-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

البكالوريا لا تُدار بالعاطفة!

البكالوريا لا تُدار بالعاطفة!
أرشيف

تنقضي اليوم امتحانات البكالوريا التي يمكن أن نقول إنّها أُجريت بشكل منظّم رغم الظّروف الاستثنائية المتمثلة في إجراءات الحجر الصحي وما خلفته من آثار نفسية على المترشحين الذين غادروا قاعات الدّراسة منذ ستة أشهر وانقطعوا عن التّواصل المباشر مع أساتذتهم.

لكن ثمّة مظاهر مؤسفة تتكرر كل عام تتمثل في تأخر بعض المترشحين عن الالتحاق بمراكز الامتحان بمبررات تبدو أحيانا مقنعة كظروف النقل وبُعد المسافات، لكنها في أحيان أخرى لا تعدو أن تكون تهاونا من قبل التلاميذ وأوليائهم.

مثل قضية التلميذتين في تمنراست التي هزت مواقع التواصل الاجتماعي وتعاطف معهما الجميع، بل إن هناك من أعطى الحق لنفسه في الإساءة إلى رئيس مركز الامتحان الذي طبّق الإجراءات القانونية ورفض دخولهن للامتحان بعد فتح الأظرفة وشروع المترشحين في الإجابة، وأُطلقت الكثير من الأوصاف العنصرية والشتائم في حق هذا المسؤول، دون أن يحاولوا فهم ما حدث، وهو ما اتضح فيما بعد باعتراف التلميذتين أنهما خرجتا من البيت على السّاعة الثّامنة والربع!

على الجميع أن يُدرك أن مثل هذه المواعيد المصيرية ينبغي أن لا تُدار بالعاطفة، وأن المتأخرين عن الالتحاق بمراكز الامتحانات في الوقت القانوني المحدّد، عليهم أن يتحملوا المسؤولية، ولا يلقوا بها على غيرهم، لأن السّماح لهم بالدخول وقتما شاءوا يعدُّ تسيّباً ستكون له آثاره الكارثية على مصداقية البكالوريا.

أما خبراء “الفيسبوك” الذين يملأون الدّنيا ضجيجا بدافع عاطفي دون أن يكون لهم أدنى معرفة بالقوانين والإجراءات التي تحكم الامتحانات الرسمية، فيجب أن يفهموا أن المشرفين على الامتحانات هم أشخاصٌ بسطاء مثلهم وليسوا عصابة ولا مسؤولين فاسدين، وهم يعملون تحت ضغط كبير وأكبر خدمة تُقدَّم لهم هي عدم التّدخل في صلاحياتهم.

ومثالٌ على التّضحية التي يقدّمها هؤلاء ما حدث أول أمس بأحد مراكز الامتحان بالعاصمة حين سقط نائب رئيس مركز مغشيا عليه بسبب ضغط العمل، ولفظ أنفاسه الأخيرة قبل إيصاله إلى المستشفى، وما يثير الإعجاب أن زملاءه الذين انهاروا بعد سماع خبر وفاته، سرعان ما أدركوا حجم المسؤولية، وقرّروا كتم الخبر عن زملائهم الحراس وعن المترشحين، وتأخّر الامتحان نصف ساعة قبل أن يعود الجميع إلى العمل واجتاز المترشحون الامتحان دون أن يسمعوا خبر وفاة أحد مسؤولي المركز.

لذلك؛ فإنّ الخوض في الامتحانات الرسمية والقيام بحملات لصالح مترشحين تأخّروا عن مواعيد الامتحانات هو تشجيعٌ على التسيُّب والفوضى من منطلق عاطفي.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • Merdiri

    انت والاميين تاع التربية لراكم عاطيين شيئ كبير للباكالوريا. مصيري وووووو البلدان كلها الآن تشوف فيه عادي جدا امتحان مثل كل الامتحانات. حتى بعض الدول أهلا عنه.

  • ارض الشهداء

    رحم الله نائب رئيس المركز ونحسبه من الشهداء، ولا نزكي على الله أحدا، وفي كامل الأحوال الشرع يسمع من الطرفين، وليس كاخوة يوسف عليه السلام، جاؤوا اباهم عشاءا يبكون، ويجب أن تنتشر ثقافة التدبر في القرآن و خطورة اللسان على الإنسان، من آفة البهتان، وفضولياته في الفسوق والعصيان، والله المستعان

  • خليفة

    فعلا يجب ان نحترم التخصصات ،و لا نصدر الاحكام و نلقي التهم الجزافية على بعض المسؤولين دون ان نعرف ما يجري في محيطهم و ما هي القوانين التي تسير عملهم ،فالعاطفة لا تجدي نفعا في مثل هذه الامتحانات المصيرية ،فعندما نحتكم الى القوانين التي تسير تلك الامتحانات ،ندرك حجم المسؤولية الملقاة على عاتق المشرفين عليها، و بالتالي القانون لا يحمي المغفلين.