-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

البابا فرنسيس.. جئت متأخرا

البابا فرنسيس.. جئت متأخرا
ح.م

بين أنقاض الخراب والدمار كان البابا فرنسيس يتجول، من بغداد مدينة أبي جعفر المنصور، إلى الاتجاه جنوبا نحو النجف مدينة آخر الخلفاء الراشدين، إلى أور مسقط رأس النبي إبراهيم الخليل، ملتقى أديان السماء، وبشائر ولادة الأنبياء والرسل، ومهبط الرسالات الإلهية للبشرية جمعاء، انتصبت فوق أرضها حضارة سومر أول حضارة إنسانية عرفتها الخليقة، نسجت فيها أولى الأساطير بمضامين العبرة والحكمة.

هناك في أور مدينة جامعة، التقت كل أديان السماء، في حضرة بابا الفاتيكان فرنسيس، على كلمة التوحيد الإلهي، بروح التسامح التي أوصى بها الله، فضاء يتآلف فيه البشر المؤمن بكلمة التوحيد.

كلمة أراد البابا فرنسيس قولها لمعتنقي رسالات السماء: أور.. من هنا بدأت البشرية، حيث بعث الله أولى رسالاته المقدسة، ومن نسل أبيكم إبراهيم كان الأنبياء إسحاق ويعقوب ويوسف وداود وسليمان وموسى وعيسى ومحمد خاتم الأنبياء والرسل.

أور منها كان منطلق البابا فرانسيس إلى سهل نينوى، مدينة النبي يونس، ومرقده الأخير، وإليها وفد رسل السيد المسيح مبشرين برسالة السماء، نينوى عربيا ورد اسمها في لوائح الأديان كافة في السريانية والعبرية، لغات تعددت من أصل آرامي واحد، مدينة كبرى في العصر القديم جعلها آشور القوة العظمى في عهده.

أربيل خاتمة رحلة البابا فرانسيس، ملتقى الحضارات قبل خمسة آلاف سنة، ورمز التآلف بين أقوام الشعوب، خاتمة المعنى في لقاء البشر تحت سماء الله.

شواهد حضارات بشرية انتصبت على هدي رسالات السماء التي حملها رسل الله، دمرها سيئا الصيت “الأب والإبن” جورج بوش بتحالف همجي مع قوى شر أعجمية، فرقت بين الأب وبنيه، وشتت أبناء أمة واحدة في مواسم الخراب والدمار، ونسف أركان وحدة الأديان الإلهية وشواهد وحدة رسالات السماء.

كانت دولة الفاتيكان ترى ما يحل بمدن السماء، كادت تلتزم الصمت لولا عبارات سلام “خجولة” تتناقلها وسائل الإعلام، إرضاء لخواطر المؤمنين في أرض البشر، لكنها عبارات لا تخترق آذانا صماء.

كان العالم ينتظر زيارة بابا الفاتيكان إلى العراق في زمن حصار الجوع والعزلة المقيتة، وعود أطلقت حينها تجسد رغبة معلنة لم تجد لها صدى في ظل الإعداد لغزوة أمريكية همجية، دمرت الشرق الأوسط بأكمله.

الفاتيكان قوة دينية صامتة، تلجمها القوى الكبرى، وتحركها إن أرادت لغايات مخطط خبيث، والبابا محكوم بإرادتها، لا يترجم مبادئ رسالات السماء إذا ما اعترضت خطاها المبرمجة في إستراتيجية مدمرة.

الولايات المتحدة الأمريكية التي عطلت زيارة البابا إلى العراق في زمن حصار الجوع الذي أطبقته على الشعب في عقد التسعينات، ترسل الآن بالتهاني لهذه “الزيارة التاريخية إلى مسقط رأس النبي إبراهيم” دون الخوض في أهدافها الآن.

الحج إلى أور، في عرف الفاتيكان فرض ديني، لا يعطله سياسي حاكم، تكتمل به قداسة البابا بأداء فرائضه كما قال إعلام الكرسي الرسولي: “العراق بلد مقدس سكنه الأنبياء”، لكنه جاء في زمن الخراب متخليا عن أدوات إعادة بنائه رمزا لوحدة الأديان السماوية، وتكريما لأب الأنبياء إبراهيم خليل الله.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
5
  • عزالدين الكناني

    يتبع التعليق الأول
    على رأسهم السيستاني ،وهكذا تحل كل المصائب ألا باعتماد الدين مطية لتحقيق مآرب شريرة.
    أين البابا من كل ما حصل وقد جاع العراقيون بفعل الحصار الجائر الذي دام 13 سنة،ولماذا صمت لما قتل ملايين العراقيين وضربت حتى الجينات التي منها يتغذون،جينات تمر العراق الذي به لا تحصل مجاعة،وأين البابا من مسرحية القبض على الصدام وايصاله الى محكمة شنقته يوم عيد اضحى المسلمين.ان البابا لم يحج الى العراق أنما حاول استرجاع حضور النصارى في هذا البلد وكان الأديان الأخرى ليست بالسماوية.

  • عزالدين الكناني

    على رأسهم السيستاني ،وهكذا تحل كل المصائب ألا باعتماد الدين مطية لتحقيق مآرب شريرة.
    أين البابا من كل ما حصل وقد جاع العراقيون بفعل الحصار الجائر الذي دام 13 سنة،ولماذا صمت لما قتل ملايين العراقيين وضربت حتى الجينات التي منها يتغذون،جينات تمر العراق الذي به لا تحصل مجاعة،وأين البابا من مسرحية القبض على الصدام وايصاله الى محكمة شنقته يوم عيد اضحى المسلمين.ان البابا لم يحج الى العراق أنما حاول استرجاع حضور النصارى في هذا البلد وكان الأديان الأخرى ليست بالسماوية.

  • عزالدين الكناني

    قيمة مقالك حسب رأيي طبعا سيدي الكريم،تكمن في مراجعة مدققة لتاريخ الأديان انتفع منها كل من قرأه انتفاعا مباشرا،ولكن أن اعتبرت زيارة البابا للعراق أتت متأخرة فاني لا أشاطرك في رأيك ،لأن هذا التصرف يندرج في نطاق النفاق الديني، لأن بوش الأب والابن خربا العراق لرغبتهما في الهيمنة على الشرق الأوسط ورسم خارطته الجديدة واستعملا كذلك الدين مطية لممارسة نفس النفاق،اذ هما ينتميان حسب زعمهما الى المحافظين الجدد مدعيان تحويل العراق الى واحة ديموقراطية بتعلة قولهما العراق من غير الصدام أفضل،فسهولة دخول الجيش الأمريكي بعد ملحمة أم القصر حصلت بفعل تسهيل رجال الدين أيضا من المتشييعين في جنوب البلاد وعلى رأس

  • رمزي

    امريكا التي تمثل الغرب الصليبي والصهاينة نشروا قواتهم بالشرق الاوسط ونجح مشروعهم التوسعي الي الابد واصبح القدس العربي الشريف ثالث الحرمين واولي القبلتين ومسري ومعراج رسولنا الاعظم محمد عليه الصلاة والسلام عاصمة ابدية لليهود للاسف الشديد .
    امريكا والصهاينة ينشرون ديانتهم بالشرق الاوسط في المرحلة الثانية يريدون نشر دينهم بين الاعراب والعربان وقد بدا هؤلاء ببناء كنائسهم ومعابد اليهود بالسعودية والامارات العربية والاردن ومصر والبحرين وقطر !!!!!؟؟؟؟

  • كمال

    البابا لم يذهب حاجا كما يتردد و انما ذهب لطلب الحمايه لنصارى العراق بعد تعرضهم للاضطهاد على ايدي الميليشيات الشيعيه تماما كما حصل للسنه . كان عدد النصارى قبل الاحتلال الامريكي مليون و اربعمئه و اليوم مئتي الف فقط .ذهب البابا قارعا باب السيستاني طالبا الحمايه لاتباعه فاخطأ لانه كان عليه قرع باب خامنئي و زياره ايران لذلك سوف لن يتغير شئ من واقع مسيحيي العراق نقول للبابا ( اعد المحاوله في وقت آخر )