-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

البحر على السياحة

عمار يزلي
  • 648
  • 1
البحر على السياحة
ح.م

مع كل صيف، “تبحر لي” عندما أفكر “وين نبحر” هذا العالم! فالبحر أمامنا والعدو من ورائنا، والعدو بطبيعة الحالة هو الحر! فأين المفر؟

صيف هذا العام، جاء بعد شتاء حار وحراك نافع ثم ضار، وعمل حكومة على تقليص نفوذ الخواص في تسيير مواسم الاصطياف! استغلال برهن على سوء تسييره وفساده: خيمة بألفي دينار أو أكثر لسويعات قليلة، في محيط لا دورات للمياه فيه على كثرة مياه البحر والمحيط! لا خدمات جيدة ولا حتى مقبولة، هذا إن جدت خدمات! كل الخدمات المقدمة لا ترقى إلى “خدمة الرعاين”! وسخ، رمال متسخة، صخب وجلبة، لا حراسة أحيانا، وإن وجدت الحراسة، تجد الحراسة ولا تجد لا الحرس ولا الحراس.. مع ذلك، تدفع ثمن ركن السيارة دون ضمان بعدم السرقة، وتكري شمسية بألف دينار أو تزيد..

عندما فكرنا في سحب تسيير الشواطئ العامة من الخواص، إنما كان بغرض إصلاح ما أفسده دهر العاصبات في الوزرات والبلديات، بعدما عملت البلديات على كراء الشواطئ لمسيرين خواص، حتى يسهل عليها جمع المال أولا، ثم إعطاء المشاريع لمن لا يستحق، وأحيانا…بل وغالبا، مقابل مستحقات خارج القانون..المسماة “تشيبا”. هكذا، البلدية تأكل وتوكًل، لكن الخاسر هو الزبون المصطاف، وكأن البلدية تبيع المصطاف بثمن بخس لكي يعمل فيها الخاص ما لم يفعل فيه العام! هكذا، يصبح المواطن، عبدا مملوكا للبلدية، أي للحكومة، تبيعه للخواص ليخسر هو صيفه وتربح هي مرتين: المرة الأولى من خلال ربح القائمين على الصفقة في البلدية، من خلال قيمة “الشيبا”، وتخسر البلدية ـ ولو ربحت ـ بربحها القليل من هذا الكثير الذي تجنيه من كراء الشواطئ! فلا البلدية ربحت، باعتبارها مؤسسة إدارية عمومية حكومية، (لأن قيمة الصفقة اقتسمت مع جيوب الذيوب!)، ولا المواطن ربح! اللهم إلا إذا قلنا “ربح الخسارة”.

ولهذا تجد في هذه الصفقات الرابح الأوحد الأكبر هم اثنان: المشرفون في البلدية على صفقة الكراء من جهة، والخواص المستفيدون من جهة ثانية! فالمسئول في البلدية (وهذا في كثير من الأحيان! قد لا نعمم، ولكن هذا معمول به وبكثرة!)، يربح شيئين اثنين: راحة البال، لأنه لن يكلف نفسه عناء التسيير والتعب مع المصطافين، ولأنه استفاد شخصيا من الصفقة وربح بدون أن يتعب! هذا القانون ينطبق على البلديات وعلى الخواص: مسير الأمر على مستوى البلدية (لجة كانت أو أفرادا أو بقرات!)، ترى الكمية أولا: كم تدفع؟ (لنا وللبلدية!)

صاحب الصفقة في البلدية، أخذ “التشيبا” وراح يبحر في مكان ملائم له خارج البلاد، والمستفيد من الصفقة، يمتص الدم من العباد، والمصطاف يحترق تحت ثلاثة نيران صديقة: نار الحر ونار الضر ونار الشر!

لهذا كله، فهمت الدولة، أنه عليها أن تربط المواطن بالسياحة الصيفية الداخلية بأن تنزع من البلديات ومن الخواص هذه الخاصية التي يكون المتضرر والمفلس الوحيد فيها هو المواطن المغلوب على أمره، على أمل أن تقلص الدولة من هروب دوفيز السي عبد العزيز إلى تونس وإسبانيا وتركيا والمغرب وباريز!

لكن السؤال المفحم هو: هل أننا نملك عقلية السياحة وثقافة السياحة حتى نجلب بها السائح الجزائري أو الأجنبي؟ أبدا! صحيح أننا نملك أحسن الأماكن الطبيعية صيفا وشتاء وخريفا، تلا وبحرا وصحراء، لكن ما ينفع “العود” إذا كان العود أعوجا؟ وما ينفع العطر مع العرق وما تنفع المساحيق مع “المزاعيق”؟

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • حناني مناني

    ما يخص القرد سوى الور ، ما افلح شعيب لاقبل بوتاف ولا بعد عبد العزيز ولا خلال رفع الكادر لانتخاب عبد القادر