-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

التحريك الفرنسي

عمار يزلي
  • 1661
  • 9
التحريك الفرنسي
ح.م

ما بين فرنسا الاستعمارية والجزائر المستقلة ضرس مسوس، (بلوتوث): ذاكرة هشة، بسبب التاريخ الحافل بالجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب والإبادات الجماعية الفرنسية على مرِّ 132 سنة، تضاف إليها فتراتٌ في مرحلة ما بعد الاستقلال، إذ كانت يدُ فرنسا الاستعمارية مغمسة حتى الترقوة في دماء الجزائريين بتعاون محلي.. أو لنقُل بيد داخلية بتعاون خارجي.. وكلاهما سواء.

التكرار المتكرر، في كل موقعة وزاوية، لتحريك الخنجر في الجرح النازف، يعود هذه المرة عبر “يد ثانية” عن طريق تشغيل جزائريين من إعلاميين ومشاركين مختارين ومعينين ومحددين، لغرز الخنجر إلى أبعد حد. لم يعد الآن ينطلي على أحد الحقدُ الدفين المعلن والمكتوم لمجموعة من بقايا اللفيف الأجنبي واليد الحمراء، والذي صار أكثر شراسة منذ إسقاط نظام العصابة، وأكثر منذ تمكننا من إجراء انتخابات رئاسية، وهو ما لم تكن تتمناه فرنسا، والأكثر من ذلك كله، هو شعبية الانتخابات وفوز الرئيس تبُّون بها من دون حاجة لتزوير ولا إلى الركون للعلبة السوداء التي كانت تعيِّن الرئيس في ماتينون قبل المرادية.

تبجُّح فرنسا وعذرها الذي هو أقبح من ذنبها، كونها تملك صحافة حرة ومستقلة وهي لا تتدخل في مضامين البرامج في القنوات الحكومية فضلا عن القنوات والوسائل الإعلامية الخاصة، يكذّبه المنطق ويكذبها حتى أهلها. متى كان الإعلامُ الخارجي في فرنسا مستقلا عن الدوائر الاستخباراتية في ماتينون والكيدورسي؟ الإعلام الخارجي هو آلة حرب عندها، ضد من لا يدور في فلكها أو تتبع ذيلها أو يتمرّد على سطوتها وسلطتها ونفوذها التاريخي في إفريقيا والمستعمرات القديمة. كتاب “المثقفون المزيَّفون” لباسكال بونيفاس، أحسن دليل، فلقد فضح الإعلام الفرنسي ومثقفي البلاطوهات، بشكل جعله يتعرض لكل أشكال التعنيف والمنع.

 فرانس5، والقناة البرلمانية التي بثت “l’Algerie mon amour”، تذكّرنا بالشريط الوثائقي الرائع الذي أنجزه عزّ الدين مدور بداية التسعينيات بتعليق الراحل عبد القادر علولة عن احتفالات فرنسا بالذكرى المئوية لاحتلالها الجزائر، وكان بعنوان “كم أحبّكم” في سخرية ممتعة ضد النظام الاستعماري الذي يبدي نفسه أنه يحب الجزائر والجزائريين.. كون فرنسا هي الأم الحنون.

الدوائر الخاصة المختصة في الإساءات المتكررة للجزائر، ممثلة في مجموعة من الإعلاميين المحترفين المتمرِّسين في فنِّ التحقيقات المغرضة، التابعين لمؤسسة خاصة تعمل بشكل وثيق مع الدوائر الاستخباراتية والسياسية الفرنسية، هي من كُلفت بإنجاز الفيلم الوثائقي الذي تسبَّب في ردة فعل شرسة شعبيا في وسائل التواصل الاجتماعي وأيضا على المستوى الديبلوماسي، ما أدى إلى استدعاء السفير الجزائري بفرنسا للتشاور، وهو أمرٌ بالغ الأهمية لم تصل إليه يوما العلاقاتُ الجزائرية الفرنسية منذ فترة الراحل هواري بومدين. الفيلم، لكي يمرَّر على أنه جزائري، أعطي لإعلاميٍّ جزائري، توقيعا، لكن لم يكن هو من يتحكم فيه، لا شكلا ولا مضمونا؛ فلقد اشتغلوا به، وكفى.. مرروا على ظهره رسائلهم ومسحوا السكين في التوقيع الجزائري وفي المشاركين فيه، بأنهم كانوا أحرارا ظهروا بوجوههم ووجوهن.. مع أن بعض المتدخّلات طالبت الصحفي أن يغطي وجهها عند المونتاج.. لكنه لم يفعل.. ليس لأنه رفض، وإنما، ببساطة لأنه ليس هو من يحكم أو يتحكم في المنتوج النهائي.. انتهى عمله بمجرد أن جمع وحصل على بعض مما أوصي لي به: التركيز على الطابوهات.. ليظهر وكأن الجزائريين خرجوا في الحَراك رغبة في التحرُّر الجسدي الشهواني، وأن النظام المستبدّ الآن، هو نفسه السابق وهو استمرارٌ له، مع أنهم كانوا يقدِّسون زعيم النظام السابق.

انكشف اللعب يا فرنسا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
9
  • TADAZ TABRAZ

    وبما أن فرنسا عدوة . فلماذا ينتظر الكل ويتسائل متى تفتح سفارتها وقنصلياتها في الجزائر ?
    ولماذا تصطفون بالالاف يوميا أما هذه سفارتها وقنصلياتها من أجل الفيزا ?
    ولماذا تتزاحمون أمام المركز الثقافي الفرنسي من أجل اختبار المستوى للالتحاق بجامعاتها ?
    ولماذا تغامرون عن طريق البحر عبر قوارب الموت نحو شواطئها ?
    ولماذا تزوج شبابنا في عمر الزهور بفرنسيات في عمر جداتهم لغرض الحصول على حق ووثائق الاقامة ?
    ولماذا تعالجون في مستشفياتها ?
    ولماذا تهربون أموالكم لبنوكها ?
    ولماذا تتستبقون لشراء عقارات في عاصمتها ? ... تأكلون الغلة وتسبون الملة يا منافقين

  • Chauvinisme

    شبعتونا كلام شوفيني. اللي ما في كرشو التبن ما يخاف من النار. تخيلوا لو أن هذا الوثائقي كان موجها لألمانيا، هل كان ليأخذ كل هذا الزخم الإعلامي و ردة فعل على أعلى مستوى؟ بالتأكيد لا، لأنها دولة ناضجة تعرف ماذا تفعل و قد تجاوزت بقرون هذه الترهات و الحماقات الإعلامية. دولة تعمل و تفرض وجودها بالعقل و الموضوعية لا بالعواطف و البكاء على الماضي. منذ أن عقلنا و نحن نسمع بأن فرنسا هي العدو، و لكن الحراك الأخير أظهر بأن الجزائر لم تكن لتحرك خطوة واحدة دون إرادة فرنسا. منذ 1962 و أنتم تضحكون على العقول و تخادعون الشعب الجزائري. كرهناكم، كرهنا فرنسا و كرهنا الحياة بسببكم أيها المنافقون المجرمون المرتزقة

  • اب ألاء

    كَفيت و و فيت أستاذنا.لا فُض فوك.

  • Observer

    In 2020 you still talking to us like we are idiots. All our polticians they prefer to to talk to public in Frensh language....we import the weat from France and it cost us 9 billions Dollards this only for our breads ...there is over 720 Frensh companies dealing with us to give us Al Khorda....we can not do anything without Frensh
    permission in economy.... Khaliha tesir

  • جزائري حر

    ياولدي فيق مع روحك من بكري وهما هاكة في الصباح يسبون فرنسا وفي المساء يروحو يباتو عند ماماهم

  • سامي

    شكرا استاذ على المقال الذي فضح اليد الخفية لفرنسا الماكرة و بيادقها التي تحركهم تارة عن بعد و تارة اخرى عن قرب كما هو الشان للتحقيق الاستخبارتي بامتياز الذي بثته قناة فافا و تحت اعينها لحاجة في نفس الماكر وووون

  • الحبيب

    انكشف اللعب يا فرنسا.

  • كلمة انصاف

    هناك من يقول الصمت اكبر علامات الاحتقار ... ما تقيموهمش ما تعبروهم دعوا الايام تفعل مفعولها ... احسن و انجع رد هو النجاح اقتصاد قوي امن امان نظافة اسثتمار تسامح ابتسامة منظومة صحية قوية منظومة تربوية نموذجية تسيير قوي جيش قوي بابنائه عتاده اختراعته ... ضمن استراتجية متوسطة و بعيدة المدى. دعه يتالم دعه يمكر و دع عديمي الانفة يتبعونه من يرضون لانفسهم دور الخديم لسيده.

  • عبد الرحمان إليزي

    إنهم يكذبون لو كانت حرية التعبير مكفولة إلى هذا الحد فلماذا تسن القوانين لتكميم الأفواه فمن يجرؤ على التحقيق في المحرقة اليهودية المزعزمة ولماذا تصدر القوانين الجائرة ضد المرأة في حريتها تلبس ما تشاء إنه كذبة ملعونون