-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
مؤرخ يتهمه بتوظيف قضية بومنجل لاعتبارات انتخابية

الاعتراف بتصفية بن مهيدي هي خطوة ماكرون المقبلة!

محمد مسلم
  • 3442
  • 14
الاعتراف بتصفية بن مهيدي هي خطوة ماكرون المقبلة!
أرشيف

لا يزال قرار الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، القاضي بالاعتراف بمسؤولية جيش الاحتلال في تصفية المحامي والمناضل، علي بومنجل، تصنع الجدل سياسيا وإعلاميا في فرنسا، بعد نحو أسبوع من صدور القرار، فيما توقع متابعون أن تكون الخطوة المقبلة، الاعتراف بمسؤولية الدولة الفرنسية في تصفية الشهيد البطل العربي بن مهيدي.
بعض الفرنسيين بمن فيهم الأكاديميين لم يهضموا القرار، ومنهم المؤرخ، جان مارك ألبرت، الذي طالب بقرار مماثل من الجانب الجزائري، وذلك في مقال، نشره أمس بيومية “لوفيغارو” المعروفة بقربها من الأوساط اليمينية في فرنسا.

بالنسبة لهذا المؤرخ، فإن “السلطات الجزائرية لا تنوي الاعتراف بالجرائم المنسوبة إلى جبهة التحرير الوطني”، وفق زعمه، ومن ثم فهو يرى أنه “لم يكن هناك داع لاعتراف باريس بالجريمة التي ارتكبت ضد محامي جبهة التحرير الوطني، علي بومنجل”.

يعتقد المؤرخ الفرنسي أن إيمانويل ماكرون، بالغ في استرضاء الجزائر من خلال اعترافه باسم الدولة الفرنسية بمسؤوليتها في تصفية المناضل الشيوعي والأستاذ الجامعي المتعاطف مع جبهة التحرير، موريس أودان، ومن بعده الاعتراف بمسؤولية الدولة الفرنسية في تصفية المناضل علي بومنجل، لكنه يهتدي بسرعة إلى ما يراه هدف ماكرون من وراء خطوته هذه.

وبالمقابل، يتحدث عما يمكن أن تفعله الجزائر على هذا الصعيد، وهو يشير هنا إلى ما يعتقد أنه مسؤولية الطرف الجزائري في تصفية واختفاء بعض الفرنسيين و”الأقدام السوداء” و”الحركى” بعد الاستقلال، وهي الرواية التي يرددها بعض المؤرخين الفرنسيين المسكونين بهاجس ضياع حلم “الجزائر فرنسية”.

يربط جان مارك ألبرت بين قرار الرئيس الفرنسي وتوقيته، عندما يتساءل عن هدف ماكرون من وراء إثارة مثل هذا النقاش في هذا الوقت بالذات، مرجحا فرضيتين لما أقدم عليه، أولها المكاسب الانتخابية التي يمكن أن يجنيها من وراء ذلك، أو تحويل اهتمام الرأي العام الفرنسي عن النقاش الدائر هذه الأيام في صالونات باريس ومنصاتها الاعلامية، حول ما يسمى “اليسار الإسلامي الجامعي”.

المؤرخ الفرنسي يرى أن السلطات الجزائرية لم تتحمس كثيرا للاعتراف الذي قدمته باريس لعائلة الناشط الفرنسي الداعم للثورة التحريرية، موريس أودان، في عام 2018، وهو ما شجعها لتقديم تنازلات أخرى (الاعتذار لعائلة بومنجل)، لكنه دافع عن القمع الذي تعرض له داعمون لقضية التحرر في الجزائر، مثل حاملي الحقائب بتهمة التخابر مع “العدو”، والذين من بينهم فرنسيون أيضا.

ومن منظور جان مارك ألبرت، فإن “التنازلات” التي قدمها الرئيس الفرنسي للجزائريين، مدفوعا بضغط الحركات المناهضة للاستعمار في العالم الثالث والحملات الصحفية التي رافقتها، وكذا تكريم وزير الداخلية الفرنسي، جيرالد دارمانان، لـ”الشهداء” الجزائريين، وما تضمنه تقرير المؤرخ بنجامان ستورا، فإن كل هذا لم يؤد إلى المصالحة بين الذاكرات، وهو الهدف الذي وضعه ماكرون هدفا لسياسته على هذا الصعيد.

وبرأي المؤرخ الفرنسي، فإن الاعتذار لعائلة الشهيد بومنجل، لا تعدو أن تكون مجرد خطوة “رمزية”، لأن الجنرال الفرنسي بول أوساريس، كان قد اعترف بجريمة جيش الاحتلال في تصفية بومنجل في عام 2001، وتوقع أن تكون الخطوة المقبلة للرئيس الفرنسي، هي الاعتراف بمسؤولية الدولة الفرنسية في تصفية الشهيد بن مهيدي، وهي الحادثة التي كانت أيضا، محل اعتراف من قبل الجنرال المظلي السالف ذكره.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
14
  • شاوي حر

    اقسم بالله ان عيناي دمعت عنما رأيت هذه الصورة التي تجسد البطل بن مهيدي وهو ينضر باحتقار للجندي الخرنسي المجرم الذي يغطي على ضعفه ويسطنع الرجولة بالسجارة في فمه القذر ويضع يده المرتعشة من الخوف في جيبه والبطل يحملق فيه ولسان حاله يقول له اذا انت رجل فخلي بيني وبين الاغلال وواجهني في الميدان عليك وعلى امثالك رحمة الله وعلى الخونة المجرمين الذين خانو جهادكم الخزي والعار والى الله المشتكى ونتضرع اليه ان ياخذ لكم بالثأثر ممن خانكم وخان الوطن

  • wach rak ya العمري

    راك تخلط ما عندناش باش نغيرو اذن سكوت

  • algerien

    صورة تعبر عن رجولة إلي نخاع الله يرحم شهدائنا أبرار سوف تلتقون بهم يوم حساب و لن تقدرو رفع رؤوسكم أمام العضماء يأيتها العصابة فليكن السجن دنياكم و جهنم مأواكم

  • العمري

    المعيار الحقيقي للخروج من السيطرة الفرنسية هو ترك اللغة الفرنسية والمنتجات الفرنسية كيف دولة فعلت فينا كل ماهو اجرام ومنتجاتها هي الاولى في الجزائر

  • كرامه

    نحن هنا امام مفارقه لم تحصل من قبل فالمجرم يعترف بجريمته الا انه لايحق للضحيه محاكمته!!
    هذا الاعتراف اهانه لكل جزائري بل لو لم يصدر هذا الاعتراف لكان اكرم لنا لانه يجعلنا بموقف الضعيف الذي لا يستطيع ان يحاسب من قتل مواطنيه حتى و ان اعترف !! اما ان يقول هذا المؤرخ او ذاك انه اعتراف مهم او يقارب الاعتذار فهذا نصب و احتيال لجعلنا نتقبل هذه المهزله

  • مواطن

    لو كانت الجزائر دولة ذات سيادة فعلا و قرارها بيد ابنائها الحقيقين لما اصبحنا نتكفف من فرنسا ان تعترف بجرائمها .. لو كنا احرارا فعليا لانتزعنا الاعتراف انتزاعا... و لجعلنا فرنسا تتكفف عند ارجلنا.

  • فريد

    نريد اسماء اولاد فرنسا و من باع الشهداء. اما بن مهيدي نعرف من قتله لكن لا نعرف من باعه

  • دحمان

    يا لعربي بن مهيدي عدبوك وتحملت العذاب في سبيل الله ومن اجل حرية الشعب الجزائري و شنقوك وصبرت من اجلنا الله يرحمك يا سيد شهداء الجزائر ولكن فرنسا ابناءها يتاجرون بقضيتك ويختبؤون وراء الثورة انت على الاقل اوقفت الفرنسيين ببطولتك ولكن نحن نتفرج فقط عار علينا اختبؤو وراء الشرعية الثورية و ديرو رايكم ايجي نهاركم

  • hoho skikda

    نحن عائلة بودربالة نطالب فرنسا بمحاضر التحقيق مع الجد التي خضع لها جدنا على مستوى مراكز تمالوس و عين قشرة و مركز القل و محضر محاكمته و اين اعدمته و اين دفنته

  • شخص

    الله أكبر، رحمة الله عليك يا بن مهيدي، إنها النظرة التي أرعبت كل جنرالات فرنسا

  • elhorr

    لماذا لا تعترف المخابرات و القيادة العليا بجرائمهم لتسعينات و من قبل و من بعد و تفتح صفحة جديدة؟

  • رضوان

    الصورة أبلغ من أي خبر أو تحليل، انها العقيدة الراسخة التي تصنع رجالا صدقوا ما عاهدو الله عليه، فمنهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا

  • بشير

    لنفترض أن ماكرون اعترف بتصفية الشهيد العربي بن مهيدي - رحمه الله - وماذا بعد ؟؟؟ ماذا سيفيد اعتراف فرنسا في حياة الجزائريين ؟؟؟ مثلا هل ستتحسن القدرة الشرائية ؟ هل ستسترجع الأموال المنهوبة ؟ هل سنشاهد الجزائر في مصاف الدول المتقدمة ؟؟؟
    كفاكم تلاعبا بمشاعر الجزائريين، وابحثوا عن الحلول الجذرية للحفاظ على ما تبقى من كرامة الجزائري

  • خالد

    أجدادنا عاشوا جرائم فرنسا و نحن نعيش تبجح فرنسا بجرائمها.