-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
العاصمة بدت مدينة أشباح ولا أثر للخبز والحليب

التجار يجبرون المواطنين على مواصلة الصيام في عيد الفطر

زهيرة مجراب
  • 940
  • 0
التجار يجبرون المواطنين على مواصلة الصيام في عيد الفطر
أرشيف

أسقط اليوم الأول لعيد الفطر كل تطمينات وزارة التجارة حول توافر المداومة واستمرار حركة البيع في المحلات التجارية المعنية بها بصفة عادية، حيث وجد سكان العاصمة أنفسهم صبيحة العيد في مدينة شبه مهجورة ومحلات مغلقة، ليدخلوا في دوامة من الحيرة خصوصا وأن الوضع سيستمر حتى يوم الأحد القادم.

تكرر مشهد المحلات المغلقة صبيحة يوم عيد الفطر في معظم بلديات العاصمة، وإن كانت الوزارة الوصية قد أعلنت أن نسبة الاستجابة للمداومة قد بلغت 100 بالمائة، فإن المواطنين يؤكدون اضطرارهم لقطع مسافات طويلة والبحث في البلديات المجاورة لعلهم يظفرون بكيس حليب أو قطعة من الخبز، وإن كانت بعض الجهات تلقي باللوم على البلديات في عدم التزامها بنشر قوائم التجار المداومين، لكن المواطنين يرونه إخفاقا متكررا لا مبرر له. فبمجرد الانتهاء من صلاة العيد توجهوا للمخابز ليفاجأوا بأن غالبيتها قد أغلق أبوابه قبل بدء الصلاة، فقد باعت كل الكميات لتجار الأرصفة مباشرة بعد صلاة الفجر أما التي مازالت تمارس نشاطها لم يتبق لديها سوى بعض أنواع الخبز بالحليب أو بالزيتون التي تباع بـ20 و30 دج، أما الخبز العادي بـ10 دج فلا أثر له. في الوقت الذي اكتفت فيه بعض محلات الخبز والحلويات بعرض هذه الأخيرة فقط نظرا لكثرة الإقبال عليها في العيد.

مواطنون من دون حليب ولا مواد غذائية

عايش سكان العاصمة معاناة ثانية عندما تفاجأوا بغلق معظم محلات المواد الغذائية العامة أبوابها وهي المحلات التي تعودوا عليها مفتوحة في عيد الفطر، وكانوا في الغالب قد تلقوا تطمينات من أصحابها حول استمرارهم في النشاط بشكل عادي في يوم العيد، وما ضاعف معاناة بعض المواطنين في ظل هذه الأزمة المتكررة كل عام هو ندرة حليب الأكياس، فقد صعب عليهم شراء كميات منه خلال شهر رمضان لما كان يعرفه من ندرة ليكون غلق المحلات صبيحة العيد سببا رئيسيا في حرمانهم منه.

محلات “فليكسي” تنضم لقوائم الغلق

ولم يقتصر الغلق على المخابز والمواد الغذائية العامة، فقد انتقلت العدوى هذه السنة حتى للمحلات التي تقدم خدمة “فليكسي”، فمن مسجد كتشاوة وحتى شارع أودان لم يعثر بعض المواطنين على متجر واحد يقدم هذه الخدمة مفتوحا، والأمر ذاته في شارع حسيبة بن بوعلي، وقد كانت حجة التجار هذه المرة بأن الازدحام الكبير المسجل صبيحة العيد نتيجة الاتصالات العديدة وتبادل التهاني يجعل عملية مرور الرصيد صعبة، لذا فضلوا عدم فتح محلاتهم حتى المساء.

“الفايسبوك” دليل المحلات المفتوحة في العيد

لجأ العديد من المواطنين إلى مواقع التواصل الاجتماعي “الفايسبوك” حتى يتعرفوا على المحلات والمخابز التي تمارس نشاطها في يوم العيد، فقد استنجد الفايسبوكيون بأصدقائهم وطلبوا منهم إرشادهم للمحلات التي تبيع “الخبز” و”الحليب” لتكون بلوزداد في الصدارة، فغالبية المحلات الموجودة فيها وحتى المقاهي عملت بشكل عادي حتى تلك غير المعنية بالمداومة فتحت أبوابها منذ الصباح الباكر، وهو ما جعلها مقصدا للجميع، كما تحول باعة الخبز على أرصفة بلدية القبة لمقصد العديد من المواطنين من مختلف بلديات العاصمة عجزوا عن العثور على هذه المادة الأساسية في أول أيام العيد.

“الكلونديستان” يرفعون سعر “الكورسة” في العيد

استطاعت حافلات “إيتوزا” وكذا “الميترو” و”التراموي” إنقاذ المواطنين من جشع سائقي سيارات الطاكسي و”الكلونديستان” الذين لا يفوتوا فرصة قلة وسائل النقل الخاصة في مثل هذه المناسبات لتحقيق الأرباح المادية الكبيرة، حيث ارتفع سعر “الكورسة” في يوم العيد ليصل 800 دج مع أن الشوارع خالية ولا يوجد أي ازدحام، وبالرغم من تسجيل بعض التأخر في رحلات “الميترو” و”التراموي”، إلا أنه يظل أرحم بكثير بالنسبة للكثيرين، كما ساهم تخصيص حافلات “إيتوزا” نحو مقابر العاصمة على غرار العالية، قاريدي، سيدي رزين في التقليل من معاناة المواطنين في يوم العيد.

بولنوار يحمل البلديات مسؤولية عدم نشر قوائم المحلات المداومة

أوضح رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين، الحاج الطاهر بولنوار، أن نسبة الاستجابة للمداومة تراوحت بين 98 و100 بالمائة ويتم حسابها على حد قوله بالمقارنة مع عدد التجار المسجّلين على القوائم التي أعدّتها مديريات التجارة، وليس بالمقارنة مع العدد الإجمالي للتجّار في الولايات أو البلديات.

وأضاف بولنوار بأن عدد المداومين المسجّلين على المستوى الوطني بلغ أكثر من 60 ألف تاجر منهم 5 آلاف تاجر فتحوا محلاتهم تطوعا، بما يجعل عدد التجار العاملين خلال العيد يفوق 65 ألف تاجر، مستطردا أنه خلال يومين قبل العيد تم تسجيل زيادة كبيرة في اقتناء الخبز والمواد الغذائية وتراجع محسوس في الطلب يومي العيد. وألقى رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين باللوم على البلديات التي لم تنشر قوائم المحلات المعنية بالمداومة مما صعب على ساكنيها معرفة عناوين تلك المحلّات.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!