-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
إلغاء الزيارات العائلية خوفا من انتقال العدوى

“البوحمرون” يفسد العطلة الربيعية للتلاميذ

زهيرة مجراب
  • 983
  • 0
“البوحمرون” يفسد العطلة الربيعية للتلاميذ
أرشيف

بثت حالات الإصابة بالحصبة “البوحمرون” الرعب والذعر في نفوس المواطنين الذين عجلوا باتخاذ تدابير وقائية لإبعاد المرض، وباتوا يسارعون في حال تسجيلهم أي ارتفاع في درجات الحمى أو طفح جلدي، حتى إن بعض العائلات اضطرت إلى مقاطعة الزيارات العائلية والسفر إلى ولايات أخرى خلال العطلة الربيعية لوقاية أبنائها من المرض.
أفسد انتشار داء الحصبة “البوحمرون” في أزيد من 20 ولاية مخطط العائلات في السفر لقضاء العطلة الربيعية، فقد فضلت غالبيتها الابتعاد عن السفر وتفادي التجمعات كيلا تتسع رقعة الإصابات بالمرض أكثر. تحكي لنا إحدى السيدات وهي أم لطفلين، يدرسان في الطور الابتدائي من ولاية العاصمة، كانت تخطط لزيارة عائلتها في ولاية تيارت وقضاء 10 أيام، لكن بعدما سمعت عن تسجيل حالات إصابة بـ”البوحمرون” في الولاية قررت تأجيل الزيارة إلى موعد آخر حرصا على صحتهم، خصوصا أن ابنها البكر مقبل على اجتياز امتحان شهادة التعليم الابتدائي والإصابة بالمرض تعني تغيبه عن الدراسة وبالتالي تضييع الدروس.
في حين أطلعتنا إحدى المسنات بحسرة بالغة عن شغور منزلها خلال هذه العطلة على غير العادة، فقد رفض أبناؤها وبناتها جلب أبنائهم للإقامة عندها مثلما تعودوا عليه في كل مرة بحجة خوفهم من إصابة أبنائهم بـ”البوحمرون”، بعدما علموا بقدوم شقيقتهم وأولادها الخمسة من ولاية بسكرة، ونظرا إلى تسجيل حالات إصابة بالحصبة هناك، خشي الجميع أن يكون أحد أبنائها حاملا للمرض وينقل العدوى إلى أبنائهم، وهو ما تحسست منه شقيقتهم خصوصا أن أبناءها لم يظهر عليهم أي عارض وهم سالمون وقد تلقوا التلقيح في الموعد.
ولم يقتصر الخوف على المسافرين إلى ولايات أخرى بل شمل حتى الموجودين بالعاصمة، تقول لنا “هند” 29 سنة أم لثلاثة أطفال، عن مواجهتها لمشاكل مع حماتها في كل مرة ترغب فيها في زيارة أحد أشقائها أو أفراد عائلتها ممن يملكون أطفالا صغارا، فترفض السماح لها بأخذ أبنائها الصغار برفقتها خوفا عليهم من انتقال عدوى المرض في حال كان طفل آخر مصابا به فتفضل إبقاءهم معها حتى أثناء العطلة تبقيهم في المنزل.
وتحول الاعتقاد بسرعة انتشار المرض في تجمعات الأطفال لهاجس لدى الكثير من الأولياء فيحرصون على إبعاد أبنائهم عن التجمعات والاحتكاك بأقرانهم حتى الألعاب الموجودة بأحيائهم السكنية لا يسمحون لهم باللعب بها، كما قاطع العديد من الأولياء بعض النشاطات المقامة بالمراكز الثقافية ودور الشباب في العاصمة تزامنا مع العطلة الربيعية للحد من المرض.
وكان مختص في الصحة العمومية الدكتور فتحي بن أشنهو، قد أكد على سرعة العدوى وانتقال الحصبة “البوحمرون” في وسط تجمعات الأطفال، فهذا المرض يتسبب فيه فيروس ويعد التلقيح والنظافة الحلين الوحيدين لتفاديه وهذا بداية بتشجيع الأطفال على غسل أيديهم للتقليل من احتمالات الإصابة بالمرض، وهو ليس خطيرا يقتضي فقط مراقبة ارتفاع درجة الحرارة. واعتبر المتحدث “البوحمرون” الذي ظهر نعمة حتى يلتفت المسؤولون إلى واقع الصحة والظروف المعيشية ويتداركوا هذه النقائص ويعملوا على إصلاحها قبل حلول فصل الصيف، حين تكثر الأمراض والأوبئة، ففي حال استمرار الوضع على ما هو عليه، يكمل المختص، فسنرى أمراضا أخطر بكثير من “البوحمرون”.
في الوقت الذي طمأن فيه رئيس مصلحة طب الأطفال بمستشفى الحراش، البروفيسور مصطفى خياطي، العائلات حول أبنائهم الذين أصيبوا بالحصبة “البوحمرون” من قبل باستحالة مرضهم مرة ثانية حتى ولو احتكوا بمريض فهو يصيب الشخص مرة واحدة فلا خطر من احتكاكهم بالمرضى.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!