-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
خبراء وأطباء يعترفون بفشل حملات التلقيح.. ووزارة الصحة تحقق وتحذر:

“البوحمرون” يلاحق 4 ملايين تلميذ!

الشروق
  • 995
  • 4
“البوحمرون” يلاحق 4 ملايين تلميذ!
ح.م

أجمع الأطباء والخبراء أن عودة انتشار داء البوحمرون سببه فشل حملات التلقيح التي سارعت إليها وزارة الصحة العام الماضي، بعد انقطاع لعدة سنوات، ما ساهم في ضعف مناعة الأطفال في مواجهة الفيروس، والخطير في الأمر أن وزارة الصحة أكدت أن 04 ملايين تلميذ لم يلقحوا بعد، بسبب عدم استجابة أوليائهم لنداءات التلقيح، ما ينذر حسبها بانتشار الداء في المدارس أكثر من أي وقت مضى، داعية الأولياء إلى ضرورة تلقيح أبنائهم قبل فوات الأوان.

أكدت أن 75 بالمائة من المصابين غير ملقحين
وزارة الصحة تحمّل الأولياء سبب انتشار البوحمرون

أكّدت بن برنو ليلى، مديرة فرعية لبرامج التلقيح وترقية الصحة بوزارة الصحة أنّ حالات انتشار البوحمرون التي ظهرت عبر مناطق مختلفة من الوطن هي حالات معزولة ومتفرقة وأن الوضع العام لا يدعو للقلق.
وكشفت ممثلة وزارة الصحة عن انتقال لجان تحقيق وزارية بأمر من وزير الصحة للتحقيق في الوضع والوقوف على الأسباب الحقيقية لتسجيل تلك الحالة عبر ولاية مستغانم وباتنة على وجه الخصوص.
وأفادت المتحدثة هذه الحالات هي حالات لم تلقح بعد، لأنها لم تبلغ السن المحددة للتلقيح والمحدد في الشهر الحادي عشر، حيث أصيبت بعدوى من قبل أشخاص آخرين كبار لم يخضعوا للتلقيح أبدا.
وأفادت بن برنو أن 3 أرباع المصابين بالبوحمرون أو ما يزيد ليسوا ملقحين وغالبيتهم لا يقطنون المدن الكبرى.
وعادت المديرة الفرعية لبرامج التلقيح إلى الـ24 أفريل 2016 تاريخ إطلاق جدول التلقيحات أين قادت وزارة الصحة حملة وطنية في المدارس لتلقيح التلاميذ لاستدراك كافة التلقيحات ضد البوحمرون والحصبة الألمانية، غير أنّها لم تنجح كما أريد لها فقادت حملة أخرى في شهر ديسمبر الماضي على مستوى مؤسساتها الصحية اغتنمت في ذلك العطلة الشتوية، لكنها هي الأخرى لم تحقق المراد ولم يتعد عدد الأطفال الملقحين 3 ملايين طفل من أصل 7 ملايين كانوا مستهدفين.
بن برنو قالت أن الأولياء الذين عزفوا عن تلقيح أطفالهم في وقت سابق هم أنفسهم من طلبوا تلقيحهم في وقت لاحق مما استدعى وزارة الصحة إلى تقديم طلبية بمليون جرعة إضافية.
ودعت بن برنو الأولياء جميعا إلى احترام واتباع جدول التلقيحات، حيث قالت “أدعو الأولياء إلى إتباع جدول التلقيحات، لأنه من المستحيل أن يصاب طفل أو شخص بتعقيدات البوحمرون القاتلة إذا احترم الجدول وخضع لكافة التلقيحات”.
ونفت المتحدثة أي نقص يكون قد سجل في توفير اللقاح، حيث قالت “لا يمكن بأي شكل تسجيل ندرة في اللقاح، فالوزارة تقدم طلبياتها عاما من قبل لمعهد باستور”.
وبعض الحالات التي يمكن ان تسجل هي عدم فتح القارورة التي تحمل عدة جرعات إلى حين استيفاء جميع المعنيين بالتلقيح لتفادي رمي الجرعات المتبقية.
وقصد تدارك الأمر، أكدت المتحدثة أن الوزارة طلبت من معهد باستور إيفادها بجرعات منفردة وأحادية لتقديمها لمستحقيها متى طلبوها.
وذكرت بن برنو المضاعفات الصحية الخطيرة والقاتلة لداء البوحمرون، داعية إلى الحماية منه عن طريق تلقي التلقيح في وقته.

رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث “فورام”، البروفسور مصطفى خياطي:
غياب التلقيح ما بين 2014 و2017 سبب انتشار الداء

أرجع رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث “فورام”، البروفسور مصطفى خياطي، العودة القوية لداء الحصبة “البوحمرون”، إلى تداعيات سنوات 2014 إلى غاية 2017 ، وهي المدة التي تم فيها توقيف اقتناء اللقاحات حيث بقي التعامل بالمخزون القديم الذي اعتبره غير كاف والدليل أن العديد من مناطق الوطن تخلفت عن التلقيح ضد الداء منذ بداية السنة خاصة الهضاب العليا والجنوب.
وقال خياطي في تصريح لـ”الشروق”، إن الأوضاع التي ندفع ثمنها اليوم من انتشار سريع للفيروس، تعود في الأصل إلى تداعيات السياسة الماضية لوزارة الصحة، مشيرا إلى أن العدوى المعروف عنها سهولة وقوة الانتقال من شخص إلى آخر بشكل سريع، جاءت كنتيجة حتمية لعدم إخضاع الأطفال للتلقيح لا سيما بالمناطق المذكورة سالفا، معللا ذلك بالقول: “الفيروس معدٍ وبإمكانه الانتشار بسهولة من طفل واحد مصاب ليشمل كافة أطفال المدرسة الواحدة وفي ظرف وجيز عن طريق الهواء، الدموع والعطس”، ووصف خياطي العدوى بالخطيرة خاصة لفاقدي المناعة أو أولئك الذين يعانون نقصا فيها كالرضع والأطفال ما دون 3 سنوات، واستنكر المتحدث من جهة أخرى طريقة تعاطي الحكومة مع مثل هذه الأخطاء الصادرة عن المسؤولين حيث تكتفي بالعزل أو إقالتهم في حين يفترض أن تقوم كل عائلة تعرض أحد أبنائها للموت أو أخطار تداعيات الداء، برفع دعوى قضائية ضد المتسببين في ذلك.
وعن كيفية السيطرة على الداء وحصره لتجنب انتشاره أكثر، دعا خياطي إلى ضرورة إطلاق حملة استعجالية للتلقيح خاصة بأكثر المناطق تضررا من أجل القضاء على البؤرة حتى لا تنتشر بمواقع أخرى.

حمل مسؤولية انتشار البوحمرون لوزارة التربية علي بن زينة لـ”الشروق”:
المدارس تحولت إلى بؤر لانتشار الأمراض المعدية

حمل رئيس المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ علي بن زينة، وزارة التربية مسؤولية انتشار داء الحصبة “البوحمرون” بأكبر نسبة إذا ما قارنا ذلك بوزارة الصحة، حيث كان من المفروض –حسبه- أن تأخذ كافة الإجراءات اللازمة لتفادي العديد من الأمراض التي تعاني منها المدرسة الجزائرية وعلى رأسها المعدية التي تعدت “البوحمرون” ووصلت إلى السل والكوليرا فضلا عن الزكام والقمل.
وأوضح بن زينة في تصريح لـ”الشروق”، أن المنظمة ناضلت منذ بداية نشاطها على ضرورة توفير النظافة بمراحيض المؤسسات التربوية فضلا عن الصهاريج وأنابيب المياه الصالحة للشرب حتى يتم تفادي انتشار الأمراض المعدية في أوساط المتمدرسين، داعيا في الوقت نفسه إلى ضرورة تنظيم حملات تحسيسية داخل المؤسسات التربوية بغية حصر البؤر بالكشف عن التلاميذ وعزل الحاملين للفيروس بمنازلهم إلى غاية الشفاء حتى لا تنتشر العدوى، خاصة وان بعض الأعراض قد يجهلها الأولياء لسبب تواجد أبنائهم طيلة اليوم خارج المنزل، حيث يمكن أن ينتبه إليها المعلم أو طبيب المدرسة. وعاد بن زينة للتطرق إلى قرار وزارة التربية الأخير المصادف لظهور داء الكوليرا خلال الفترة الصيفية حين أعلنت عن تشكيل خلية أزمة لدراسة الأمراض المعدية بالمؤسسات التربوية بالإضافة إلى قرار آخر ينص على تهيئة المدارس وصيانتها وربطها بأجهزة التدفئة التي اعتبرها المتحدث ضرورية لخفض نسبة الأمراض المعدية بالوسط المدرسي.
وعلى صعيد آخر، تطرق بن زينة لقضية ضعف بنية جسم الأطفال أصحاب سنوات 6، 7، 8 بسبب الطعام غير الموزون، مشيرا أن الدولة وضعت ميزانية للإطعام المدرسي، غير أن بعض المدارس تتخلف عن ضبط برنامج غذائي سليم شأن الشكوى التي تلقتها المنظمة –يقول- بعين عبيد في قسنطينة، حيث يقدم المطعم بيضة للتلاميذ على الساعة الثالثة بعد الزوال وجبن في اليوم الموالي، وتساءل هنا بن زينة قائلا: “كيف يمكن الحديث عن وجبة صحية؟”.

نوفل شيبان الأمين العام لنقابة ممارسي الصحة العمومية:
عدم الإقبال على التلقيح جدّد ظهور البوحمرون

أكّد نوفل شيبان الأمين العام لنقابة ممارسي الصحة العمومية أنّ عودة البوحمرون بهذا الشكل في مناطق عديدة ببلادنا راجع إلى عدّة اختلالات واجتماع عدة عوامل مع بعضها البعض، تصب في نهايتها في تقصير من السلطات العمومية تجاه عملية التحسيس والتوعية بأهمية التلقيح في وقته وتوفيره والحفاظ على سلامته.
وعدّد شيبان مجموعة الأسباب التي يمكن أنّ تقف وراء انتشار المرض من جديد في صدارتها عدم تلقي التلقيح في الوقت المناسب والضروري لعدم وجوده في المؤسسات الصحية آنذاك، ما يعني أنّ الطفل بقي دون حماية لفترة معينة وكان ضعيف المناعة وبالتالي افتك به الفيروس.
أمّا الاحتمال الثاني حسب شيبان فيكمن في أن التلقيح لم يكن فعالا لعدم احترام سلسلة التبريد والاحتفاظ به بشكل جيد فرغم تلقيح الطفل إلا أنّ التأثير لم يوجد.
وقال شيبان إنّ التغطية الكاملة بالتلقيح لا توجد حيث تبقى دوما نسبة قليلة غير ملقحة وهو ما يعيد ظهور المرض من جديد وفي الجزائر رغم بلوغ التلقيح نسبة مرضية وجيدة إلاّ أنّها تبقى غير كافية.
وانتقد الأمين العام لنقابة ممارسي الصحة العمومية التحضير غير الجيد للأولياء في ما يخص توعيتهم بأهمية التلقيح ومعاودته لتجنب أي عوارض صحية قد تحدث حيث قال “التحضير لحملة التلقيح ضد البوحمرون لم يكن في المستوى ولا بد من إعادة الثقة لدى الأولياء بعد تدخل مديري التربية في وقت سابق بطلب التوقيع على وثيقة تعهد”.
ودعا المتحدث إلى أهمية استئناف حملات التوعية والتحسيس بأهمية التلقيح ضد البوحمرون وغيره من الأمراض القديمة التي طفت إلى السطح مجددا، وهي مهمة الجميع وزارة الصحة وغيرها من القطاعات وكذا المجتمع المدني والأولياء.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
4
  • ابو عبد الرزاق

    75 بالمئة من المصابين غير ملقحين هذا يعني ان البقية ما يعادل 25 بالمئة من المصابين ملقحين، دليل قاطع ان اللقاح لم ينفعهم و لم يحميهم من العلة، اذن اللقاح اما غير صحي و بالتالي مضر بالصحة ما ا جعل الأولياء يمنعون ابناءهم من اللقا ح أو ان اللقاح قديم، صلاحيته لم تعد في الخدمة و هو شيء خطير بالنسبة للصحة العمومية و ما زاد طين بلة وجود بعض الوفيات بعد تلقيهم اللقاح مباشرة. اذن على الوزارة المعنية ان تنير الرأي العام حتى تزيل الريب من العقول و كفى..

  • بلال

    المشكل بكل بساطة ان المواطن البسيط اصبح لا يثق في كل ما يأتي من عند الدولة لأن التجارب السابقة اثبتت ان ما يأتي من عندكم كله مسموم اما بالكوليرا او البوحمرون و حتى الكوكايين الذي اتيتم به محشوا داخل اللحم "الحلال" و بذور البطاطا المدودة و القمح ردئ و الاجهزة الكهربائية المسرطنة و ... حتى ساد الاعتقاد اننا حقل للتجارب فلا نستبعد ان هته اللقاحات ما هي الا تجارب على الناس المغبونين ....من فضلكم اتركونا فبوحمرون او غيره من الامراض يأتي من عندكم و ليس من عندنا .

  • ملاحظ

    الامراض البدائية التي تتسلط في هذا البلد يعريكم ويعري الفشل بجميع المقاييس وعلى جميع القطاعات التي تتخبط فيها، هذه الامراض لا تظهر في سوريا التي تعاني من ويلات الحرب ولا اليمن الذي يعيش شعبها المجاعة وتحت حصار الحوثيين ولا الصومال التي هي من افقر الدول العالم ومجاعة بل الكوليرا وبوحمرون وتيفوييد وحمى الصفراء ضربت في بلد الوحيد بحجم القارة وبإمكانيات الهائلة وتملك الثروات هائلة،...ولا نملك مستشفى لائق...بينما سوريا وليبيا عندهم قطاع صحي ارقى منا بسنوات عنا ونحن نهجر لنعالج بتونس كأخر حل...فهل بقي ان تفتحوا نقاش لهذه الفضيحة هي فقط سلسلة من حصيلة الدولة الكوكايين وابناء فرنسا اللي تحكمنا

  • معتز معتز

    ليس فشل التلقيح فحسب بل فشل على جميع الأصعدة. و ليته كان فشل فقط بل هو فشل و تكريس الفشل.
    أطفال في ربيع العمر ينخر أجسادهم السرطان مع الفقر و أنعدام الرحمة لدى الخواص و مواعيد بالسنين عند القطاع العام و ملايير الدولارات تهرب و برلمانيون همهم الأطاحة برئيسهم و الاتيان باخر و التبزنيس..... لن أسمح لن أسمح خرب الله حياة من انوا السبب اللهم أرينا فيهم عجائب قدرتك و عدبهم في الدنيا ليكونوا عبرة لمن يعتبر.