-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الاختراع ليس فساد!

جمال لعلامي
  • 436
  • 1
الاختراع ليس فساد!
ح.م

لفت انتباهي تعليق أحد القراء، على موضوع “دفع 100 مليون لاستيراد سيارة مستعملة”، عندما قال “لا تقلقوا الجزائريون سيخترعون الحل، وسيعبئون سياراتهم بمختلف السلع من هواتف ذكية وتلفزيونات وغيرها، حتى يبيعونها هنا بالجزائر لتعويض الرسوم والـtva المفروضة على عملية استيراد المركبات أقلّ من 3 سنوات”!

الحقيقة والواقع، يقولان، إن الكثير من الجزائريين، مسؤولين ومواطنين، فعلا اخترعوا طوال سنوات عديدة، بدائل وحلول لعدّة قوانين وتشريعات، لكن للأسف، فإن الاختراع الذي يقول المثل بأن “الحاجة أمّ الاختراع”، كان في أغلب الحالات ضدّ القانون وضد الأخلاق وضد القيم والتربية، وهو ما أوصل البلاد والعباد إلى وضعية فساد مرهقة وصادمة في عدة قطاعات!

للأسف، فإن إبداع البعض من المعتوهين، خلال العشرين سنة الماضية، كان إبداعا من نوع خاص، فقد تمّ تأسيس عصابة بأذرع وأرجل متعددة، من أجل نهب المال العام وإبرام الصفقات المشبوهة ومخادعة “شعيب الخديم” وتزوير الانتخابات وفق نظام “الكوطة” والتعيين الأبدي، الذي يُريده اليوم المنتفعون أن يستمرّ حتى تستمر مصالحهم ونفوذهم!

“براءة وبراعة الاختراع” هي التي مكّنت سياسيين ومتشبهين، ووزراء وولاة وأميار ونواب ورؤساء أحزاب ورجال أعمال ومديرو شركات ومؤسسات، من الاستحواذ على خيرات البلد، وإخضاع القانون إلى سلطانهم، من خلال تقنين عمليات النهب والسلب والكذب، بأشكال أذهلت الجزائريين وكرّهتهم في الأوضاع ورفعت نسبة الهروب وهجرة الأدمغة وحالات الانتحار والإدمان حتى وسط القصّر وكذا تزايد “الحراقة” عبر قوارب الموت!

الجميع اليوم بحاجة إلى اختراع يُعيد القاطرة إلى السكة، ويُنصف المظلومين، ويعيد الكلمة والسيادة إلى “فخامة الشعب”، ويبث منطق الحساب والعتاب والتوبيخ في أوساط الحاكم والرعية بعدل وإنصاف ومساواة، ويقرّ بأن الانتخابات هي الابتكار الوحيد لحلّ الأزمات والخلافات السياسية، وهي المسلك الأوحد والوحيد لاحترام الإرادة الشعبية وبناء الدولة!

أمّا وأن تعتقد كمشة من “الدبابير”، بأن الاختراعات تعني “التخلاط والتخياط”، وتعني التحريض على الفوضى والفتنة، وتعني اقتسام الغنيمة تحت الطاولة، وتعني حماية “الباندية” وتحصينهم بالإفلات من العقاب، وتعني تغليب الأقلية “الساحقة” على الأغلبية المسحوقة، وتعني افتعال الأزمات وتطويل عمرها للاستفادة من الغلة المسمومة.. إن كان هذا هو الاختراع، فالأكيد أن لا أحد يعترف ويفتخر به، سوى ثلة من الانتهازيين والغمّاسين!

اخترعوا ما يخدم المصلحة العليا للوطن والمواطن، وما يخدم الوحدة والسيادة الوطنيتين، وقوّة الدولة التي لا تعني السلطة، وما يخدم جمهورية شعبية ديمقراطية رضعت حليبا نوفمبريا مطعّما بلقاح وطني إسلامي!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • نحن هنا

    العصاية في نقاهة ثم تعود