-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
تعد سيدة الشهادات على مر السنين والتجاوزات تُحوّل الأفراح إلى أقراح

الاحتفال بـ “الباك”.. مواكب الموت وصخب الملاعب!

صالح سعودي
  • 5556
  • 12
الاحتفال بـ “الباك”.. مواكب الموت وصخب الملاعب!
أرشيف

برهنت شهادة البكالوريا على مكانتها الكبيرة وسط الجزائريين، حيث إن الاحتفال بها يختلف كثيرا عن بقية الانجازات الدراسية، حتى إن إحراز الدكتوراه قد لا يعني الكثير لدى البعض، مقارنة بنيل أبنائهم لشهادة البكالوريا التي تعد في نظرهم سيدة الشهادات العلمية على مر السنين، يحدث هذا رغم بعض التجاوزات التي حوّلت أفراحا إلى أقراح، في ظل طغيان الصخب على طريقة جماهير الملاعب، بشكل قد يخلف جرحى وحتى موتى، مثلما حدث أول أمس في نقاوس وقسنطينة ومناطق أخرى من ربوع الوطن.
تعيش العائلات الجزائرية منذ الخميس على وقع الكشف عن نتائج امتحان شهادة البكالوريا، وسط أجواء من الفرحة وأخرى من الحزن، بحسب نوعية النجاح والإخفاق في هذا الامتحان الذي يراه الكثير بأنه يعد منعرجا مهما في المسيرة الدراسية لأي تلميذ، وبمثابة بوابة نحو دخول الجامعة من أوسع الأبواب، وإذا كانت أخبار نتائج شهادة البكالوريا أصبحت تنتشر بسرعة بين الجزائريين، بفضل تطور تقنيات التكنولوجية الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي التي سهلت المهمة، إلا أن الأمر يختلف عن الأجواء السائدة في العشريات السابقة، حيث إن الجميع يعيش على أعصابه طيلة فترة الانتظار، ما يجعل المعنيين وأوليائهم في حالة استنفار وترقب لسماع أي مستجدات بغية الإسراع إلى المؤسسات الثانوية، وعلى ضوء ذلك يتم تداول الأخبار شفويا أو بالتنقل إلى أهالي المعنيين ممن يقطنون بعيدا حتى يزفوا لهم الخبر السعيد، في الوقت الذي يتم الشروع في بث أخبار الناجحين على أمواج الإذاعة الوطنية، على وقع الأغنية المشهورة للمطرب القدير رابح درياسة “جابوها جابو البكالوريا هاذوك الشجعان” التي تصنع الحدث في البيوت السعيدة بالخبر السعيد، على أن يتم نشر قوائم الناجحين أيضا على صفحات الجرائد الوطنية لتسهيل مهمة الاطلاع عليها من طرف الأهل والأقارب.

هذا هو الفرق بين بكالوريا اليوم وبكالوريا أيام زمان

وبخصوص إمكانية إحداث مقارنة بين بكالوريا الأمس واليوم، فقد أجمع الكثير على وجود فروق كثيرة، سواء من حيث نوعية الدراسة والتدريس أو طريقة الاحتفال بهذه المناسبة، حتى إنها ارتقت إلى مرتبة الأعراس، بدليل أن بعض العائلات تلجأ إلى كراء قاعات الحفلات في هذه المناسبة، في الوقت الذي كانت تكتفي العائلات الجزائرية قديما باحتفالات بسيطة في البيوت، من خلال تنظيم حفل غداء أو عشاء وفق الإمكانات المتاحة.
من جانب آخر، يؤكد البعض على توفر كل الإمكانات في الوقت الحالي، من حيث ظروف التمدرس ودروس الدعم ونوعية المراجع، ما يجعل حسبهم الكرة في مرمى التلميذ الذي يوجد أمام خيارين، إما الاجتهاد في طلب العلم أو الكشف آليا عن فشله وعدم رغبته في النجاح، على خلاف الجيل السابق الذي عانى الفقر والعزلة والحرمان، ما يجعل فشل بعضهم له ما يبرره، بدليل أنهم كانوا يعتمدون على الكتب المدرسية وتوجيهات الأساتذة فقط، ولم يكن لهم الحظ لاقتناء كتب خارجية، ناهيك عن استحالة القيام بدروس خصوصية، إضافة إلى قطعهم مسافات طويلة من مقرات سكناهم بغية الوصول إلى المؤسسات التعليمية، ما يُرغم الكثير منهم على الإقامة طيلة فترة الدراسة وفق النظام الداخلي..
ومع ذلك فقد عرف الكثير منهم كيف يحققون نجاحات مميزة في أصعب الظروف، وهو ما يؤكد في نظر البعض أن توفير العوامل المساعدة والمحفزة أمر مهم، لكنها غير كافية لتحقيق النجاح في شهادة البكالوريا أو في أي مسار علمي آخر، بقدر ما يتطلب رفع التحدي والاعتماد على الذات، والمواظبة على مراجعة الدروس لتكريس منطق الرغبة في النجاح.
وبصرف النظر عن ردود فعل الأولياء بعد الإعلان عن النتائج النهائية للبكالوريا، إلا أن العاملين في الحقل التربوي يُجمعون على ضرورة تفادي الضغط على التلاميذ، وضرورة الوقوف إلى جانبهم، من خلال دعوة الراسبين إلى أخذ العبرة من هذا الفشل حتى يكسبوا نجاحات في المستقبل، ومطالبة الناجحين إلى التحلي بالواقعية والاقتناع بأن النجاح في البكالوريا مجرد أول خطوة نحو تعزيز التحدي لكسب نجاحات نوعية في الجامعة، بعيدا عن كل أشكال التراخي والغرور، معتبرين بأن إحراز “الباك” لا يضمن بالضرورة النجاح في المسار الدراسي الجامعي، كما أن الإخفاق في هذه العقبة لا يعني الشعور باليأس، بدليل أن الكثير من الطلبة الذين أخفقوا في اجتياز البكالوريا عدة مرات، قد حققوا مسارا مميزا في الجامعة تُوّج بالحصول على أكبر الشهادات وتولي أعلى المناصب والمراتب.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
12
  • الناقد

    لا حول و لا قوة إلاّ بالله، من يشاهد الصورة يظن أن الأمر يتعلق بمونديال روسيا !
    الله يستر في السنة الجامعية 2018-2019 !

  • فيصل حمادي ليسانس مالية

    مناهج التدريس يتم تغييرها بما يتلائم مع مصالح الشعب الفرنسي
    علينا القظاء على اللغة الفرنسية واستبدالها باللغة الانجليزية ثانيا بعد اللغة العربية
    لان لغة , العربية لغة القران
    انا انزلناه قرانا عربيا
    قرانا عربيا غير دي عوج
    ولو جعلناه اعجميا لقالو ااعجمي
    وعربي
    قل هو الدين امنو هدى وشفاء و الدين لا يؤمنون هو عليهم عمى حسبنا الله

    الانجليزية هي لغة العلم

  • فيصل حمادي ليسانس مالية

    شهادة البكالوريا لم تفقد قيمتها وانما مستوى الاخلاق تدنى في المجتمع وعندما تفقد الاخلاق تدهب كثير من القيم
    انما الامم الاخلاق ما بقيت فان هم دهبت اخلاقهم دهبو
    رايت الناس قد مالو الى من عنده المال
    ومن ليس عنده مال فعنه الناس قد مالو
    قالة انا يكون له الملك علينا
    قال
    ان الله اضطفاه عليكم وزاده بصطة في العلم

    والله واسع عليم الحمدلله رب العالمين له الحمد الحسن واللثناء الجميل
    والصلاة والسلام على رسوله الاكرم محمد واله وصحبه

  • فيصل حمادي ليسانس مالية

    كنا ندرس في طروف جد صعبى تحدينا جميع الطروف اولها الفقر والمرض وضعف الامكانات
    تفوقنا بفضل الله اولا واخرا والحمد لله
    الدولة الجزائرية طلمت كثيرا من شباب الجامعات
    منعتهم من حقوقهم ومستقبلهم
    لكن الله سبحانه سيجازي عباده الاخيار ان عاجلا في هده الدنيا او الاخرة لا ريب دلك عندي
    انا لننصر رسلنا والدين المنو في الحياة الدنيا
    ويوم يقوم الاشهاد يوم
    لا ينفع الطالمين معدرتهم

  • فيصل حمادي ليسانس مالية

    رهنت شهادة البكالوريا على مكانتها الكبيرة وسط الجزائريين
    لان الشعب الجزائري يحب العلم والمعرفة والتفوق
    يحتاج الى من يقوده في جميع الميادين

  • انيس

    ياسي محند الدراسة والباك والاحترام كان في70 /80 اخر فوج كان بداية تسعينات بابيش اليوم تلميذ ومعلم ايحب يتفحشش بلا جهد وباتزوير ورياء بلكريدي . ناس زمان قالو الراعي مصابش واش ايدير كصر عصاه

  • مسعو

    واش هذا هل نحن شعب لا توجد لنا ثقافة
    الإحتفال مثل باقي الأجناس فبعض اعراسن
    تتحول الى مآتم واذا تنقل شبابن من مدينة
    الى اخرى لتشجيع فرقهم الرياضيه
    فحدث ولآ حرج قبل ايام انتهى عرس دولي
    بدون حوادث والحمدلله فمتى نتعلم نفرح

  • سوسو

    الفرحة امليحة ولكن العين كاينة والحسد سلام الف مبروك للفائزين

  • جزائري حر

    مبروك عليهم الزواج مسبقا فكل بنت تتحصل على البكالوريا تكون قد ضمنت الزواج ففرحتهم ليس بالباك وإنما بالزوج المضمون.

  • المجرب..

    بنسبة كبيرة ولا اقول كلهم بل معظمهم نيتهم في الفرح بالبكالوريا حقودية مكسوة بالحسد .و الزغاريد و اصوات منبهات السيارات رسالة من شخص يكره الاخر او من جار بكره جاره لاتفه الاسباب .بمعناها اللغوي العربي ** اياك اعني و اسمعي ياجارة** هل اصبح النجاح في البكالوريا معجزة و نحن نعرف جيدا ان هذه الشهادة اصبحت في متناول الجميع بعدما كانت في الماضي البعيد صعب نيلها وكانت حقا شهادة بمعنى الكلمة.

  • العلم

    يا حصراه. على. الباك. ايام. زمان
    والله. هذا. الوقت. اجمل. بكثير
    اتذكر انا. لما. لما. تحصلت. على. الباك سنة 1985 كنت في المقهى. مع. صديق. لي
    لم. يسعفني. اااحظ. لمواصلة. دراستي. في. الجامعة وهذا. لوضعيتي. الاجتماعية
    لا. دراهم. لا. أهل. يساعدونني و لا اي. شيء . بكيت. كثيرا على. وضعيتي
    بعد. أشهر. توجهت. مباشرة. الى. الدرك. الوطني. لقيت. مساعدة. هناك وواصلت. الدراسة. الى. ان. غادرت الدرك للتقاعد. برتبة نقيب. والحمد للله. على كل حال
    اتمنى. التوفيق. للجميع. انشاءالله
    العلم نور والجهل ظلام

  • مولود

    يـا حصراه على البــاك يوم جبنـاه كانت النسبـة 5 بالمائـة و يعـتبر لا حـــــــــــــــــدث في العائـلة