غيره دون اضطراب ولا إحساس بالعجز عن القيام بأي عمل.لذلك من الضروري أن تعتني المرحلة الدراسية كلها بترقية اللغة العربية دون كلل لأن تعليم أية مادة مهما كانت علومها لايمكن اكتسابها إلا بالتحكم في لغة الأم

  • عبدالله FreeThink

    عكس البروباجندا العنصرية الفرنكوبربرية، فهم لايذكرون أبدا أننا فينيقيون، كل شمال الجزائر كان فينيقيا، والفينيقيون هم عرب الشام أصولهم من اليمن، إذ هاجروا بعد دمار سد مأرب.
    الفينيقيون كانوا من أوائل الحضارات..وهم من صنع الأبجدية، حتى كلمة تفناغ فيها كلمة فينيق بلهجة محلية لأن التاء بداية الكلمة تدل على المؤنث.
    هذا فقط درس تاريخ..لكن أنا من جهتي لا أعترف بالأعراق تماما، نحن جزائريون مسلمون وكفى، العربية واجب علينا تعلمها بشكل قوي لأنها لغة القرآن، بحيث تجعلنا نفهمه عفويا، كذلك أي دولة تركز على تدريس لغتها بشكل قوي فتبني لها ثقافة وأفلاما ومسلسلات لأن بداية كل الإنجازات هي اللغة القوية.

  • لماك

    هو مجرد إقتراح إستبدال لغة أجنبية بأخرى أجنبية أكثر إستعمالا و فعالية و فقط ، أما اللغة العربية فهي من مقومات الهوية و تحتل مرتبتها الخاصة و يتعين علينا ترقيتها, لكن ما يؤسفني هو انهم أقاموا الدنيا و لم يقعدوها بمجرد المساس بلغة أمهم خرنسا و اللتي بدورها انتهجت نفس السبيل,

  • عبد الكريم الأندلسي

    يقول قلالة (التوجّه إلى اللغة العربية وإلى إحياء اللغة الأمازيغية) وبعيدا عن المشاعر الجياشة والحساسية المفرطة عندما يتكلم المرء عن الأمازيغية قد يسأل سائل وهو محق: إذا كانت العربية لغة لا يختلف عليها إثنان فالأمازيغية تنقسم إلى 17 لهجة بالجزائر وأحيانا لا رابط بينها فنفس الشيء تجد له 17 اسما مختلفا فعن أية لغة تتكلم؟ ثم ودون انفعال أنا أتتبع القبائلية واستمع له بفضول فألاحظ أنها 80% فرنسية ملقمة بـ20% من القبائلية فهل هذه لغة قائمة بنفسها ولها قواعدها المستقلة عن باقي اللغات وبدون تحيز ولا عاطفة؟ فالشخص الوحيد الذي وجدته صريحا ولا ينافق فيما يتعلق بما تسمونه اللغة الأمازيغية هو بن قرينة فقط!

  • الهادي يطو-خليل-برج بوعريريج

    اللغة العربية هي من وحد ويبقى يوحد الجزائريين،ولا غرو في ذلك،فالشعب الجزائر متمسك بعروبته واسلامه وامازيغيته وكل مقومات الامة، اما اللغة الانجليزية التي اصبح يتغنى بها،فهذه الخزعبلات منذ الاستقلال ونحن نسمعها.

  • Azer

    اخشى ما اخشاه ان يحدث لنا في اللغة كما حدث لنا مع المسلسلات اذ تم تغيير المسلسلات المصرية بالتركية بدل تشجيع الانتاج الوطني .
    هل محكوم علينا تشجيع كل ماهو غريب عن طموحات الشعب ؟

  • حر

    “بجاية الإسلام علّمت أوروبا الرياضيات بلغة العروبة”
    رحم الله العلامة (مولود قاسم آيت بلقاسم)