-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

البحث عن “أمير عكَّة” لتسليم القدس

حبيب راشدين
  • 1525
  • 4
البحث عن “أمير عكَّة” لتسليم القدس
ح.م

بلسان الواثق من نفسه، قال الرئيس الأمريكي لرئيس وزراء الكيان الصهيوني “أن الفلسطينيين سيعودون إلى طاولة الحوار”، وهو يعني العودة بالشروط التي عرضها ترامب ومهَّد لها بأكثر من موقف مستفزّ للطرف الفلسطيني وللعرب، بدءا بنقل السفارة الأمريكية للقدس واعتبار القدس عاصمة موحدة للكيان، ووقف تمويل هيئة غوث اللاجئين، فضلا عن تصنيف منظمة التحرير الفلسطينية كمنظمة ارهابية.

ومع كل ما جاء في خطاب أبو مازن أمام الجمعية العامة وإلحاحه على وجوب استئناف المفاوضات باحترام مرجعية القرارات الأممية ذات الصلة، ومنها القرارات الخاصة بإنهاء الاحتلال لأراضي 67 بما في ذلك القدس الشرقية، ووقف الاستيطان، وضمان حق العودة للاجئين، فإن زعيم الكيان الصهيوني يثق في وعود ترامب الذي قال له: “إن الولايات المتحدة مع اسرائيل مائة في المائة” واحتاج إلى الاعتذار مسبقا قبل الإسرار على استحياء لنتنياهو بتفضيله لحل الدولتين دون أن يخوض في التفاصيل التي قد تُغضب ضيفه.

وربما يكون نتانياهو قد حصل على تطمين آخر من الرئيس المصري السيسي الذي بدا سعيدا بلقاء نتنياهو، فيما كانت شركاتٌ مصرية وإسرائيلية تضع اللمسات الأخيرة لمشروع تزويد مصر بغاز اسرائيلي، ولم يفت نتنياهو في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الإشادة بالتقارب الحاصل مع بعض الدول العربية، وهو يعني مصر والسعودية والإمارات، على خلفية العداء المشترك لإيران.

أمام هذه الجوقة المحتفية مسبقا بمقدمات “صفقة القرن” التي ينوي ترامب الافصاح عنها مباشرة بعد الانتخابات النصفية للكونغرس نوفمبر القادم، حضر الرئيس الفلسطيني للجمعية العامة بخطاب يرواح عند الحدود الدنيا للمطالب الفلسطينية، وهو يعلم مسبقا استحالة العودة للمفاوضات حتى بشروط ومنهجية أوسلو، مع موقفٍ فلسطيني ضعيف فاقد للإجماع، لم تنجح السلطة ومنظمة التحرير الفلسطينية في صناعته حتى بعد خضوعهما لضغوط عربية رهيبة تحثهما على الانخراط دون قيد أو شرط في “صفقة القرن”، كما لم تنجح السلطة في تحريك موقفٍ عربي وإسلامي، يساعدها على تعويق الصفقة بإيجاد بديل للوسيط الأمريكي، والعودة إلى مظلة الأمم المتحدة تحت عنوان تصفية الاستعمار الذي هو من اختصاص الأمم المتحدة ومجلس الأمن.

وما لم تسارع السلطة إلى التهديد بجدية بحل سلطة أوسلو، ونقل عبء الاحتلال إلى الطرف المحتلّ، وتفكيك شرطة دايتون التي نجحت، حيث فشلت قوات الاحتلال الصهيوني في إخماد روح المقاومة بجميع أشكالها العسكرية والسياسية، فإن ما جاء في كلمة أبو مازن أمام الجمعية العامة لن يصمد طويلا أمام الضغوط الأمريكية مدعومة بترحيب عربي من دول تساوم اليوم جهارا على تصفية القضية الفلسطينية، مستغلة ضعف الموقف العربي وفتن المشرق المستدامة.

غير أنه ومع كل هذا التهويل، فإن مسار تنفيذ “صفقة القرن” يبقى رهن مشيئة النخب الفلسطينية التي تعود لها الكلمة الأخيرة في أي تسوية قادمة، حيث لن يكون بوسع الولايات المتحدة، ولا حتى الأمم المتحدة فرض حل على الفلسطينيين ما لم يتطوَّع فريقٌ فلسطيني بادِّعاء التمثيل، والجلوس إلى طاولة المفاوضات، كما لم تكن أوسلو ممكنة لو لم تتطوع منظمة التحرير بالدخول في متاهاتها دون أدنى ضمانات.

الطرف الوحيد الذي سيتحمل مسؤولية تصفية القضية الفلسطينية هم الفلسطينيون أنفسهم، أو من سيتقدَّم للواجهة مدعيا التمثيل الحصري للشعب الفلسطيني وهو راغبٌ في أجر عاجل من فتات المتشابه من السلطة، بدل قيادة الشعب في مسارات المقاومة بجميع أشكالها وهو واثق من أنه ما ضاع حق وراءه مطالب.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
4
  • ايوب الأيوبي

    "انك مسر على الأعوجاج ولو كره ” المشرقيون “الأصل لأنك تراهن على ما تعلمته في “زوايا المشعوذين وما بشروك به لما كنت صغير” انك منشق تابع لمهرجين" ما هذا التبعبير (وليس التعبير) يا هذا
    "إنه مسر على الاعوجاج" "مُسِرُ من المَسْرِ" والحمد لله أنه لم يكن مصرا على الإعوجاج.لأن المسر هو الإخراج والتنظيف

  • ساسي

    حزب النور المصري وهو حزب وهابي سلفي يعترف باسرائيل وبيهودية اسرائيل

  • ساسي

    سيد راشدين لقد نجح المشروع الوهابي السلفي -الصهيوني -الامريكي الصليبي النصراني في اخضاع العرب -حكاما وشعوبا وعلماء الدين- واذلالهم واهانتهم واستعبادهم فلا يجرؤ اي احد علي الكلام
    ترامب ومحمد بن سلمان ونتنياهو استطاعة بتحالفهم مع بعضخهم في اسقاط القضية الفلسطينية في الوحل وانهاء امرها
    ترامب ونتنياهو وملوك الخليج وخاصة السلفية الوهابية اجمعوا علي الاعتراف بيهودية اسرائيل والي الابد -اجتمع عاهل السعودية محمد بن سلمان وملك الاردن والسيسي وملك الاماراتب العربية ونتنياهو المرة الاخيرة بالعقبة حيث تم التوقيع علي اعطاء القدس عاصمة ابدية لليهود -

  • هشيمالهاشمي

    انك مسر على الأعوجاج ولو كره " المشرقيون "الأصل لأنك تراهن على ما تعلمته في "زوايا المشعوذين وما بشروك به لما كنت صغير" انك منشق تابع لمهرجين