-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

“البعرة” وحبّة الفهامة!

جمال لعلامي
  • 1372
  • 1
“البعرة” وحبّة الفهامة!

هذه الجماعة التي نشتري منها “النصائح” بكذا من الملايير..ذكرتني ببائع “حبة الفهامة !” في السوق . حيث ينادي : حبة الفهامة !حبة الفهامة ! سلعة اليوم ما شي كل يوم !؟..فاقترب منه أحدهم و قال له : ما هذه الحبة !؟ فرد عليه صاحبنا: ذق حبة من عندي وتعرّف عليها بنفسك ..
فعندما ذاقها وجدها مجرد “بعرة !!” فرماها وقال له هذا بعر !!..فرد عليه صاحبنا: وأنا واش راني نهدر من الصباح ها هي طلعتلك الفهامة وعرفت أنها بعر..وراك ذقت غير حبة وحدة و فهمت !!
..هذا التعليق، أورده قارئ “فاهم” ردا على عمود “المال السايب” الذي تناولنا فيه قضية شراء “نصائح” بالملايير من عند مكاتب دراسات أجنبية، وكذا تخصيص ملايير أخرى من البنوك أو الخزينة، لإحياء “الجوية الجزائرية” أو إنقاذها من الموت أو الإفلاس !
والحقيقة أن صرف 10 ألاف مليار، أو 20 ألف مليار، على شراء النصائح، أو محاولة إحياء “الميّت”، هو أيضا “فهامة”، وقد يندرج هذا في إطار “فاهم والله لا قرا”، وإلاّ هل يُعقل ان تصرف كلّ هذه الملايير تحت غطاء “أتركني أجرّب، ثمّ أحكم عليّ”؟
حبّة الفهامة هي التي تدفع وزارة المالية إلى التفكير في إلغاء سياسة “السوسيال”، وحبة الفهامة أو بالأحرى “البعرة” هي التي سوّت بين الأغنياء والفقراء والتعساء في اقتسام أموال دعم الخبز والسكر والزيت والوقود والسكن، فهل هناك فهامة أكبر من هذه؟
أليس الفهامة هي التي نقلت الغشّ من التلاميذ في البكالوريا، إلى الأساتذة والإداريين في مسابقات التوظيف والترقية؟ وأليس الفهامة هي التي حوّلت تسريب المواضيع والأسئلة عبر الفايسبوك إلى جزء من المقرّر الدراسي المعتمد من طرف إصلاحات المنظومة التربوية؟
الفهامة هي التي تجعل بعض الولاة والأميار لا يجدون سوى الأراضي الفلاحية ومستثمرات البرتقال والليمون والتين والزيتون وحتى “الهندي”، لاقتطاع هكتارات منها باسم إنجاز مشاريع عمومية وتحت غطاء ومبرّر “المنفعة العامة”، التي سلكت في كثير من الحالات طريق المنفعة الخاصة !
الفهامة يا جماعة الخير، هي التي أدخلت المستشفيات في إضراب استغرق أكثر من 6 أشهر، على أيدي الأطباء المقيمين، دون أن تصل الوزارة إلى حلّ يرضي الجميع، أو على الأقلّ يرضي طرف واحد، لإرضاء المرضى الذين عانوا الأمرّين وكرهوا العلاج غير المضمون حتى بالدراهم !
الأحسن أن لا يفهم الفاهم حتى لا تقتله الفهامة، والأحسن أن يتذوّق “البعرة” ولا يرميها، فرميها يعني أنه فاهم، والفاهم سيجني على نفسه!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • الناقد

    المسؤولون يبحثون على أي شماعة يعلّقون عليها صرف الملايير فإن لم يجدوا حفرة لردمها، أو رصيف لإعادة التعبيد، أبدعوا مثل هذه الفكرة و ربي وكيلهم !