-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الباب يفوّت برلمان!

جمال لعلامي
  • 912
  • 1
الباب يفوّت برلمان!

مهما كانت النهاية، والخاسر والرابح، والمستفيد والمتضرّر، فإن لجوء نواب إلى تشميع باب البرلمان بالسلاسل و”الكادنة”، هو انحراف خطير، يجب ألا يستمرّ، حتى لا تصبح في الإعادة إفادة، وقد يستنسخها مثلا المنتخبون عبر المجالس البلدية، فيغلقوا مجالسهم في وجه “المير” الذي يختلفون معه، أو يُخالفونه، أو يرفضون العمل معه!
غلق الباب، معناه أن “الحوار” المعدوم بين نواب المجلس الشعبي الوطني ورئيسه، وصل إلى طريق مسدود، وليس هذا التصعيد والتعفين سوى مؤشر يضرب الهيئة التشريعية في مقتل، ويحطّم ثقة الرأي العام فيها، والأخطر من هذا وذاك، يقلّل من احترامها في عيون شركاء أجانب!
إذا كان النواب لم يجدوا طريقة حضارية لحلّ مشكلة داخلية، “بسيطة”، والتفاهم داخل أسوار قبة زيغوت يوسف، ونشر الغسيل على الحبال بكلّ “هبال” خارجه، وأمام الملإ، هل يُلام مثلا مواطنون احتجّوا على المير أو رئيس الدائرة لأنهما “تلاعبا” بقائمة السكن الاجتماعي، أو قفـّة رمضان أو مناصب الشبكة الاجتماعية أو حتى المنح المدرسية؟
خرجة عدد من النوّاب الغاضبين من بوحجّة، سواء كانوا “أغلبية مسحوقة”، أم “أقلية ساحقة”، وغلقهم لباب برّ-لمان، لا يُمكنه إلاّ أن يضرّ بسمعة الممارسة السياسية، ونشاط الهيئة التشريعية، ومهمة نواب الشعب، الذين كان الأجدر بهم أن يغلقوا هذا الباب مثلا، في وجه بعض مشاريع القوانين التي ضربت جيوب المواطنين وصعقت حياتهم اليومية!
كم هو جميل ومفيد لو انشغل نواب الشعب بقضايا الشعب، بنفس الطريقة والاهتمام و”تكسار الرّاس” والكواليس والضرب تحت الحزام ومعارك الصالونات، التي ركزوا بها جهودهم لنحو 20 يوما في قضية تخصّ صديقهم وزميلهم النائب ورئيسهم في مجلس لا يحترمونه مثلما ينبغي على الأقلّ في الشقّ المتعلق بحضور جلسات المناقشة والمصادقة!
عندما يجمّد نواب أشغالهم ونشاطهم في البرلمان، ولا يحتفظون إلاّ بحقهم و”واجبهم” في السفريات إلى الخارج، وما تنتفه لهم من “تكاليف المهمة”، المدفوعة بالدوفيز طبعا، عندما يفعلون هذا ويصرّون ويلحّون، لا يُمكنهم أن يُقنعوا “بقايا” الناخبين في الوثوق بهم، أو في إعادة انتخابهم خلال التشريعيات المقبلة، بعدما وعدوهم في الحملة الأخيرة بصكوك الغفران ودخول الجنة!
غلق باب المجلس الشعبي الوطني، حتى وإن كان حسب النواب في وجه بوحجة المطالب بالاستقالة، هو أيضا غلق في وجه النشاط الطبيعي لأعمال الهيئة التشريعية، وفي وجه مشاريع القوانين التي تنتظر في الطابور، وفي وجه سمعة مؤسسة من المفروض أنها تفتح أبواب غيرها، ولا تغلق بابها!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • lion tiger

    عدوي الشركات الوطنية وصلت الي (خدامة)برلمان الجهل والظلام انهم لا يريدون مديرهم ؟ من الذي سيسفق علي الزراء وقوانين الحكومة ومن الذي سيرفع يده الآن خلات علي البلاد ؟