-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
شباب.. فتيات وعائلات يكتسحون المساجد والمحلات التجارية

التسول.. مهنة من لا مهنة له في رمضان

زهيرة مجراب
  • 605
  • 0
التسول.. مهنة من لا مهنة له في رمضان
ح.م
التسول أمام المساجد في شهر رمضان

يلاحظ المتجول في الأسواق والمحلات ارتفاع عدد المتسولين بحلول شهر رمضان المبارك، فقد باتوا يختارون المواقع الإستراتيجية فيفترشون عتبات المحلات التي يقصدها المواطنون لقضاء حاجياتهم ومستلزماتهم اليومية، فيحاولوا استعطافهم وإقناعهم بشراء القليل من اللحم أو الحلويات الرمضانية لهم ولأبنائهم.

خلف أسلوب التسول الجديد الذي بات ينتهجه بعض الشحاذين المتزايدة أعدادهم هذه الأيام، غضب جل المواطنين الذين استنكروا بشدة اختيارهم للقصابات ومحلات الجزارة، وكذا بعض دكاكين المواد الغذائية العامة والمساحات التجارية بل وحتى محلات الحلويات، لتصيد زبائنها وطلب المعونة منهم  بشراء بعض السلع والبضائع المعروضة في هذه المحلات بعدما كانوا في السابق يجلسون بعيدا عنها في صمت.

وأكد لنا صاحب قصابة بحسين داي، بأن محله أصبح مقصد للمتسولات فهن يتنافسن للجلوس أمام الباب الخارجي بحكم أن غالبية زبائن المحل هم من الطبقة المتوسطة وكذا ميسوري الحال الذين لا يترددوا في فعل الخير في هذه الأيام المباركة، فيستغلون زيادة الإقبال في الشهر الفضيل، ليطلبن منهم المال أو شراء كمية من اللحم أو الدجاج كي يحضرن وجبة العشاء لأبنائهن لكن الغريب في حال عرض عليها الزبون أخذ ما ترغب فيه وسيسدد ثمنه يتمنعن ويفضلن المال، واستطرد محدثنا هذه الظاهرة  باتت تتكرر كل مرة في رمضان لم تجد معها نشاطات الجمعيات الخيرية ولا ما يقدمه المحسنون من معونات بل تستمر في التزايد باقتراب عيد الفطر.

وعبر الكثير من المواطنين عن غضبهم وامتعاضهم الشديدين من هذه السلوكيات التي تضايقهم وتشتت تفكيرهم خلال عملية التسوق، حيث تحكي إحدى السيدات عن حادثة وقعت لها في أول يوم من شهر رمضان، عندما توجهت لأحد المحلات لشراء بعض المستلزمات ولم تكن تحمل معها سوى 500 دج، لتصادف إحدى السيدات لم تعتقد للوهلة الأولى بأنها متسولة ثم طلبت منها شراء بعض الزبادي “الياوورت” لأبنائها، وهو ما استغربته محدثتنا بشدة فهي لا تملك المال لشراء مستلزمات عائلتها لتسمع طلبا مثل هذا. في حين طالب أحد الزبائن من التجار التصرف وإبعاد المتسولين من مداخل محلاتهم، فليس من المعقول حسبه أن تطلب منه متسولة بعض الكماليات كالجبن والمثلجات أو شراء كيلو من الزلابية وعلبة قلب اللوز وهو ما لم يتمكن من شراءه لعائلته، بحكم ضيق الحال وقلة المال ليضيف بأن هذه الظاهرة باتت مبعث إزعاج للجميع سواء أصحاب المحلات أو الزبائن.

وأجمع غالبية المواطنين الذين التقيناهم على تصنيف هذه المظاهر بالمخجلة والمشينة، فالمتسولون يستغلون هذه الأيام الفضيلة وحرص الناس على فعل الخير ليستدروا عطفهم ويستنزفوا أموالهم، بعدما لم يعد الجلوس عند مداخل المساجد وفي وسائل النقل يكفيهم ليوسعوا نشاطهم لأماكن أخرى حتى بعض المتسولات قد استبقن عيد الفطر بطلب شراء كسوة العيد لأبنائهن.

وفي هذا الصدد، ورد حكم الشريعة الإسلامية واضحا حيث منعت التسول وذمت من يتسول من الناس لغير الحاجة الملحة أو الفاقة الشديدة، وحرمت التسول لاستكثار المال وتنميته واستزادته وحثت على العمل مهما كان بسيطا، فالرسول صلى الله عليه وسلم قال: ”مَنْ سَأَلَ وَعِنْدَهُ مَا يُغْنِيهِ فَإِنَّمَا يَسْتَكْثِرُ مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا يُغْنِيهِ قَالَ مَا يُغَذيهِ أَوْ يُعَشِّيهِ”.

ومن ناحية أخرى، فالشريعة الإسلامية منعت تعنيف السائل حيث قال عز وجل في الآية العاشرة من سورة الضحى بسم الله الرحمان الرحيم: ”وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ”، ففيها تشديد على ضرورة الرفق بالسائل حتى لو لم يتمكن من إعانته إن كان بالفعل محتاجا فلا يعنفه و لا يمن عليه بالصدقة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!