-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
رغم أن القانون يعاقب عليها والمحكمة لا تستخدمها كدليل

التسجيلات الصوتية.. وسيلة لخلق الفتن والابتزاز

آمال عيساوي
  • 22596
  • 4
التسجيلات الصوتية.. وسيلة لخلق الفتن والابتزاز
ح.م

انتشرت خلال الفترة الأخيرة ظاهرة جديدة لم تكن معروفة في مجتمعنا، وأخذت أبعادا واسعة، بفعل المشاكل التي تسببت فيها واختلفت من تشتيت للأسر، إلى التهديدات، والابتزاز وجرائم أخرى بعضها يعاقب عليه القانون وأخرى لا، إنها التسجيلات الهاتفية التي لم تعد تقتصر على تسجيل الأشخاص الموجودين على مقربة فقط، وإنما شملت المكالمات الهاتفية التي صنعت الحدث وأحدثت العجائب..

قضايا كثيرة تتعلق بالتسجيلات الصوتية تعالجها يوميا مختلف المحاكم الجزائرية، ورغم أنها ممنوعة ويعاقب عليها القانون، إلاّ أنّ الظاهرة في تطوّر مستمر، فعديد العائلات وقعت لها مشاكل كبيرة بسبب تسجيل مكالماتها، فلا أحد صار يثق في شخص خلال الحديث سواء مع الأشخاص الذين يكونون بالقرب منه ومن الممكن أن يستعملوا حيلة التسجيل من دون أن يلاحظ عليهم الأمر الطرف الآخر، أو من خلال مكالمات الهاتف، التي صارت موضة تستخدمها كل الفئات، فتقوم بها الصديقة عند الحديث مع صديقتها، لتُمسك عليها تصريحات قد تنغّص عليها صفو حياتها سواء وسط عائلتها أم أمام خطيبها أو مع أشخاص آخرين، أو تستعملها الفتاة مع خطيبها، والعكس، لتقع بعدها التهديدات في أول زلة بينهما والأمر نفسه يحدث بين بعض العائلات، حتى صارت الظاهرة بمثابة الطاعون الذي يهدد كل من يتحدث مع شخص آخر في الهاتف، وتسببت في مشاكل عديدة وصلت إلى أروقة المحاكم..

تسجيل صوتي من دون إذن النيابة حوّل الضحية إلى متهمة

عالجت قبل أيام قليلة محكمة الجنح بقسنطينة، قضية تتعلق بالتهديد، تورط فيها شاب في العشرينيات من عمره وراحت ضحيته شابة تبلغ من العمر 22 سنة، هذه الأخيرة التي تنحدر من ولاية ميلة، وتقيم بإحدى الإقامات الجامعية بقسنطينة، قامت برفع شكوى ضد المشتبه فيه المدعو “ل.ب” تفيد فيها بتعرضها للتهديد من طرفه مرارا وتكرارا، لأنها رفضت أن تقيم علاقة عاطفية معه، وعند مثوله أمام المحكمة واستدعائها للإدلاء بتصريحاتها من طرف القاضي، طلب منها الأخير أن تقدم أدلة كافية عن تهديد الشاب لها، ويقصد هنا شهودا أو ما شابه ذلك، باعتبار المتهم أنكر جملة وتفصيلا كل التهم الموجهة إليه، لتُخبر القاضي أنها تملك في هاتفها النقال عديد التسجيلات الصوتية برقم هاتفه التي كان خلالها المتهم يقوم بتهديدها بأقبح العبارات، لتثور ثائرة القاضي الذي رفض استخدام هذا النوع من الأدلة، من دون أن تأخذ الضحية موافقة من وكيل الجمهورية، كما قام بتأجيل القضية، في حين أن المتهم رفع شكوى ضدها يتهمها فيها بتسجيل مكالماته بالدليل والبرهان، ليتحوّل إلى ضحية وتصبح هي المتهمة بتسجيل مكالماته من دون الحصول على رخصة للتسجيل من قبل وكيل الجمهورية.

طالبة تحاول قتل صديقتها لأنها سجلت مكالماتها وقدمتها لخطيبها

هذا وعرفت إحدى الإقامات الجامعية بالعاصمة الأسبوع الفارط قبل أيام من العطلة الشتوية، شجارا عنيفا دار بين طالبتين ولولا تدخل أعوان الأمن لوقع ما لا يحمد عقباه، والسبب تسجيل صوتي عثرت عليه إحدى المعنيات بالأمر في هاتف صديقتها التي تقيم معها في نفس الغرفة، حيث تتلخص الوقائع في أن المدعوة “م. م” كانت مخطوبة من شاب وعند اقتراب حفل الزفاف قام بفسخ الخطبة من دون أن يوضح لها الأسباب كما قام بشتمها بأقبح العبارات، وبعد مدة كانت الأخيرة رفقة صديقتها داخل الغرفة فطلبت منها أن تبعث لها جميع الأغاني الموجودة في هاتفها النقال، لتعطيها الأخرى الهاتف حتى تبعث الأغاني بمفردها، فباشرت “م.م” سماع الأغاني، لتتفاجأ بأول تسجيل صوتي لها عندما كانت تتحدث عن بعض خصوصياتها مع صاحبة الهاتف، وظلت تسمع التسجيلات إلى غاية أن وصلت إلى مكالمة هاتفية مسجلة دارت بين خطيبها السابق وزميلتها في الغرفة، تخبره فيها الأخيرة بأن خطيبته “م.م” كانت على علاقات أخرى وتؤكد له الأمر بالتسجيلات الصوتية، لتثور ثائرة الضحية وتقوم بكسر هاتف زميلاتها كما تهجمت عليها بالضرب والأكثر من هذا، حملت سكينا وحاولت قتلها فور دخولها للغرفة، وكادت أن تقتلها، لولا تدخل بعض صديقاتها وأيضا أعوان الأمن.

وغير هذه الأمور، وقعت كوارث أخرى في منتهى الخطورة ناجمة عن تسجيلات المكالمات الهاتفية التي أصبحت بمثابة موضة لخلق الفتنة بين الأشخاص يمارسها العديد ممن يملكون هواتف نقالة ذكية من دون حسيب ولا رقيب، ويوقعون غيرهم في مشاكل وفتن كبيرة قد تصل إلى أبعد الحدود.

بهلولي: عقوبة التسجيلات الصوتية بين 6 أشهر و3 سنوات سجنا

وللاستفسار أكثر عن العقوبات التي يفرضها القانون على مستعملي التسجيلات الصوتية من دون رخصة من النيابة العامة، اتصلنا بالمحامي ابراهيم بهلولي، الذي صرّح في حديثه مع “الشروق”، أن التسجيلات الصوتية يعاقب عليها القانون، وتعتبر حسب المادة 303 من قانون العقوبات في حد ذاتها جنحة، ولا يعتمد عليها كدليل، وإنما يُعتبر دليل متحصل من جنحة، وأضاف المتحدث أن التعديلات الأخيرة التي مسّت قانون العقوبات، قامت بتجريم أخذ صور من دون إذن صاحبها وكذا تسجيلات المكالمات الهاتفية أو أي تسجيلات صوتية من دون الحصول على رخصة من طرف النيابة العامة، وصرّح بهلولي أن عقوبة هذا الأمر حسب المادة 303 مكرر تتراوح من 6 أشهر إلى 3 سنوات سجنا نافذا مع غرامة مالية تتراوح بين 50 ألف إلى 300 ألف دينار.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
4
  • منير

    يجب التماشي مع التكنولوجيا اذا كان التسجيل يظهر جريمة فهو اداة استدلال قوية بعد تاكيد صحته من خبير الدنيا تبدلت بزاف لا للتحجر الطفلة محقرورة وتم تهديدها وشتمها اصبحت متهمة هذا تخلف وبعد كبير عن فوائد التكنولوجيا

  • محمد☪Mohamed

    أحسن ذخلي في مقال الفساد الأخلاقي و ضعف الطاب الديني و جهل الشعب الجزائري ,ونقص قنوات ومجلات علمية تعرف الاقاري على أحسن ما توصل له العلم من كاميرات المصغرة جدا إلخ
    ثم أقترح عليكِ تبحث في قوانيين ما توصل إليه الإتحاد الأوروبي لأنه ببساطة Les décodeurs
    توعنا كذلك جهلاء وذقة قديمة لا يفهم ولا يستطيعوم حماية حثي أنفسهم .
    الجزائر كلها مخترق من طرف دول غربية
    1 ولاية المتحدة والصين في المقدمة ,
    2 كوريا الجنوبية وروسيا ,
    3 المغرب والإمارات ,
    4 إتحاد الأوروبي .
    إسرائيل لا أعرف موقعها ..عندهم أقمر صناعية للتجسس لا يعرف عليهم شيء.

  • عبدو

    يجب تغيير القانون فيكون هناك استثناء لاخذ التسجيل كدليل في حالات التهديد او الاحتيال مثلا فليس من المعقول ان نقول لم يهددنا انتظر حتى ابحث عن شهود و من ثم هدد !! نعم هناك سفه و تجاوزات في تسجيل المكالمات لكن هناك احيانا اسباب يجب اخذها بالاعتبار

  • بهاء الدين بن اعمر-عين تيموشنت

    الظاهرة هذه موجودة في كل الجامعات الجزائرية يقوم بها الطلبة ضد بعضهم البعض وضد الاساتذة والاداريين، وانا كاستاذ مساعد بالمركز الجامعي لغليزان، اتعرض كثيرا لتسجيل مكالماتي واستدراجي لاشيء ما انزل الله بها من سلطان:رئيس قسمنا ونظرا لضعف شخصيته يقوم باختراق حساباتنا الالكترونية ومكالماتنا الهاتفية بل ويعمل على امداد الطلبة بارقام هواتفنا النقالة للطلبة والطالبات والقيام باعمال مشينة ضدنا فهل نلوم الشارع على ما يقترفه اذا كانت النخب تقوم باعمال قذرة ونتنة يستحي منها حتى الصعاليك. الجامعة مركز ثقل للفوضى الالكترونية.يا ربي احفظنا.