البويرة تودّع ابنها الطيار الرائد سمير قائد الطائرة

سادت، نهار الخميس، أجواء الحزن والتأثر الشديدين قرية العربي شريف التابعة لبلدية سور الغزلان جنوب البويرة بعد انتشار خبر فاجعة فقدان ابن القرية الطيار الرائد سمير العربي شريف في تحطم الطائرة العسكرية المقاتلة بولاية تيارت ليلة الأربعاء إلى الخميس، حيث تجمع العشرات من أهل الفقيد ومعارفه أمام بيت العائلة بالقرية لتقديم واجب العزاء في رحيل الشهيد الثاني للولاية في ظرف شهر واحد .

“الشروق” انتقلت صباحا إلى القرية مسقط رأس الرائد سمير العربي شريف، والتي تحمل نفس لقب العائلة، أين سجلنا حضور جموع غفيرة بالقرب من بيت العائلة قصد مواساة العائلة بمجرد انتشار خبر استشهاده في حادثة سقوط الطائرة العسكرية، حيث عدد الجميع خصال الفقيد البالغ من العمر 37 سنة وهو أب لثلاث بنات إحداها لم يتعد عمرها الشهر فقط، كاشفا عمه الذي تحدثنا إليه في غياب أشقاء الفقيد الذين كانوا متواجدين لحظتها بعين وسارة بالجلفة قصد استكمال إجراءات نقل الجثة لدفنها بمقبرة القرية، عن ترعرع الأخير يتيما منذ صغره بفقده لأمه ثم والده، ليكبر وسط إخوته الثلاثة وأعمامه بالمنطقة محبا لمساعدة الغير ومجتهدا في دراسته إلى أن التحق بصفوف الجيش الوطني الشعبي سنة 2003 بسلاح القوات الجوية بولاية وهران، أين استكمل تربصه هناك ثم حول إلى القاعدة الجوية العسكرية بعين وسارة بالجلفة التي كان مقيما بها رفقة عائلته الصغيرة، إلا أن هذا لم يقطع روابطه بأهله وقريته التي كان يزورها باستمرار وشيد بها مسكنه الخاص مؤخرا، دون أن يكتب له القدر أن يسكنه رفقة عائلته الصغيرة .

وأضاف محدثنا بأن سمير كان حلمه قيادة الطائرة العسكرية للدفاع عن الوطن، وهو ما جعله يختار سلاح الطيران، حيث كان قائدا للطائرة المتحطمة خلال مهمة ليلية، أما ابن عمه العقيد المتقاعد عبد الحميد العربي شريف فأكد بأن العائلة قدمت شهداء إبان الثورة ثم العشرية السوداء، وهي لا تزال تقدم شهداء لهذا الوطن على غرار الرائد سمير، مبرزا خصال ابن عمه بتواضعه وحبه لمهنته التي أحبها منذ صغره كما أحب وطنه وأهله، لتودع جثمانه بعد صلاة عصر الخميس بمقبرة غرابة القريبة من القرية وسط حضور مهيب من أصدقاء وأهل الفقيد وكذا عدد من سكان المنطقة وسلطات عسكرية ومدنية من البويرة وعين وسارة والبليدة .