-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

التحكيم الجزائري.. نحو الهاوية

ياسين معلومي
  • 1688
  • 0
التحكيم الجزائري.. نحو الهاوية
أرشيف

الذي شاهد نهائي كأس الجزائر بين شبيبة القبائل واتحاد بلعباس، يكون قد اقتنع بأن الذي أدار لقاء السيدة الكأس كان في المستوى، ولم يتلق أي انتقاد من مسيري الفريقين، رغم أنه أشهر بطاقة حمراء لحارس شبيبة القبائل عسلة، ومنح ضربة جزاء لصالح اتحاد بلعباس. تفاجأت كغيري من متتبعي سلك التحكيم بأنه لا أحد اعترض عليها، حتى الحارس نفسه تقبلها بكل روح رياضية، لأنها إضافة إلى شرعيتها، فإن الجميع يكون قد اقتنع بأن الدولي الجزائري عبيد شارف كان في المستوى بنزاهته ووجوده عن قرب في كل لقطات المقابلة، وما اختياره من طرف الاتحاد الدولي لكرة القدم ليكون في مونديال روسيا إلا خير دليل على ذلك.
تحدثت عن الدولي عبيد شارف لأنه في الحقيقة يمثل التحكيم الجزائري أينما حل أو ارتحل، غير أن المتتبع للبطولة المحترفة يكون قد لاحظ الأخطاء الكثيرة التي يرتكبها الحكام أسبوعيا، بقصد أو دون قصد. وحسب رأيي، فبالإضافة إلى عدم نزاهة البعض الذين يدخلون المال الحرام إلى بيوتهم، فإن أغلبية الحكام غير مكونين بطريقة علمية حديثة، ما يجعلهم يرتكبون أخطاء بدائية تؤثر على السير الحسن للمباريات، ومشاهد العنف التي نراها أسبوعيا في ملاعبنا دليل على ذلك، فكيف بحكم لا يرى ضربة جزاء أمام عينيه، ولا يصفر أخطاء يراها الجميع إلا هو، ويكون في مرات عديدة السبب في مظاهر العنف التي تحدث فوق الميدان وخارجه.
عندما يتأكد الجميع من أن الحكم الذي يدير مواجهة ما مُكوّن بطريقة علمية مثل الذي أدار نهائي الكأس، وليست له خلفيات مسبقة عن المواجهة التي يحكمها، فإن الجميع يتقبل قراراته، لأنها في النهاية ليست مجحفة، بل هي منطقية وفق قوانين الاتحاد الدولي لكرة القدم، عندما نعرف أن الجزائر تفتقد مكونين حقيقيين، لا يجاملون أحدا ويعطون كل ذي حق حقه، فإن كرتنا ستكون بخير، غير أن بعض المتطفلين لا يزالون إلى يومنا هذا يصطادون في المياه العكرة إرضاء لمن يمنحهم مالا حراما، وهم في الحقيقة يكسرون ويهدّمون كرتنا التي يزيدها أصحاب الزي الأسود سوادا، وهذه هي الطامة الكبرى.
وأنا ببلجيكا لحضور المؤتمر الدولي للصحافة الرياضية أعجبني الحكم الإيطالي السابق بوزاكا الذي قال إن قانون التحكيم واحد وموحد، غير أنه في الجزائر كل واحد يطبق القانون وفق معاييره، وأهوائه، فعندما تخلو الساحة الكروية من مكونين أكفاء فلا ننتظر شيئا من صفاراتنا التي تسير نحو الهاوية. عندما التقيت صحفيا أوروبيا سألني عن الحكم السابق حيمودي الذي أدار أربعة لقاءات في المونديال الأخير ودوره في الكرة الجزائرية، وجدت نفسي مرغما على أن أقول له إنه بعيد كل البعد عن محيط الكرة الجزائرية، فهل يعقل أن تسند لجان التحكيم إلى أناس غرباء، البعض منهم لم يلبس طيلة حياته قميصا رياضيا يصبح بين عشية وضحاها الآمر الناهي.
قليلون هم في الجزائر من أداروا نهائيات كأس العالم أو نهائيات كأس إفريقيا، لكنهم بعيدون كل البعد عن تسيير شؤون التحكيم في الجزائر، تاركين المجال للذين يدّعون في العلم فلسفة، فهم ربما لا يعرفون أشياء وتغيب عنهم أشياء أخرى.. وكم هي كثيرة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!