-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

“الإيغوار”… ما ينبغى أن نَعلَمه ونَعمَله!

“الإيغوار”… ما ينبغى أن نَعلَمه ونَعمَله!
ح.م

نبّه “هتغنتغن” في كتابه “صدام الحضارات”، أن أكبر خطر يُمكن أن يهدِّد الولايات المتحدة والغرب بشكل عام هو إمكانية التحالف بين “الكونفوشيوسية” و”الإسلام”، باعتبارهما حضارتين شرقيتين بامتياز.

ولم تكن هذه النتيجة التي وصلها “هتنغتن” من فراغ، بل قائمة على عنصر جوهري يتمثل في كون “الكونفوشيوسية” فلسفة إنسانية ظهرت قبل الإسلام  جعلت من الإنسان محور التغيير وليس محيطه المادي. أي أنها والإسلام غير ماديتين، على خلاف الشيوعية أو الماوية التي حكمت الصين في النصف الثاني من القرن العشرين.

وكانت انطلاقة “هتنغتن” من كون الصين بدأت بعد الثورة الثقافية في نهاية ستينيات القرن الماضي تطرح ضرورة العودة إلى التعاليم “الكونفوشيوسية” غير المادية لبناء ما أصبح يسمى اليوم في الأدبيات الصينية السياسية “الشيوعية الحضارية”، أي منذ الإشارات الأولى لعودة  الطرح الحضاري في سياستها العالمية باعتبارها  ثاني أكبر دولة في العالم إن لم تكن الأولى في أكثر من ميدان وعلى أكثر من مستوى.

هنا، أصبح لزاما على الأمريكيين ومن والاهم، الشروع في استباق إمكانية التحالف هذه. ومن هذه اللحظة أصبحت حالة المسلمين في الصين من الأولويات. وبدأ في العشر سنوات الماضية التركيز على إحدى أكبر الأقليات المسلمة في الصين “الإيغوار”، بعيدا عن التذكير والاهتمام بالأقليات الأخرى مثل (التتار والاوزبك والسلار والكاجيك والقرغيز… الخ)، باعتبار أن “الأيغوار” هم أكبر أقلية، وباعتبارهم قبل ذلك يقيمون في منطقة استراتيجية غرب الصين هي منطلق خط الحرير الجديد الذي شرعت الصين في توزيع   إنتاجها عبر العالم من خلاله… بما يعني أن الأمريكيين اليوم ومَن والاهم إنما شرعوا في تجديد ذات الخطة التي تم تنفيذها ضد الاتحاد السوفياتي الشيوعي الذي غزا “افغانستان” المسلمة المظلومة. والكل أصبح يعلم اليوم كيف أن نصرة الاسلام في “افغانستان” لم يكن أكثر من مبرر للإطاحة بالاتحاد السوفياتي وفي ذات الوقت لاستنزاف ثروات المسلمين وتجنيد شبابهم فيما عُرِف بتنظيم القاعدة، ثم القضاء عليهم وتحويل جزء منهم إلى إرهابيين…

هكذا ينبغي أن ننظر لمسألة إخواننا “الإيغور”. وعلينا نصرتهم، ليس من خلال المنظور الأمريكي المطروح   اليوم، أمريكا  ناصرة الاسلام والمسلمين والصين الشيوعية عدوتهم وراعية الارهاب ضدهم… إنما من منظورنا الخاص كمسلمين نعرف بأن تاريخ الإسلام في آسيا كان باستمرار من خلال التآخي والتسامح، أما تاريخ أمريكا والغرب ضد الإسلام فكان باستمرار تاريخ العنف والحرب… يكفي أن نسأل: وهل مَن يُقتَل في فلسطين برعاية أمريكية وغربية ليسوا مسلمين؟ أم أن الشفقة هي فقط على “الإيغوار”؟

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
4
  • صنهاجي قويدر

    المسلمون يستبدلون الذي هو ادنى بالذي هو خير ، يبحثون عن القشة التي تنجيهم من الغرق . يعلمنا ديننا الحنيف أن لهم دينهم ولنا دين ، وقوتنا تكمن في تمسكنا بالكتاب والسنة ، كنا اذلاء فاعزنا الله بالاسلام ، وصرنا اذلاء عندما نبذنا الاسلام ظهريا هذا هو فصل الخطاب وليس،"هتغنتغن" وتنبيهاته

  • ياسين

    لو عدنا قليلا إلى الوراء لوجدنا هذه الحالة تشبه ظروف نشأت "باكستان" التي لم تكن سوى صناعة بريطانية للحد من انتشار الاسلام في آسيا و يشكل هو "ثقافة اللاعنف لغاندي مع مبادئ الاسلام السمحة" سدا منيعا للاستعمار الجديد؟؟؟ و قليل من يفهم أساليب الصراع الفكري و طرقه الماكرة في تحطيم الدول و تشتيت الشعوب؟؟؟

  • Ahmed

    استاذ لا عذر لنا في عدم نصرة اخواننا المستضعفين في الارض. مع اخذ الحيطة كما نبهت في مقالك , هناك الف امكانية لذلك عن طريق الظغط الدبلوماسي والاقتصادي

  • عبد الرحمان بن مبروك إليزي

    والله لو نورتنا أكثر يا أستاذ فما أشرت إليه كان ذاك ما يدور في خلدي من تساؤلات وما رأيك في هذا الإقتراح أن ثلة من المثقفين والمفكرين مثلك في جميع البلدان الإسلامية يرفعون لائحة للسفارات الصينية يبينون فيها علاقة المسلمين بهم وما يتمتعون به من سمعة طيبة يجب الحفاظ عليها بحفظ حقوق المسلمين عندهم ، وبالمقابل ما هي تخوفات الصينيين فلعل من المسلمين من درس في مدارس إسلامية لا تراعي خصوصية المسلمين في بلاد غير المسلمين فحملوا فكر الإصطدام.